«Black Girl» فتح باب العالمية أمام السينما الأفريقية
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، في السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء، الفيلم السنغالي "الفتاة السوداء" للمخرج عثمان سمبين.
و"الفتاة السوداء" فيلم سنغالي بمشاركة فرنسية إنتاج عام 1966، وأول فيلم روائي طويل ينتج في إفريقيا السوداء جنوب الصحراء الكبرى.
يعتبر الفيلم المؤسس للسينما الأفريقية السوداء، والذي فتح لها الباب أمام العالمية، ومن إخراج وسيناريو المخرج السنغالي عثمان سمبين، أشهر المخرجين الأفارقة عالميًا، وباكورة أفلامه الروائية الطويلة.
الشخصية الرئيسية في "الفتاة السوداء"(العنوان الأصلي للفيلم "زنجية من...")، هي الشابة السنغالية ديوانا (الممثلة مبيسين تيريز ديوب) التي تعيش في أسرة فقيرة بالسنغال وتنتقل من مدينة داكا السنغالية إلى بلدة أنتيبيس الفرنسية للعمل في خدمة أسرة فرنسية ثرية، وتتوقع أن تواصل عملها السابق كمربية أطفال وأن تحيا حياة اجتماعية مريحة.
إلا أنها تعامل بمجرد وصولها إلى بلدة أنتيس الفرنسية معاملة شديدة القسوة من قبل الزوجين اللذين تعمل لخدمتهما واللذين يحوّلانها من مربية أطفال إلى خادمة، وهما كل من الزوجة (الممثلة آن – ماري جيلينيك) والزوج (الممثل روبرت فونتين).
ونتعرف من خلال عرض المشاهد السابقة للفيلم على أن الشابة "ديوانا" تعيش في قرية فقيرة جدا في ضواحي مدينة داكار عاصمة السنغال حين كانت مستعمرة فرنسية، وكانت تتجول بحثا عن عمل.
وذات يوم تصل الزوجة الفرنسية إلى السنغال وتختار الشابة ديوانا للعناية بأطفالها الثلاثة في "داكار" لكونها مطيعة ومؤدبة.
وبعد فترة قصيرة يعرض الزوجان الفرنسيان على "ديوانا" العمل معهما في فرنسا مربية للأطفال، وتستقبل ذلك بحماس كبير، وتحلم بحياتها الجديدة في فرنسا.
إلا أنها تفاجأ حين وصولها إلى فرنسا بعبء العمل الذي يشتمل على العناية بالمنزل وتنظيفه والطبخ للزوجين الثريين وأصدقائهما، ويعاملها الزوجان معاملة قاسية ولا يسمحان لها بالراحة أو بمغادرة المنزل، وذلك خلافا لعرض العمل المتعلق بالعناية بالأطفال.
وخلال العشاء ذات مساء يقوم أحد أصدقاء الزوجين بتقبيل "ديوانا" دون موافقتها، قائلا إنه لم يقبّل فتاة سوداء من قبل.
وتتلقى "ديوانا" رسالة من والدتها ويقرؤها الزوج، وتتساءل والدتها في الرسالة عن سبب عدم استلام أي رسالة من ابنتها وتطلب المزيد من المال.
وتقوم ديوانا بتمزيق الرسالة، وترفض الزوجة السماح لها بالنوم وتهددها بعدم الأكل إذا لم تواصل العمل، إلا أن ديوانا ترفض مواصلة العمل.
وفي انتقال مفاجئ وغير متوقع في نهاية الفيلم تقوم "ديوانا" بالانتحار، ويقوم الزوج بالسفر إلى السنغال لإعادة حقيبة ملابس ديوانا وقناع خشبي إلى أسرتها كانت أعطته الخادمة له، ويعرض على والدتها بعض المال، إلا أنها تشعر بالإهانة وترفض قبول المال، وينتهي الفيلم بمشهد مميز يشكل ذروه الفيلم وعبرته.
ومن المواضيع التي يطرحها فيلم "الفتاة السوداء" التفرقة العنصرية بين البيض والسود وبين الأوروبيين والأفارقة وبين الأغنياء والفقراء بأسلوب واقعي، وتتحوّل حياة الشابة ديوانا في فرنسا إلى سلسلة من العذاب وفقدان الأمل بحياة أفضل.
واستقبل فيلم "الفتاة السوداء" بثناء كبير من النقاد، ويتميز هذا الفيلم بقوة إخراج المخرج عثمان سيمبين وبقوة أداء الممثلة مبيسين تيريز ديوب في دور بطلة الفيلم ديوانا وتفاصيل المشاهد الواقعية لدور الخادمة التي تذكّر بالأفلام الوثائقية وأداء الممثلة آن– ماري جيلينيك في دور الزوجة.
وفاز الفيلم بجائزتين في مهرجان قرطبة السينمائي التونسي وجائزة بريكس فيجو الفرنسية.