بالصو| «أمينة».. فيلم الصمود يفتتح «ليالي الفيلم السوري»
افتتح الفيلم الروائي الطويل "أمينة" للمخرج أيمن زيدان، عروض "ليالي الفيلم السوري"، في صالة سينما الرينبو، الذي ينظمه مؤسسة عبد الحميد شومان والمؤسسة العامة للسينما بدمشق.
وتأتي الليالي التي تضم أربعة عروض من أحدث نتاجات السينما السورية من الأفلام الروائية الطويلة، وتتواصل حتى الأربعاء المقبل.
وحول "أمينة"، قال الفنان أيمن زيدان، إن الفيلم يناقش تداعيات الحرب على وجدان البشر، ممن عايشوا أهوالها، وتمكنوا على الرغم من ذلك من أن يصبحوا أيقونات للصبر.
وأوضح أن الفيلم يرصد الواقع المؤلم من زاوية المرأة السورية التي تفقد ابنها وزوجها وأخيها، وتقدم مع ذلك دروسا في التفاني والتضحية والصبر.
ولفت زيدان إلى أن الفيلم يتناول بأسلوب روائي سينمائي حياة سيدة ريفية رفضت أن تُهزم وقاومت الضربات بقوة وتصميم رغم الآلام والمخاطر، مبينا أن كل المشكلات التي مرت بها "أمينة" غير أن التفاؤل يبقى الحالة الأبرز لهذه الأم التي ترمز إلى الأرض والحياة.
ويدور الفيلم حول أمينة أمٌ لشابين (سهيل) العسكري الذي تعرض لإصابة حرب، تسببت بشللٍ كلي في جسده منعه حتى من الكلام، و(سهيلة) الشابة الجميلة، والتي تصبح مطمع أحد المتنفذين في قريتها.
ويموت زوجها مخلفاً وراءه ديوناً وهموماً ومسؤولية تختبر قوتها وإصرارها، وعلى الرغم من وضعها المادي الصعب ترفض أمينة أن تتخلى ابنتها عن دراستها لتساعدها في العمل، وترفض التسليم بعجز ابنها الوحيد، وترفض بيع أرضها حتى لو كان ثمنها سيخلصها من الدين بالرغم من إلحاح أخوها المستمر والمزعج.
كل ذلك الرفض ينبع من إيمانها وثقتها أن ضوءاً سيلمع في أخر النفق، وأن ما يحصل سوف يمر كسحابة صيف، يتكشف بعدها مستقبلٌ أكثر رحابة.
ويقدم المخرج أيمن زيدان، في أول فيلمٍ طويل له دراما سلسة من حيث السرد ودافئة من حيث الصورة البيئة الريفية التي كرسها زيدان لتعبر عن أصل البلاد وأهمية الأرض، عن البساطة المُحبة التي تحتضن بجمالها ذلك الواقع المرير.
وأشار مخرج "أمينة"، أن رمزية الأرض والأم والوطن حاضرة بقوة، وهي المُنطلق والأساس الذي يجمع أبناء البلد الواحد رغم الصعاب والاختلاف.
ونرى في الفيلم تلك المشاهد الحالمة في بيدر القمح، والتي تنعكس فيها هواجس أمينة، أحلامها ودوافعها وعالمها المُشتهى وأحياناً أحزانها التي تدفعها لتبقى صامدة، وموت زوجها وما أصاب ابنها من عجز أصاب روحها بالأسى.
أمينة هي كلُ امرأةٍ سورية، شجرة السنديان الصامدة رغم الظروف، السند والحكمة، والوتد الثابت في وجه الظلم.
وعن مشاركته في ليالي الفيلم السوري، عبر زيدان عن سعادته لإتاحة مؤسسة شومان هذه المساحة، لعرض فيلمه في عمان، قائلاً في هذا السياق "علاقتي مع المؤسسة قديمة، وسبق للمؤسسة أن قامت بدعوتي في وقت إنتاج مسلسل "نهاية رجل شجاع" العام 1994.
من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان، فالنتينا قسيسية، أن هذه العروض تأتي في سياق مهمة التنوير والتثقيف التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن إشاعة الفن قيمة مهمة، وأن المؤسسة تتصدى لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجد.
وأشارت إلى أن إسهامات صانعي تلك الأفلام تتمثل بتقديم سينما خالصة تتسم بالصدقية والشاعرية، والاعتناء الدقيق في اختيار مواضيعها، وبما ينسجم مع إيقاع الحياة اليومية، مثلما تختزن الكثير من أطياف الثقافات الإنسانية.
ويشارك "ليالي الفيلم السوري" أربعة أفلام، هي: "دمشق.. حلب" للمخرج باسل الخطيب، "رجل وثلاثة أيام" للمخرج جود سعيد، "ما ورد" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، إلى جانب فيلم "أمينة".
يذكر أن، قسم السينما في "شومان"، تأسس العام 1989، على يد لجنة من خيرة النقاد الأردنيين، ويشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما يتم تنظيم أسابيع أفلام متنوعة.
و"شومان" مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.