أسوشيتد برس: «أم هارون» .. دعوة للتطبيع أم رسالة للتسامح

كتب: حسام محمود

فى: ميديا

14:17 03 مايو 2020

سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على الجدل الذي أثاره مسلسل تبثه فضائية سعودية خلال شهر رمضان المعظم، لتناوله الجالية اليهودية في الخليج بشكل إيجابي.

 

وتذيع مجموعة قنوات "إم بي سي" السعودية مسلسل "أُم هارون"، وهو مسلسل تلفزيوني خيالي يدور حول مجتمع متعدد الديانات في دولة عربية خليجية لم تُذكر بالاسم من ثلاثينيات وحتى خمسينيات القرن الماضي، ضمن البرامج الترفيهية للمجموعة في شهر الصوم الذي عادة ما ترتفع فيه معدلات المشاهدة.

 

وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني إن المسلسل أثار الجدل لتقديمه اليهود في صورة إيجابية في وقت قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين.

 

ويقول نقاد إن المسلسل إلى جانب مسلسل آخر يبث على المحطة يروج للتطبيع مع إسرائيل، على الرغم من أن القضية الفلسطينية تواجه تهديدا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط المعروفة بـ "صفقة القرن"، والتي تقدم مصالح إسرائيل وسوف تسمح لها بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة.  

 

وتبث القناة مسلسل آخر بعنوان "مخرج 7" والذي تعرض لقضية التطبيع ورفض البعض لها وتبرير آخرين لضرورتها.

 

وتحسنت العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربي بشكل هادئ خلال السنوات الأخيرة، في ظل نظر الجانبين إلى إيران على أنها تمثل تهديدا مشتركا، وفي ظل سعي القادة العرب إلى كسب تأييد إدارة ترامب.

 

وأثار المسلسلان دعوات على الإنترنت لمقاطعة قناة "إم بي سي" القناة الفضائية السعودية الخاصة.

 

ونشرت مجموعة منظمات إقليمية تعارض التطبيع مع إسرائيل ملصقا على وسائل التواصل الاجتماعي، يحث المشاهدين على مقاطعة المسلسل. وقالت  إن «الدراما الخبيثة تتسلل إلى كل بيت.. قاطعوا مسلسل أم هارون"، الذي أنتجته شركات مقرها في الكويت والإمارات.

 

من جانبه قال اتحاد المنتجين العرب – مقره القاهرة- إن هذه المسلسلات ينبغي أن تحذف، واصفا إياها بأنها "أعمال رخيصة" تهدف لـ "غسيل مخ" الشعوب العربية.

 

وطالب الاتحاد العام للمنتجين العرب بتوجيه طلب فورى من الجامعة العربية إلى القناة لإيقاف بث كل عمل فني يسيء إلى القضية الفلسطينية وتجنب تشويه صورة الشعوب العربية في مجملها والتشكيك فى ثوابتها الأخلاقية والدينية.

 

في المقابل أصر صانعو مسلسل "أم هارون" أنهم ليس لديهم أي أجندة سياسية. فقال علي شمس كاتب المسلسل:" أردت أن أكتب هذه الدراما لتوصيل رسالة مفادها أن مجتمعاتنا كانت أكثر تسامحا مما هي عليه الآن، وينبغي على الناس أن تعود لنفس القيم".

 

وأضاف المؤلف البحريني: "نحن نفرق بين اليهود وإسرائيل.. إسرائيل تحتل فلسطين وترتكب أعمال وحشية ضد الشعب الفلسطيني".

 

من جانبه، قال منتج المسلسل عماد العنزي إن" إم بي سي" وكذلك شركات إنتاج كويتية وإماراتية عملت على تطوير المسلسل دون مشاركة الحكومات.

 

وأضاف: "عملنا لا علاقة له بالسياسة أو التطبيع .. القضية الفلسطينية هي قضيتنا".

 

وذكرت مجموعة  "إم بي سي" في بيان لها، أن المسلسل تصدر الدراما الخليجية في السعودية لشهر رمضان، ومن بين أفضل 5 مسلسلات درامية في جميع المجالات.

 

وقال مازن حايك، المتحدث الرسمي باسم المجموعة إن رسالة «أم هارون» - بطلة المسلسل- الرئيسية إنسانية، فهي ممرضة تعالج الناس بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.

 

وعلى مدار عقود ظلت وسائل الإعلام العربية تصور إسرائيل واليهود على أنهما شيء واحد، ولكن خلال السنوات الأخيرة تغير هذا التوجه.

 

وأشارت الوكالة إلى أن المسلسل المصري "حارة اليهود" الذي أذيع في 2015 قدم الطائفة اليهودية في القاهرة قبل 1948 في صورة إيجابية، وتضمن قصة حب بين سيدة يهودية وضابط مصري. ولكن في العام الحالي تواجه مصر انتقادات إسرائيلية لبثها مسلسل يتنبأ بتدمير إسرائيل.

 

من جانبه نفى الأمير تركي الفيصل العضو البارز في العائلة المالكة ورئيس المخابرات السعودي السابق، أن يكون هناك أي توجه نحو التطبيع.

 

وأضاف في مقابلة أذيعت في رمضان:" المروجون الرئيسيون لفكرة التطبيع هذه هم: إسرائيل والمنظمات الفلسطينية اليسارية، والحركات الأخرى المعادية للسعودية.

 

بدوره، قال محمد إشتية رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبوع الماضي إن الإهانات المنشورة على مواقع الإنترانت لا تمثل الموقف الرسمي في فلسطين والسعودية. وأضاف: "السعودية دوما تقف بجانبنا وتدعمنا دوما في الساحة الدولية".

 

النص الأصلي

اعلان