القصة الكاملة| بعد 12 عاما من وفاته.. اكتشاف كنز أدبي لنجيب محفوظ
وسط حالة من هدوء لا تتناسب مع ضخامة الأمر، وقع حدث يستحق أن يقلب الرأي العام العالمي وليس المصري فقط، وهو العثور على مجموعة قصصية تخص الكاتب الراحل نجيب محفوظ، بعد 12 عام من وفاته، لم تنشر من قبل، وذلك في صندوق صغير يضم مجموعة من مقتنيات الكاتب الراحل في منزل ابنته "أم كلثوم".
بدأت القصة عندما عثر الكاتب الصحفي محمد شعير على 50 قصة مكتوبة بخط اليد في منزل أم كلثوم، 18 منها لم تنشر أبدًا، وذلك أثناء بحثه من أجل مشروعه الكامل لكتابة سيرة نجيب محفوظ.
روى شعير لـ"مصر العربية" تفاصيل اكتشافه قائلًا : لدى مشروع كامل لكتابة سيرة نجيب محفوظ فى ثلاثة أجزاء ( ثلاثية حياة) على غرار ثلاثيته.صدر الجزء الأول بعنوان :"أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة"، وهذا الكتاب أشبة برحلة ، بداتها بفكرة البحث عن مخطوط أولاد حارتنا لحسم الأسئلة المعلقة حول هذه الرواية المؤثرة فى تاريخ الأدب العربي، وفى حياة صاحبها.
وتابع "شعير" قائلًا : لم أعثر على مخطوط أولاد حارتنا ولكننى وجدت مخطوطات أخرى، وأوراق مهمة جدا تركها محفوظ وهو الحريص ألا ألا يترك أوراقا خلفه.. هذه الأوراق ستشكل كتابى الثانى بعنوان " مخطوطات نجيب محفوظ".
وأكمل "شعير" تفاصيل اكتشافه لقصص أديب نوبل قائلًا : أعطتنى ابنته أم كلثوم صندوقا مليئا بالأوراق المهمة، بدأت رحلة فرزها، من ضمن الأوراق ملف كامل كتب عليه بخطه:"تحت التجربة: يتحدد الطول والنوع والمعالجة"، ثم شطب على هذه الجملة ليكتب " قصص منشورة تمت كتابتها (1993-1994).
وأوضح "شعير" أن الملف يضم نحو 40 قصص قصيرة، لم تنشر القصص وقت كتابتها، كان محفوظ وقتها قد بدأ نشر "أصداء السيرة الذاتية"، ثم جاءت محاولة الاغتيال فى أكتوبر 1994، لتظل القصص حبيسة الملف، ثم يعود محفوظ إلى القصص بعد سنوات، لينشرها فى مجلة "نصف الدنيا"، وقد احتفت المجلة بالنشر الذى كان يأتى دائما تحت عنوان " آخر ما كتب صاحب نوبل".
وأشار "شعير" إلى أن محفوظ قد اختار من بين هذه القصص قصة "السهم" لتتصدر مختارات قصصية نشرتها هيئة الكتاب المصرية عام 1996، باعتبارها " أحدث ما كتب محفوظ وقتها"، ولكنه، لم تنشر فى أى من مجموعات القصصية بخلاف المختارات التكريمية، فيما بعد اختار محفوظ عدد من هذه القصص لتشكل مجموعتيه القصصيتين الأخيرتين "القرار الأخير" و"صدى النسيان"، ولكن ظلت ثمانية عشر قصة قصيرة خارج الأعمال الكاملة فى طبعاتها المختلفة، من بينها قصة وحيدة لم تنشر على الإطلاق بعنوان "نبقة فى الحصن القديم".
وأضاف "شعير" أنه لا تختلف قصص هذه المجموعة عن عوالم نجيب محفوظ الإبداعية، هى امتداد لحكايات الطفولة التى استعادها فى "حكايات حارتنا"(1975)، وكذلك فى "صدى النسيان"(1999)، ولكنها محملة بالرمز، وحكمة الشيخ الكبير.
ومن المقرر أن تنشر تلك القصص في كتاب يصدر قريبا عن دار الساقي، تحت عنوان" همس النجوم".