عرض المقتنيات «أون لاين»..
حوار| مدير متحف الفنون الجميلة يكشف لمصر العربية تفاصيل مبادرة «متحف في بيتك»
في إطار خطته لتشجيع الجمهور على المكوث في المنزل أثناء الظروف الراهنة، المتعلقة بتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، يواصل متحف الفنون الجميلة، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" مبادرة "متحف في بيتك" تحت شعار "خليك فى بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك".
وتعرض الصفحة الرسمية للمتحف أهم مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية تحت شعار"متحف أون لاين"، وتم إرفاق الصور بمعلومات قيمة عن الأعمال الفنية.
حاورت "مصر العربية" الفنان علي سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة، للحديث عن فكرة المعرض، ولمعرفة كواليس رسمته "أون لاين" عبر "الفيس بوك" في وقت الحظر.
وإلى نص الحوار...
حدثنا بشيء من التفصيل عن مبادرة متحف في البيت ؟
لقد تم إطلاق مبادرة "متحف في بيتك" من قبل متحف الفنون الجميلة منذ قرار حظر التجول، الذي يخضع له المواطنين في الظروف الحالية بعد تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وقررنا عرض أهم الأعمال الفنية الموجودة في المتحف بكل تفاصيلها، وكل معلوماتها للجمهور؛ وذلك من أجل المساعدة والتشجيع على البقاء في المنزل.
وما مدى الإقبال على مبادرة "متحف في بيتك" ونجاحها منذ فرض الحظر؟
لاقت هذه المبادرة نجاحا كبيرا الحمد لله، وتواصل معنا عدد كبير من المهتمين وغير المهتمين بالفن، وبدأ المتابعين بالتعليق على منشورات الصفحة، وطلب أشياء وأعمال فنية معينة، وطلبات مختلفة مثل جودة أعلى للصور بالإضافة إلى معلومات أكثر عن الأعمال المنشورة، ونحن نحاول جاهدين أن تصل المنشورات إلى عدد كبير من الجمهور في حدود الإمكانات المتاحة لنا، ويساعدنا كثير من الأشخاص في تنفيذ ذلك، والحمد لله نحن أول متحف في مصر نفذ هذه المبادرة، وبدأت بعد ذلك تنتشر في أماكن كثيرة، وأنا أرى أن هذا أمر إيجابي جدًا في الظروف الراهنة.
وهل هناك خطة لتطوير الفكرة مع الاستمرار في فترة الحظر؟
نفكر بشكل جدي في التطوير من خلال أفكار جديدة، وليس مجرد عرض للوحات، ومحاولة تقديم الأنشطة المتحفية التي نقدمها أونلاين، وهذه أفكار نقوم بدراستها في الوقت الحالي، ومستقبلا سيتم تنفيذها إن شاء الله.
لماذا أقدمت على رسم لوحة لك "لايف" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"..وكيف وجدت رد الفعل؟
بالنسبة للوحة التي تم نشرها علي الفيس بوك لم أكن أتوقع هذا الانتشار الكبيرة، والمدح الذي قابلته، حيث لاقت إعجاب الكثيرين من الأصدقاء وغير الأصدقاء على مواقع الواصل الاجتماعي، وأعتقد أن الوقت الذي نمر به حاليا هو وقت ذهبي لأي فنان، بأن يستغل فترة البقاء في البيت بالجلوس في مرسمه، وعمل حجر صحي بجانب إنتاج الفن أيضًا، وأعتقد أن كل فنانين العالم يستغلوا هذه المرحلة في إنتاج أعمال فنية جديدة، وبعد انتهاء الحظر أعتقد أننا سنرى طفرة فنية في مصر إن شاء الله نتاج الظروف الراهنة.
وما هي الدروس التي استفدت منها من تجربة ممارسة الفن أون لاين ومن المنزل؟
الفيديو الذي تم نشره وانا أرسم أون لاين أنا صورته كنوع من كسر الملل في الوقت الحالي، وهو واحد من ضمن مجموعة فيديوهات صورتها أثناء الرسم وسأقوم بنشرها قريبا علي صفحة فيس بوك، وقوم بتحضيرها حاليًا ، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون مفيد للجمهور في معرفة الفن وطريقة إنتاجه.
التركيز هو أكثر شيء من الممكن الاستفادة منه في الفترة الحالية، وبصفتي مدير لمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، فكنت مشغول جدًا لكثرة المهام اليومية وكنت لا أجد وقت كافي للتواجد في المرسم، واليوم هو فرصة ذهبية للتطوير من نفسي وإنتاج أعمال جديدة وأتمني أن تنال إعجاب الناس.
من وجهة نظرك ما هو الدور الذي يجب أن يقوم به كل فنان ومثقف في الظروف الراهنة؟
دور كل فنان هو إنتاج فن جيد يعبرعن المرحلة ويكون عضو ايجابي وفعال في المجتمع، ومن مكانه يعمل على نشر الإيجابيات بالفن الذي يقدمه، وهذه فرصة ذهبية لتواجد الناس على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بشكل أكثر في هذه الفترة حاليًا، وبالتالي سيستطيع الفنان تقديم رسالته بكل سهولة.
وكيف ستنعكس الظروف الراهنة وتفشي فيروس كورونا على الفن والأدب في زمن ما بعد الكورونا؟
بالتأكيد هذه الظروف ستؤثر على الفن والأدب؛ لأنه حدث جلل يحدث في الكرة الأرضية كلها، ولابد أن يكون له تأثير واضح في الأعمال الفنية سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وهذا سينعكس علي الفنان بالطبع، إما في شكل تركيز أكثر أو من باب تغيير أفكاره، أو البحث في أشياء جديدة كحالة العزلة التي تسبب فيها الفيروس حاليا وحالة التباعد الاجتماعي، وكيف سيخرج هذا على اللوحة الفنية، أو في شكل مقطوعة موسيقية أو على هيئة عمل درامي، فتوقعي أن هذا سيحدث تغيير بكل تأكيد.
تطور الفن عبر العصور يتأثر بالظروف المحيطة، سواء سياسية أو اجتماعية أو بظروف الفرار من بلد لبلد، أو لظروف الحروب كل هذا ينتج فن جديد بعد كل أزمة، أو بعد كل ظاهرة كونية ونحن حاليا بالنسبة للفن في عصر ما بعد الحداثة، لكن حالة العزلة الاجتماعية والتباعد سيكون لها نتائجها من كل فنان حقيقي يقدم تجربة حقيقية.
هل من الممكن أن نرى معرض للفنان علي سعيد من وحي زمن كورونا؟
بالنسبة لي فوارد طبعا إقامة معرض فني، لأني أنتج مجموعة كبيرة من الأعمال باستمرار، وبالفعل كنت متفق علي حزمة من المعارض في بعض الأماكن في القاهرة الموسم القادم، الذي أعتقد أن يبدأ في سبتمبرالقادم، وإن شاء الله ستكون الأمور استقرت، وأعتقد أن الفنانين الجادين سيكون لهم إنتاج ضخم الفترة القادمة، وأنا متفائل خير وإن شاء الله يكون كل الناس على اختلاف تخصصاتهم إيجابيين ويستغلوا هذه الفترة بأقصى قدر من الاستفادة.
