الجمهور يواجه القهر في قطار «مسافر ليل»
"قطار مسافر ليل سيقلع الآن" بهذه الجملة تبدأ مسرحية مسافر ليل التي تعرض في ساحة الهناجر، بدار الأوبرا المصرية وهي من بطولة الفنان علاء قوقة وجهاد أبو العنين ومصطفى حمزة، وديكور واخراج محمود فؤاد صدقي.
المسرحية للكاتب الراحل صلاح عبد الصابور وتدور أحداثها حول "مسافر" يركب قطارفي الليل ليرجع إلى منزله، ويفاجأ بشخص يطلب إبراز التذكرة وهو "عامل التذاكر" الذي يأخذ منه التذكرة ويأكلها ثم يعود ليطالبه مره أخرى بإبرازها، ويبدأ عامل التذاكر بعدها في التحول.
المسرحية تتناول علاقة "الحاكم والمحكوم" فراكب القطر يخضع لعامل التذاكر، ومن هنا تبدأ سلسلة من المواقف والقهر التي يمارسها الأخير على الراكب وتنتهي بقتل "الكمسري" للراكب من أجل "الوادي" في إشارة للوطن.
خشبة المسرح في هذا العمل ليس تقليدية، بل هي قطار يجلس فيه المشاهدون ليبدأ بمتابعة أحداث العمل،وفي نهاية القطار تجلس الفرقة الموسيقية ليصبح كل عناصر المسرحية طازجة وحية على الخشبة.
يقول مخرج العرض محمود صدقي في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، إن سبب اختياره لنص صلاح عبد الصابور هو أنه عبقري ويصلح لأي وقت.
وتابع أن منذ زمن طويل كان يريد تقديم المسرحية ولكن خارج العلبة الإيطالية،و عندما علم بمسرح الساحة بالهناجر قرر تقديم العمل المسرحي ، وأن تغيير شكل المسرح جعله يرى العرض برؤية تشكيلية مختلفة".
وأوضح أن بناء قطار مسافر ليل وطريقه عرض المسرحية، جعلت الجمهور جزء من العرض فهو يشارك في العمل وبدلا أن يكون بطل العمل راكب واحد أصبح هناك 60 راكب يمارس عليهم البطش والقهر.
وأشار إلى أن الجمهور خارج القطار يتفاعل مع المسرحية و يجذبهم ذلك الشكل المختلف، مؤكدا أن القطار يشبه عربة للدرجة الثالثة، ويمكن فكه وتركيبه إذا احتاجوا العرض في مكان آخر.
ويرى محمود أن هناك تحديات كثيرة تقابل المسرحين، وخاصة عندما يتعلق الأمر بعرض يخروج عن المسرح التقليدي " فنحن واجهتنا صعوبات تتمثل في الروتين، وعوامل الجو ففي الشتاء حاولنا اغلاق القطار بشكل جيد، مضيفا " لولا وجود أشخاص مؤمنة بفكرة العرض كنا إدمرنا".
وكشف أن العرض يشارك في المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ11، حيث يعرض يوم 31 يوليو، متنميا أن ينال إعجاب الجمهور.