يعرض في «شومان الثقافية»

«Leave No Trace».. التشويق والبساطة في رحلة داخل الغابة

كتب: كرمة أيمن

فى: ميديا

19:49 18 فبراير 2019

لم تكن دومًا الإيرادات معيارًا لجودة الأفلام، وهذا ما حدث مع الفيلم الأمريكي  "Leave No Trace لا تتركي أثرًا" الذي أنتج عام 2018، وسجل معدل  100% في موقع تقييم الأفلام السينمائية، رغم أنه إيراداته لم تتعدى الـ7 ملايين دولار. 

وفيلم Leave No Trace، مقتبس من كتاب "التخلي عني" الذي صدر في العام 2010، ومن تأليف الكاتب بيتر روك، وأخرجته ديبرا جرانيك؛ التي اشتركت في كتابة السيناريو مع الكاتبة السينمائية آني روزيليني، وتعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، في السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء 19 فبراير.



والشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم هما العسكري الأميركي المتقاعد الأب ويل "الممثل بين فوستر" وابنته توم ابنة الثالثة عشرة سنة "الممثلة النيوزيلندية توماسين ماكينزي".

وبعد وفاة زوجة الأب، يعيش الأب مع ابنته على مدى عدة سنوات سرا في غابة صغيرة تقع خارج مدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأميركية في عزلة تامة، حيث يقوم الأب بتعليم ابنته كيف تتأقلم مع الطبيعة وتعيش فيها، وذلك باستثناء دخولهما إلى المدينة لشراء المواد الغذائية الضرورية التي يعتمدان في الحصول على المال لشرائها عن طريق بيع الأدوية التي توزعها القوات المسلحة الأميركية على المحاربين العسكريين المتقاعدين. 
 

وتتميز العلاقة بين الأب وابنته بأنها تخلو من الجدل أو المشاحنة، ويسود علاقتهما التفاهم والمسامحة واغتنام الفرص المشتركة.


 

وبعد اكتشاف وجود الأب بمحض الصدفة في الغابة يعتقله رجال الأمن هو وابنته توم ويحوّلانهما إلى الخدمات الاجتماعية، حيث يقدّم لهما الطعام ويوفر لهما منزلا وعملا للأب في مزرعة، فيما تلتحق الابنة بإحدى المدارس وتصادق الأطفال المحليين.

إلا أن الأب ويل لا يشعر بالارتياح ويقرر العودة مع ابنته إلى الغابة، رغم اعتراض ابنته، ويقيمان في كوخ مهجور.
 

وعند خروج الأب للبحث عن الطعام ذات يوم يتزحلق ويفقد وعيه، ثم تعثر عليه ابنته وتستعين بالمارة الذين يساعدون الأب ويوفرون لهما السكن وسط الغابة في مخيم يقيم فيه بعض كبار السن، حيث يتلقى الأب العناية من ممرض عسكري متقاعد.


 

وتشعر الابنة بالارتياح في العيش وسط هذا المجتمع المتآلف رغم إصرار الأب على العودة إلى الغابة واعتراض الابنة على ذلك.
 

يقدم الفيلم حكاية بسيطة في ظاهرها، لكنها غنية بالتفاصيل المعبّرة ومليئة بالأفكار التي تكمن ما بين السطور والتي تحتاج إلى التأمل فيها.

وربما هذا ما ادى إلى أن يستقبل فيلم "لا تتركي أثرا" بثناء كبير من نقاد السينما حول العالم، ويسجل الفيلم معدل 100% في موقع تقييم الأفلام السينمائية الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين، وهو أعلى معدل يسجله أي فيلم من أفلام العام 2018.
 

وفيلم "لا تتركي أثرا" من الأفلام الأميركية المستقلة، ويتميز بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو والتوازن بين القوة العاطفية والوقع الدرامي القوي وبين بساطة الحكاية وقوة التشويق وبراعة التصوير في تقديم العرض البصري الواقعي لمشاهد الفيلم المصورة في معظمها وسط الغابات.



كما يتميز بالأداء الواقعي للممثلين، وفي مقدمتهم بطلا الفيلم الممثل بين فوستر والممثلة الطفلة توماسين ماكينزي.

وبذلت المخرجة وكاتبة السيناريو المشاركة ديبرا جرانيك جهودا كبيرة لاختيار الممثلين المحترفين والهواة لهذا الفيلم وإيجاد المواقع المناسبة لتصوير مشاهد الفيلم من أجل تحقيق الأجواء الواقعية للفيلم.
 

وافتتح فيلم "لا تتركي أثرا" في تسع من دور السينما الأميركية فقط في أسبوعه الافتتاحي، ثم ازداد العدد إلى 361 من دور السينما خلال الأسابيع التالية، وذلك مقارنة بعدد من الأفلام الأميركية التي تفتتح في أكثر من 4000 من دور السينما الأميركية. واقتصرت إيرادات هذا الفيلم على سبعة ملايين دولار.
 

ومخرجة الفيلم ديبرا جرانيك فنانة متعددة المواهب تجمع بين الإخراج السينمائي والإنتاج وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج، ورشحت خلال مسيرتها السينمائية لـ 101 جائزة سينمائية شملت جائزة الأوسكار وفازت بأربع وأربعين جائزة شملت عددا من جوائز المهرجانات السينمائية.


 

اعلان