يعرض في «شومان الثقافية»
«A touch of spice».. الجد والضحك في المطبخ السياسي
"A touch of spice" الفيلم اليوناني الذي حاز على 11 جائزة دولية، حصدها في الإخراج، السيناريو، والتصوير، وعرف في عروضه الدولية بـ"القليل من التوابل"، أما العنوان الأصلي اليوناني للعمل هو "مطبخ سياسي".
وتعرض مؤسسة عبد الحميد شومان الفيلم اليوناني "القليل من التوابل"، من إنتاج 2003،وإخراج تاسوس بولميتوس، يوم الثلاثاء المقبل في السادسة والنصف مساءً.
يستعيد فيلم "القليل من التوابل" حقبة من تاريخ العلاقات التركية اليونانية بنوعيها السياسي والإنساني تمتد من خمسينات القرن العشرين وحتى زمننا الحالي، بدءا بالنزاعات السياسية بين تركيا واليونان، مرورًا بالاحتلال التركي لقبرص، ومن ثم تقسيمها ما بين مواطنيها الأتراك وأترابهم اليونانيين.
ويحكي الفيلم قصة واقعية جمعت ما بين المأساة والكوميديا في آن واحد، وتخلط بين الجد والضحك.
ينتمي الفيلم رغم خلفيته التاريخية إلى النوع الاجتماعي العاطفي أكثر مما ينتمي إلى النوع السياسي، والفيلم عن المحبة والحب والإخلاص للماضي الجميل، وعن ألم الافتراق، سواء الافتراق عن مهد الطفولة أو عن الأحبة.
وهناك خيط سياسي في الفيلم، وإن كان بطريقة غير مباشرة، وهو النزاعات السياسية بين الدول، خاصة التي يقوم بعضها على قاعدة طائفية مذهبية أو غيرها، والتي تسيء إلى العلاقات والروابط الإنسانية بين الناس وتفرق بينهم، وأبطال الفيلم الأتراك واليونانيين عاشوا معًا وتفاعلوا وفرقتهم الخلافات بين دولهم.
يتمحور الفيلم حول "فانيس" اليوناني الأصل، وهو أستاذ في علم الفلك في أواسط العمر، الذي يعيش في أثينا، وذات يوم يعلم، أن جده المحبوب المقيم في إسطنبول، الذي لم يره منذ أن كان صبيا، سيأتي لزيارته.
وهذا ما سيحيي فيه ذكريات تبدأ في أوائل الستينيات في اسطنبول، حيث كان يعيش الصبي "فانيس" حياة شاعرية، ويتعلم الطهي مع جده الذي يمتلك متجرا للبهارات، وخاصة، يتعلم منه، وحسب فلسفة الجد، ما تضيفه أنواع البهارات التي لا تكتفي بالتأثير على مذاق الطعام بل تؤثر على شخصية من يتذوقه وتكشف طباعه.
ويتكرر الحديث عن التوابل، طوال الفيلم، وتأثيرها في العديد من مقاطع الفيلم ما يشكل بالضرورة بعدًا رمزيًا لها.
كما يستعيد "فانيس" ذكريات اللعب مع صبية تركية صغيرة لطيفة تعيش في الحي كان يتبادل معها مشاعر الحب البريئة. هذه الفترة من حياته انتهت في عام 1964 عندما هجّرت تركيا مواطنيها اليونانيين ورحّلتهم إلى اثينا، وغادر "فانيس" مع والديه، لكن الجد، وهو مواطن يحمل الجنسية التركية، بقي يعيش وحده حتى مماته، دون ان يجرؤ على مغادرة اسطنبول لزيارة أهله في اليونان برغم وعوده المتكررة بذلك، حيث كان يخلف وعده في اللحظة الأخيرة.
وفي الفيلم قصتان أساسيتان، الأولى تحكي علاقة "فانيس" بجده وانتظار زيارته لليونان سنوات طويلة، وهي الزيارة التي كان يعد بها الجد باستمرار من خلال رسائله ولكنها لا تتحقق، وكان الجد قد علّمه فن الطهي وجعله يتعلق به.
والقصة الثانية، تحكي عاطفة الحب بين "فانيس" الطفل والطفلة التركية المسماة "سايما"، والتي لم تغب عن باله خلال كل سنوات الفراق، وهي العاطفة التي ستتجدد بعد زيارته أخيرًا لإسطنبول للاطمئنان على جده المريض ولقائه بها ولكن دون نتيجة لارتباطها بزوج؛ يروي الفيلم حكاياته بمزيج من الكوميديا والمأساة.