3 أفلام هولندية في ضيافة «الرينبو».. تعرف على قصتهم
استقبلت سينما "الرينبو"، فعاليات افتتاح الدورة الثانية من "ليالي الفيلم الهولندي"، الذي تنظمه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، بالتعاون مع السفارة الهولندية في الأردن ومهرجان "روتردام" السينمائي.
واختارت اللجنة 3 أفلام يستمر عرضها حتى يوم غد الخميس، وتناقش قضايا معاصرة في أوروبا، من خلال تقديم نماذج لأعمال حازت على جوائز دولية وعرضت في مهرجانات عالمية، وذلك ضمن سياسة المؤسسة للتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم.
واختير فيلم "الأخوة" للمخرج هانرو سمتسان، لافتتاح فعاليات الدورة الثانية، ويستعرض علاقة شقيقين يتتبعين خيطًا يقودهما لأخيهما الذي توجه لسورية؛ إذ يحاول حسن ومراد البحث عن شقيقهما الأصغر "ياسين" الذي قيل إنه يعطي دروسا في أحد المخيمات.
وتخضع علاقة أولئك الأخوة لاستجواب وامتحان صعب في حرب قاسية، ومشاهد لا تخلو من العنف، ليثير ذلك تساؤلا عن أثر قرار واحد على أسرة وحياة عائلة بأكملها.
وقال عدنان مدانات؛ رئيس قسم السينما في المؤسسة، إن الأفلام المختارة لاقت حضورًا كبيرًا بين الأوساط السينمائية العالمية، مؤكدا حرص المؤسسة على تنظيم البرنامج السينمائي المتواصل منذ أكثر من ربع قرن.
وأشار إلى أن اختيار هذه النماذج من الأفلام جاء بقصدية عالية، كونها تمثل تجارب مختلفة من حيث الطرح وأنماط وآليات الإخراج، إضافة إلى اختلاف الأفكار وتنوعها في هذه النماذج.
وفي فيلم "في حديقة أبي" للمخرج "بين سومبوغرات"، المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الهولندي يان سبيلينغ، يطرح علاقة الأب بأبنائه، والتحديات التي تحصل حين يفقد الأب السيطرة على نفسه ويبتعد عن محيطه الآمن، والفيلم مليء بالروحانيات والحب والتضحية، وتقع أحداثه في قرية صغيرة.
أما فيلم "زاغروس" لمخرجه الكردي سهيم عمر خليفة، يتحدث عن السلطة الذكورية على النساء، وضغوطات المجتمع الممارسة عليهن بين عادات وتقاليد وعائلة؛ حيث يتناول الفيلم قصة راعي الأغنام زاغروس الذي يعيش حياة هادئة في قرية صغيرة بإقليم كردستان مع زوجته هافين وابنته ريحانة.
وتنتقد الزوجة الأوضاع السائدة في القرية الصغيرة وتقرر الرحيل، سعيا وراء مستقبل أفضل في المدينة، بينما يصر الزوج على البقاء في القرية، وتنتشر الأقاويل عن العلاقة التي تجمع بين الزوجة والتاجر الذي هربت معه، وتصحب ابنتها إلى بلجيكا.
ويلحق زاكروس بزوجته التي توضح له أنها وقعت ضحية اغتصاب من التاجر، ولم تكن تقوى على الاعتراف والمواجهة، لكن الشك لا يدع "زاكروس" ويتصرف بناء عليه.
الفيلم من إنتاج بلجيكي هولندي مشترك، واستوحي اسمه من سلسلة جبال تقع غربي إيران وشرقي العراق تحمل هذا الاسم، وهي ثاني أعلى سلسلة جبلية في إيران، وتضم أعلى قمة جبلية في العراق.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "شومان" فالنتينا قسيسية، "نأمل أن تجدوا في هذه الاحتفالية السينمائية بأفلامها المتنوعة والتي تعالج قضايا تهم منطقتنا وشعوبنا بشكل خاص ما يشبع شيئاً من تطلعاتكم للمعرفة والتمتع بالإبداع، وتنسجم مع رسالة المؤسسة ومع أهداف النشاط السينمائي القائم على التعريف بأهم الأفلام السينمائية".
وبينت أن نجاح تجربة السينما في "شومان"، هو جهد تراكمي مواظب منذ 29 عاماً، ادى الى بناء جمهور من كافة فئات المجتمع وكافة الأجيال، لافتة إلى أن السينما ليست فقط أجل الترفيه والمتعة، بل وسيلة للتزود بالثقافة والمعرفة وتنمية الذوق الجمالي، وإقامة الحوار مع الآخر.
وأشارت إلى أن السينما تعد مصدرًا مهمًا للتعرف على ثقافات وخصوصيات الشعوب والمجتمعات الأخرى، فهي أشبه ما تكون برحلات نقوم بها إلى بلدان العالم، نتعرف من خلالها، بالصوت والصورة على تنوع ثقافاتها وغناها الحضاري والإنساني وقضاياها الجوهرية.
وأبدت سفيرة المملكة الهولندية في الأردن "باربرا يوزاس"، سعادتها من تعاون السفارة الهولندية مع مؤسسة شومان للمرة الثانية بإقامة ليالي الفيلم الهولندي، مشيرة إلى أن عروض هذه الدورة تميزت بمضامين جديدة، وبأساليب سينمائية حديثة.
وقالت يوزاس، إن العروض تناقش قضايا إنسانية واجتماعية مهمة، خصوصًا موضوع الحروب والتطرف الديني، وما ينتج عنه من تأثيرات سلبية على الحياة الانسانية بشكل عام"، مؤكدة أهمية العلاقات الهولندية الأردنية في التعاون بكافة المجالات.
يذكر أن، قسم السينما، تأسس العام 1989، على يد لجنة من النقاد الأردنيين، تشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما يتم تنظيم أسابيع أفلام متنوعة.
أما "شومان"؛ مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.