تسلق سلم النجاح.. «رحلتي» سيرة فضل طه الملهمة لكل الأجيال
رحلة كفاح طويلة، رغم أنها كانت ممتلئة بالعديد من العقبات إلا أن الطموح والأحلام والأمل كانت دافعًا قويًا للنجاح والتميز، إنها رحلة رجل الأعمال فضل طه؛ التي ترويها فداء طه؛ خلال سطور كتابها "رحلتي".
تقدم فداء طه، في أحدث إصدارتها "رحلتي" سيرة والدها رجل الأعمال فضل طه، وتسرد في 112 صفحة من القطع المتوسط، تفاصيل كفاحه الذي امتد لما يقرب من 65 عامًا في غير بلد عربي، حتى وصل إلى ما وصل إليه من مكانة وإنجاز.
تصدر رجل الأعمال فضل طه؛ الغلاف الخارجي للكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان، وينتمي لنوعية السير الذاتية.
تطرق الكتاب لكافة مراحل حياة فضل طه، بدءًا من كفاحه طفلا في مدينتي القدس والخليل، ثم مراحل تعليمه، وحياته في الأردن والسعودية، واغترابه في أرتيريا والسودان حيث أسس مجموعة من المصانع العملاقة في صناعات متنوعة، الكرتوت والورق والمنتجات الغذائية.
وألقى الكتاب الضوء على الجوانب الشخصية في حياة فضل طه، والتطرق إلى تفاصيل نشاطاته اليومية في بيته، وطبيعة علاقته بزوجاته وأبنائه وبناته وأحفاده، فكان الوجه الإنساني مكملًا للوجه العملي عنده، وفي كلا الحالتين يبدو فضل طه شعلة من نشاط وإبداع، وشخصا قادرا على المبادرة واتخاذ القرار.
تقول فداء طه في "إهداء" الكتاب: "أتمّ والدي، فضل شفيق طه، أعوامه الثمانين هذا العام.. وهي أعوامٌ سمانٌ مليئةٌ بالبذل والعطاء، قضاها في العمل منذ الصغر، متنقلا من مهنة لأخرى، بدءًا من "أجير فرّان"، ثم "دليلٍ سياحيّ"، فمعلّم في سلك التدريس، و"بنشرجي"، قبل أن يتوجه لتعبئة وتوزيع البهارات والبسكويت والبضائع على الدراجة الهوائية والباص، حتى اتخذ قراره المصيري وخاض "مغامرة العمر" بدخول عالم صناعة البسكويت، التي غيّرت مسار حياته، وجعلته يتسلّق سلّم النجاح شيئًا فشيئًا، ليبلغ أعلاه بعد إنشاء مصنع للكرتون، وتأسيس أول مصنعٍ من نوعه لتكرير الورق في السودان".
ترى فداء طه، أن مسيرة والدها كانت "حافلة بالتحدّيات والمصاعب وكثير من الانتصار وتحدي الفشل، وقصة تنقله وترحاله في عددٍ من الدول، من القدس إلى دمشق، السعودية، لبنان، والأردن، مرورًا بأريتريا وصولًا إلى السودان، جعلته أشبه برحالةٍ يجوب البلاد، ينشر فيها قيم الجدّ والاجتهاد والطموح والمثابرة، ليترك في كلٍّ منها أثرًا طيّبًا تفوح رائحته العطرة في كلّ مكانٍ استقرّ أو عمل فيه، ويحصد احترام الناس الذين عرفوه وتعاملوا معه ومحبتهم، وبهذا استحق أن تُسطر قصة حياته في كتابٍ يُلهم أصحاب الهمة والإرادة ومن يسعى إلى النجاح وتحقيق الأحلام".
وأبرز الكتاب الجانب النضالي في حياة فضل طه، والتضحيات التي قدمها فردًا في المقاومة الفلسطينية؛ إذ لم يتردد في تلبية النداء في مناسبات كثيرة.
ويصف فضل طه، حبه للعمل قائلًا: "حبّ العمل بالنسبة لي لا يعلو عليه أيّ حبّ آخر، فهو الهواء الذي أتنفسه كلّ يوم، لدرجة أنني قليلًا ما آخذ إجازة من العمل".
وأضاف: "وإذا حدث وأخذت إجازة بالفعل فإنني أقضيها بالعمل في الحديقة من زراعة وتقليم الشجر وصيانة المنزل وغيرها من التصليحات، سواء في منزلي بالسودان أو منزلي بعمان أو منزلي القديم في النعيمة، الذي ما زلت محتفظًا به وأعتبره مخزن الذكريات والأيام الجميلة والحضن الدافئ الذي يضمنا جميعًا، حيث نذهب إليه صيف كلّ عام فنقضي فيه أجمل الجلسات والسهرات، ونستذكر الأوقات الرائعة التي قضيناها في ذلك المنزل خلال حقبة من الزمن".
يشار إلى أن فضل طه؛ يقيم حاليًا في السودان حيث أقام أهم استثماراته، وله من الأولاد والبنات خمسة عشر، ومن الأحفاد سبعون، ويساعده عدد من أولاده في مصانعه، بينما استقل آخرون وأنشأوا استثمارات خاصة بهم هناك.