شريف حتاتة.. الروائي الرحال باليسارية
"هناك علاقة وثيقة بين الحزن والقهر ... ونحن أمة تعاني القهر منذ آلاف السنين” كلمات خطها في كتابه "الشبكة" الكاتب شريف حتاتة الذي رحل عن عالمنا اليوم الاثنين، عن عمر ناهز الـ94 عامًا.
في إنجلترا وﻷم إنجليزية وأب مصري ينتمى إلى عائلة ذات أصول أرستقراطية، ولد حتاتة 13 سبتمبر 1923، كان والده يدرس منذ طفولته فى إنجلترا، وبعد أن أنهى والده الدراسة الثانوية التحق بجامعة كامبردج ودرس الاقتصاد، وأثناء دراسته بالجامعة تزوج من سيدة إنجليزية وأنجب منها شريف، وبعد الانتهاء من الدراسة عاد الأب والأم والطفل إلى مصر.
التحق شريف بكلية الطب في جامعة الملك "فؤاد الأول" وأتته فرصة الاطلاع على الكتب السياسية، وعمل بعد ذلك رئيسًا لفريق من الخبراء فى منظمة العمل الدولية آسيا وإفريقيا، وقضى خمس سنوات كأستاذ زائر بأمريكا فى جامعتي "ديوك"، و"واشنطن".
يرتبط اسم حتاتة، بنضاله في صفوف الحركة اليسارية، وهو ما جعله يقضى نحو 15 عامًا فى سجون مصر، كان جزءا منها قبل ثورة يوليو 1952، والآخر بعد الثورة، ليكن ذلك ثمنًا لالتزامه السياسي وإيمانه بالاشتراكية وبالدفاع عن العمال والفقراء والمحرومين.
تزوج حتاتة من الكاتبة نوال السعداوي قبل أن ينفصلا قبل سنوات، وهي التي شجعته على الكتابة كما روى، وجعلته يكتشف في نفسه قدرة كانت مدفونة في داخله.
بعد انفصال حتاتة عن نوال السعداوي تزوج بالكاتبة والناقدة السينمائية أمل الجمل.
أمدَّ حتاتة المكتبة العربية بالعديد من الأعمال منها روايات "العين ذات الجفن المعدنى"، "الهزيمة"، "الشبكة"، "قصة حب عصرية"، "نبض الأشياء الضائعة"، "عمق البحر"، "عطر البرتقال الأخضر"، "ابنة القومندان"، "الوباء رقصة أخيرة قبل الموت”.
وله مؤلفات أخرى منها "النوافذ المفتوحة" (سيرة ذاتية)، والتي يحكي فيها حتاتة عن حياته منذ أن ولد في "لندن" من أم إنجليزية فقيرة وأب مصري كان ينتمي إلى أسرة إقطاعية.
بعد مجيئه إلى الوطن استقر في بيت جده. فجعلنا نعيش معه طفلاً يكتشف عالماً غريباً عليه, وتلميذاً في المدرسة الإرسالية, وطالباً في كلية الطب وطبيباً في المستشفى الجامعي, ومشاركاً في الحركة الوطنية ضد الإنجليز والملك فاروق, وعضوًا في حركة يسارية يصبح فيها محترفاً سياسياً ويرحل إلى مدينة الإسكندرية, ومسجوناً يهرب من سجنه ويسافر في قاع سفينة للشحن, ولاجئاً في "باريس" يقع في حب امرأة زائرة جاءت من مصر.
نعود معه إلى الوطن سرًا بعد ثورة يوليو؛ حيث يستأنف نشاطه السياسي في قرى الوجه البحري إلى أنّ يقبض عليه مرة أخرى ويصدر عليه حكمًا بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات نقضيها معه في السجن الحربي, وليمان طرة, وسجن مصر, ثم تتخذ حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية.
كما أصدر حتاتة "طريق الملح والحب".. يوميات، "رحلة إلى آسيا".. أدب رحلات، "يوميات روائي رحال".. يوميات، و"في الأصل كانت الذاكرة".. يوميات، "تجربتى فى الإبداع".. دراسات أدبية، "فكر جديد فى اليسار".. كتابات سياسة، "العولمة والإسلام السياسي".. كتابات سياسية، و"فكر اليسار وعولمة رأس المال".. كتابات سياسية.