بأقلام الزعماء والمثقفين والسياسيين.. «ثورة 23 يوليو» بين أغلفة الكتب

كتب: كرمة أيمن

فى: ميديا

13:25 23 يوليو 2018

خُلقنا ليتواجد معنا الاختلاف، وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو 1952، التي غيرت شكل الحياة في مصر، وقلبت نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري، ومع ذلك لا تجتمع الآراء لتوحد الصفوف وراء تمجيد الثورة... 

 

كل منا يرى الأمور من زاويته ولكل شيء في الحياة إيجابيات وسلبيات، لذلك صدرت مئات الكتب، لتتناول ثورة 23 يوليو بالتحليل، الرصد، النقد، والوقوف على أسباب قيامها ونتائجها ومميزاتها وعيوبها... 

 

ولم يسطر المحللون والسياسون كتبهم فقط لتناول واحدة من أهم الثورات التي أندلعت في المنطقة العربية، بل امتدت الأمر لرؤساء مصر السابقين الذين كتبوا شهادتهم ومذكراتهم، ولم تخل الساحة من كتابات المثقفين والأدباء والروائيون الذين حكوا عن الثورة ضمن أحداث روايتهم، ليمتزج الواقع الاجتماعي والإنساني بالثورة، بل تجسدت هذه الروايات على شاشات السينما. 



 

وخلال هذه السطور نستعرض أشهر الكتب التي تحدثت عن ثورة 23 يوليو

 

"فلسفة الثورة".. خواطر جمال عبد الناصر

بعد قيام ثورة 1952، بـعامين أي في 1954، قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أن يتحدث عن هذه الثورة التي قادها هو ومجموعة من زملائه يطلق عليهم "الضباط الأحرار"، وقام بتحرير أفكاره، وصاغها في كتاب بعنوان "فلسفة الثورة" الكاتب محمد حسنين هيكل. 

يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء، هم "ليست فلسفة، العمل الإيجابي، بعد غيبة ثلاثة شهور"، ويعتبر جمال عبدالناصر، أن كتابه لا يتعدى كونه خواطر.

ويقول عبدالناصر، في مقدمه كتابه: "ولكنها ليست لشرح أهداف ثورة 23 يوليو 1952 وحوادثها، وإنما دورية استكشاف لنفوسنا لنعرف من نحن وما هو دورنا في تاريخ مصر المتصل الحلقات...
واستكشاف الظروف المحيطة بنا في الماضي والحاضر، لنعرف في أي طريق نسير، واستكشاف أهدافنا والطاقة التي يجب أن نحشدها لنحقق هذه الأهداف، واستكشاف الظروف المحيطة بنا، لنعرف إننا لا نعيش في جزيرة يعزلها الماء من جميع الجهات....". 



"رد قلبي".. الثورة بطابع رومانسي 

في رواية "رد قلبي" التي تحولت إلى فيلم سينمائي يعد من علامات السينما المصرية، ترصد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية قبل اندلاع الثورة، والنظرة الدونية والطبقية لفئات معينة في الشعب، وما حدث بعد قيام الثورة، في قصة يغلفها الحب. 


صدرت رواية "رد قلبي" بعد الثورة بثلاثة أعوام، وتدور في قصة حب الأميرة إنجى "مريم فخر الدين" ابنة الباشا، وعلى "شكرى سرحان" ابن الجنايني الذى يصبح ضابطًا فى الجيش، وتمضى عدة أعوام حتى ثورة 52 فيصبح "علي" رئيس لجنة مصادرة أملاك عائلة "إنجى"، وتظن أنه لم يعد يحبها، وجاء شامتًا لكنها سرعان ما تكتشف صدق مشاعره.



"والآن أتكلم".. خالد محي الدين

 

بعد 40 عامًا، قرر "خالد محي الدين" من الستة الأوائل الذين شكلوا تنظيم الضباط، ليخرج بمذكراته وسيرته الذاتية عما عاصره من أحداث في كتاب "الآن أتكلم" الصادر عن دار الأهرام عام 1992. 

وكشف "خالد محى الدين" في كتابه عن مذكراته متضمنة شهادته عماحدث فى ثورة يوليو 1952، خاصة وأنه كان من أقرب الناس إلى "عبد الناصر" في العمل السياسى، ناهيك عن موقفه الواضح من قضية الديمقراطية الذى أدى به للاستقالة من مجلس قيادة الثورة.
 

ويتضمن هذا الكتاب قدرًا كبيرًا من الأسرار التى تنشر لأول مرة عن علاقة عبد الناصر وخالد محى الدين بالإخوان، وكذلك صلة السادات بالسفارة البريطانية، وكيف تأثر عبد الناصر باستقالة كمال أتاتورك ومظاهرات الأتراك لإثنائه عنها، ولماذا عارض عبد الناصر التقيد ببرنامج تنظيم الضباط الأحرار؟.



 

"اللص والكلاب" نجيب محفوظ

 

وبإسقاط رمزي وغير مباشر، تناول الروائي العالمي "نجيب محفوظ" في روايته "اللص والكلاب" التي صدرت عام 1973، الواقع المصري بعد الثورة، لينتقد فيها انتشار الانتهازية والمتاجرة بالشرف، وضعف النفوس، وانعدام الرقابة.

وفي رواية "اللص والكلاب" التي تحولت لفيلم سينمائي، يقدم "نجيب محفوظ" نموذج للفرد الذي يقف أمام السلطة ويتحداها بعد أن فقد ذاته وتخلى عنه الجميع، فيسعى لإثبات وجوده ولو بالجريمة.
 

ويسقط أديب نوبل من خلال بطل الرواية أن الثورة لم تكن على مستوى الآمال المرجوة منها، بل إن بعض الضباط الأحرار كانوا أشد ظلمًا من الملك ذاته.
 

وأحداث الرواية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها "محمود أمين سليمان" الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961، ولوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه، وخرج "محمود أمين سليمان" عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واستلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي، كانت رواية "اللص والكلاب".


 

محمد نجيب: "كنت رئيسًا لمصر"

 

"كنت رئيسًا لمصر" أو "مذكرات محمد نجيب" أحد أهم الكتب التاريخية في التاريخ المصري لفترة ما بعد الملك الفاروق وحتى نفي "محمد نجيب".

كتب محمد نجيب، مذكراته بعد خروجه من المنفى عام 1984 وكان للكتاب أثر كبير في وقتها.

 

صدر هذا الكتاب عام 1984 عن المكتب المصري الحديت، نشره محمد نجيب عقب الإفراج عنه من تحديد الإقامة في منزله، الذي استمر منذ عزله عام 1953 حتى العفو عنه في عهد مبارك في الثمانينات من القرن الماضي.

 

بعد خروج محمد نجيب من المنفى زاره بعض أصدقاءه القدامى وطلبوا منه أن يظهر الحقائق التى لم يظهرها بعد وقد رفض في البداية بعد تفكير قرر كتابته.

ويقول محمد نجيب عن ذلك:

"وقلبت أوراقي الخاصة وذاكرتي وقرأت ما نشرته من قبل وما نشر عني وأحسست فعلاً أن عندهم حق فهناك وقائع لم أجد من المناسب ذكرها وهناك تفاصيل تجاهلتها وهناك أسماء لم أنشرها.. 

وأدركت أنه بقى على واجب لابد من أدائه قبل الرحيل أن أكشف ما سترته وأزيح ما واريته وأكمل الصور التي أشرت لوجودها...".

 

أخرج محمد نجيب الكتاب، من مقدمة وأربعة عشر فصلاً وسمى كل فصل اسماً خاصاً يعبر عن محتواه ووضع تحت اسم كل فصل مجموعة من النقاط اقتبس فيها أهم العبارات في الفصل.

وفي نهاية الكتاب وضع محمد نجيب مجموعة من الخطابات مطبوعة بخط اليد، ومجموعة من الصور له منذ انضمامه إلى المدرسة الحربية وحتى بعد خروجه من المنفى، وسرد الكتاب كأنه قصة تجري على لسانه.



 

"مقدمات ثورة 23 يوليو"

 

يستعرض عبد الرحمن الرافعي، في "مقدمات ثورة 23 يوليو" الأحداث التاريخية في حياة مصر التي سبقت ثورة 23 يوليو 1952، والتي ظلت آثارها في نفوس المصريين وتتفاعل وتمهد لهذه الثورة.

"محمد نجيب: زعيم ثورة أم واجهة حركة"

 

صدر هذا الكتاب للمؤلف رفعت يونان، ويقول فيه:

"في هذا البحث أتناول شخصية اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري من تراب هذا الوطن.. لقد تعددت الأقوال واختلفت الروايات في حقيقة الدور الذي لعبه محمد نجيب بالنسبة لحركة الجيش إلى الحد الذي ضاعت معه الحقيقة.

فإن موقف بعض الكتاب ووسائل الإعلام من محمد نجيب في عامى 1952 و1953 عند بداية الحركة ثم موقفهم منه بعد تنحيته من منصبه في 14 نوفمبر 1954، هو مثال على مدى ما يسهم به الكثيرون ـ بفضل الرغبة في نفاق الحكام وتغليب الأهواء الشخصية ـ في تشويه التاريخ وخداع الأجيال القادمة.

وعلى ذلك فإن مسئوليتنا نحن ـ المعاصرين ـ في كتابة التاريخ أن نروى الحقيقة دون أي تحيز أو تحريف".


 

اعلان