في ذكرى وفاته الـ25.. « بليغ حمدي» الموسيقار الذي ترك الغناء ولحن للعمالقة
بألحانة البسيطة والمتجددة استطاع أن يكتب تاريخًا موسيقيًا مختلفًا، ترك بصمته على أصوات نجوم الغناء.. إنه الملحن الراحل بليغ حمدي، الذي يمر على وفاته 25 عاما، ومازالت أغانية وألحانة باقية على مر العصور.
منذ أن كان في سن التاسعة وهو يتقن العزف علي العود، وعندما أصبح في سن الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك.
تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية، ثم التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي نفس الوقت، التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي.
بدأ بليغ حمدي مشواره الفني كمطرب، حين أقنعه "محمد حسن الشجاعي" مستشار الإذاعة المصرية باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، لكنه قرر الاتجاه للتلحين.
كان أول صوت معروف غنى من ألحانه فايدة كامل حيث لحن لها "ليه فاتني ليه" ثم انطلق بعدها في ليكتب بألحانة تاريخ موسيقي.
و كشف بليغ، في أحد حواراته، أنه كان يتمنى أن يلحن لأسمهان ولكن لم يحالفه الحظ، وخلال مسيرته تعاون مع أسماء كثير منها "عبد الحليم حافظ، نجاة، صباح، ميادة الحناوي، هاني شاكر،سميرة سعيد، وعلي الحجار، لطيفة، عفاف راضي".
بليغ وأم كلثوم
"علاقتي مع أم كلثوم بدأت بسيطة واشتغلنا معا ببساطة" يحكي بليغ في أحد حواراته أن "الست" سمعت أحد ألحانه في سهرة وأعجبت به ومن هنا بدأ التعاون بينهم، لتطلب بعدها منه تلحين "حب ايه"، مؤكدا أنها كانت تحب التجديد.
من أشهر الأغاني التي لحنها لأم كلثوم "حب ايه، ظلمنا الحب، سيرة الحب، انساك، الحب كله،بعيد عنك، الف ليلة وليلة".
بليغ ووردة
كونت وردة مع بليغ حمدي ثنائي فني، فقدم لها أحلى ما غنت "وردة" وهو التاريخ الحقيقي للفنانة، ولحن لها عددا كبيرا من الأغاني.
لم تكن قصة بليغ مع وردة فنية فقط بل جمعتهم قصة حب، بدأت منذ اللحظة الأولى التي تعاون فيها الثنائي، لكن عائلة "وردة" رفضت زواجه منها.
بدأ بليغ يعبر عن أشواقه وحبه لورده عبر ألحانه التي كانت بمثابة رسائل حب جارف، ويحكى أن أم كلثوم قالت له : "أنا كوبري بينك وبين من تحب".
غادرت وردة، مصر وعاشت في الجزائر وتزوجت واعتزلت الفن، ولكن في عام 1972 وبقرار جمهوري عادت للغناء بعد أن طلبها الرئيس الجزائري "هواري بومدين" كي تغني في عيد الاستقلال العاشر، لتقرر العودة للفن وتنفصل عن زوجها.
عادت وردة بعدها إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، لتبدأ معه رحلة غنائية طويلة.
من أشهر الأغاني التي جمعت الثنائي" العيون السود، حكايتي مع الزمان، وحشتوني، على الربابة، ليالينا".
بليغ وشادية
جمعت بليغ وشادية علاقة صداقة منذ الصغر حيث كانا يسكنان في نفس الحي، ولكن تعاونهم الفني الأول جاء من خلال أغنية مكسوفة، وتقول شادية أنها كانت ترتاح مع العمل مع بليغ .
تعاون بليغ مع الفنانة شادية في عده أعمال خالده تنوعت ما بين أعمال فلكلورية وعاطفية ووطنية، منها"والنبى وحشتنا، قولوا لعين الشمس، يا حبيبتى يا مصر، مكسوفهوالأغنيه الأشهر في تاريخ شاديه "يا أسمرانى اللون".
كما قام بتلحين أغاني فيلم "شيء من الخوف" قدم في هذا الفيلم أجمل الحانه المعبره عن صعيد مصر وأشهرها اغنية "ياعيني ع الوله"، كما لحن بليغ لشادية جميع أغاني واسكتشات مسرحيتها ريا وسكينة.
توفى بليغ في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز 62 عاما بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صبيحه اليوم التالى بقولها "مات ملك الموسيقى".