ليلة في حياة عبدالوهاب توتو.. هموم الجيل في رواية بمعرض الكتاب

كتب: سارة القصاص

فى: ميديا

15:38 30 يناير 2019

ناقش عدد من المثقفين رواية "ليلة في حياة عبدالوهاب توتو" للكاتب محمد توفيق، في معرض الكتاب بدورته الـ50.

 

 وحضر المناقشة الكاتبة عزة كامل، ودكتور عفاف عبد المعطي، والناقد سمير مندي.

 

" كان عملًا مبهرًا، وذكرني بالأفلام التي يتم تنفيذها في السينما الأمريكية، لكنها عالم خاص جدًا، ومكتمل" .. بهذه الكلمات وصفت عزة كامل  الرواية التي أكمل بها محمد توفيق ثلاثيته عن تاريخ مصر المعاصر.

 

وأضافت "24 فصل، في الحقيقة كل فصل والآخر يشدنا بشكل رهيب؛ لأن الرواية هى حالة شديدة جدا بين الماضي والحاضر، ويمكن توقع المستقبل، فنحن نلخص عصر كامل، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، خلال تتبع مسار تاريخي لعائلة، وهى عائلة الباشا، وهو جد لأكثر من شخصية داخل العمل، ونرى كيف أن التركيز على أوائل القرن، ثم الانتقال إلى الثلاثينيات ثم الانتقال للسبعينيات والتركيز مع ذلك الجيل".

 

 

وترى كامل أن الرواية ركزت على هموم هذا الجيل لكن بطريقة مبتكرة جدًا، حيث نرى تاريخ المجتمع المصري بداية من عصر الملك، ثم عبد الناصر، ثم انفتاح السادات، والسلفيين، والاخوان.

 

وتوضح عزة أن حتى الباشوات هزموا في الرواية،"لم يأتي بهم باعتبارهم الطغاة، لكنه ساواهم مع الفلاحين في الهزيمة، لأن حضور ضباط ناصر، الباشاوات الجدد، من مارسوا نفس الشئ لكن بطريقة سياسية مختلفة".

 

في الرواية أيضا نرى صافيناز هانم زوجة الباشا مصطفى، المتمسكة بالجانب الواهي من الأرستقراطية، من تزوجت الباشا وجزء منها شركسي، عاشت مع الباشا لسنوات، حتى تعرف إلى فلاحة، ربما الكاتب أدخلنا في عالم فانتازي، أو عالم ما وراء الطبيعة، الذي يعيشه الباشا، الذي تزوج الفلاحة، حتى يجد راحته بعيدا عن صافيناز.

 

وأكملت صافيناز:"تبدأ الرواية باغتيال السادات، ثم بدأ الكاتب في تداعي الحكايات، مستخدمًا تقنيات سردية، ولم يختلف تكنيك واحد في السرد، لدرجة أنه أدخلنا في عالم فانتازي يضا".

 

وأشارت عزة إلى أن حادثة المنصة في الرواية حادثة رئيسية، نستعرض من خلالها جيل السبعينات، وفترة عبد الناصر، نستعرض من خلالها حياة الباشوات. لافتة إلى أنها ليلة يحدث لها تحول درامي مفاجئ، وفي النهاية تقع تحت سيطرة السلفيين، وذلك حدث للعديدين.

 

وتساءلت، هل محمد توفيق في الرواية أمسك بسر مصر، شاهد مصر الأصل، بفلاحيها، وبشواتها، بطلابها، بقصورها، روابط النسب والمصاهرة، والتشبيك بين العلاقات الرهيبة جدا، قائلة:"أعتقد أنه أمسك بقلب ذلك المجتمع بتعاقب الحقب التاريخية والتي تقول كل واحدة فيها كيف كان شكل مصر".

 

 

وقالت الدكتورة عفاف عبد المعطي، إن علاقتها بمحمد توفيق بدأت منذ سنوات طويلة، قبل العلاقة بالنص، مضيفة:"ليلة في حياة عبد الوهاب توتو، سبق وقدمت ورقة بمؤتمر الرواية الثاني عن صورة السادات في الرواية المصرية عبر ثلاثة أجيال".

 

وترى عبد المعطي، أن طلاب الجامعات، فترة السبعينات، هم أكثر من جارت عليهم الظروف؛ لأن نشأتهم كانت في عهد عبد الناصر، حيث شهدوا حماس الزعيم، أبو العرب، والوحدة، هذه الحماسة التي انتهت مأساويا عام 1967، لافتة إلى أن هذا الجيل الذي نشأ في زمن عقلية سياسية معينة، قد التحق بالجامعة على عقلية أخرى، قائلة:" أتصوره من أتعس الأجيال، التي تعلمت في مصر، لأن وعيه تفتق على حمس ناصر، ثم في الجامعة جاء شبابهم في كبت السادات، فاعتقد أن هذا الجيل الذي خرج منه توتو".

 

وتابعت "رواية من الدرجة الأولى، تؤرخ لمصر، بل هى مصر ذاتها، مصطفى باشا المتمرد على زوجته، فيتزوج بالفلاحة، ويرتفع الفلاحين من طبقة لأخرى، وحتى في ارتفاعهم لم يستطيعوا مواكبة الطبقة التي صعدوا إليها، ظلم الباشاوات الجدد بسبب 52، والفلاحين ظلموا لما حدث بعد ذلك، نص بما لا شك فيه طويل وعلاقاته معقدة".

اعلان