هل تحدد السوشيال ميديا مصير «الملك»؟
تصدرت أزمة مسلسل الملك الذي يتناول قصة الفرعون المصري "أحمس" مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، لكن هذه الضجة ألقت الضوء على قوة السوشيال ميديا التي تسببت في صدور قرار بإيقاف العمل.
وقرر الفنانون استخدام نفس القوة لإعطاء فرصة لعرض المسلسل، بعدما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بـهاشتاج"نتفرج وبعدين نحكم".
الفنانون يدعمون "الملك"
كتبتت الفنانة الشابة زينب غريب :"ليه؟ "نحكم وبعدين نتفرج" علشان احنا عندنا عقل نقول من خلاله "رأينا اية".. وانا مستنية اتفرج وأقول ،خصوصا إن المصريات هي دراستي ومتشوقة أشوف النتيجة حتي لو كانت ليست كما ينبغي".
بينما كتبت الفنانة كندة علوش :"احنا بنعمل فن عشان نحكي حواديت عشان نسعد الناس ونسليهم ونخليهم يفكروا.. ماتحكمش على الجواب من عنوانه، من حقك تقرا الجواب كله وساعتها تحكم.
وأضاف: "ولو السوشيال ميديا تحولت لمحكمة فنية من حقها تمنع عرض أو توقف عمل مانعرفش بكرة هتحكم بإيه وممكن تظلم مين".
وتابعت كندة التي تدعم زوجها بطل العمل "عمرو يوسف": "من حقنا نحلم من حقنا نتخيل من حقنا نغلط من حقك تشوفنا حتى لو هتنتقدنا، ومن حقك برضه ماتتفرجش بس مطلب المنع خسارة وقطع عيش وظلم...وأي فنان بينافس بشرف وأخلاق سيدعم زميله، وإحنا بندعم زمايلنا الشرفاء"..
بينما اكتفى عدد بالنجوم بكتابة عنوان الهاشتاج عبر حساباتهم كنوع من دعم المسلسل والمطالبة بإستمراره مثل :" ياسمين عبد العزيز، واحمد فهمي ودينا الشربيني وأحمد زاهر، وأحمد السقا ".
خالد يوسف.. ضد الوقف
ورصد المخرج خاد يوسف أسباب تجعله ضد وقف هذا المسلسل، قائلا :" أنا ضد قرار الوقف جملة وتفصيلا لأن المنع والمصادرة هو مبدأ غير مقبول وقبوله حتي لو هناك كثيرين مستائين من (برومو )العمل هو أمر جد خطير ويمس أصل حرية التعبير وليس هامش لها ومرفوض الوصاية علي الفنون بإسم أي مقدس وضد المنع والمصادرة من أي جهة ومع حرية المبدع في تعبيره بلا اي قيود".
وتابع :" إن التوثيق التاريخي ليس غاية من غايات السينما والدراما التليفزيونية ولا واحدة من مهامها فذلك شأن المؤرخين ومعاهد البحث العلمي والرسائل الأكاديمية ..السينما التاريخية رؤية في التاريخ بوجهة نظر مبدعين العمل وغير خاضعة للمراجعة التاريخية من أحد ..فليس من حق احد اي كان موقعه قهر ارادة المبدع وإملاء شروطه عليه متذرعا بالإنضباط التاريخي لذلك ارفض تشكيل لجنة للمراجعة التاريخية الا اذا كان مخرج الفيلم بحاجه للإستفادة منها لأنه يريد أن يكون اقرب لروح هذا العصر".
وأضاف :"هذا العمل مأخوذ عن رواية كفاح طيبة هل استطاع أحد التجرؤ علي نجيب محفوظ وقال له انت تزور التاريخ في روايتك عندما اخترعت قصة غرام للملك أحمس مع فتاة من جيش اعداءه برغم ثبوت ان الواقعة من خياله .؟ ولأن الجميع يدرك انها رواية من بنات افكاره مستلهما فيها روح هذه الفترة وبعض احداثها لم يقترب منه احد بالنقد أو الشتيمة ولو اخذنا مثال اخر دال ..الفيلم التاريخي الناصر صلاح الدين ..هل تكلم احد وقال لصناع الفيلم ( يوسف شاهين -نجيب محفوظ -عبد الرحمن الشرقاوي- يوسف السباعي ) لماذا زورتم في تاريخ صلاح الدين وأختلقتم له ابن شهيد ناهيك عن احداث كثيرة واردة بالفيلم لا تمت للحقيقة التاريخية بصلة لذا المؤكد ان السينما لها ان تخلق احداثا لخدمة رؤية مبدع العمل ..فاذا كان من حقها ان تختلق احداثا.. أليس من حقها ان تتحرك بحريتها في الشكل والمظهر ..؟ ".
وأكمل :" اعرف اسماء فنية من صانعي مسلسل أحمس ولهم تاريخ كبير وأثق انهم لو أخذو كفايتهم من الوقت في البحث والتدقيق لخرج العمل بالشكل المطلوب ولكن نسق الانتاج الذي لا يفرق مابين مسلسل تاريخي كبير وست كوم واصرار الشركة المنتجة علي التصوير بدون تحضيرات ودراسات كافية للحاق بموسم رمضان هو السبب الرئيسي لعدم الدقة ولكن ايضا صناع العمل مسئولين لانهم قبلوا ورضخوا لشروط شركة الانتاج (وسربعتها ) ".
وسرد يوسف باقي أسباب رفضه لتوقف العمل :"إنني قد اشارك كثيرين ان العمل كان بحاجة الي مزيد من التدقيق في شكل الحياة وهيئة الانسان والملابس والاكسسوارات في تلك الفترة مادام اصحاب العمل صرحوا بأنهم قد دققوا وكانوا يتطلعون للمطابقة التاريخية وليس لهم رؤية ما تستلزم ماشاهدناه في ( البرومو ) الذي لو كنا منصفين مااستطعنا الحكم النهائي علي العمل منه والحقيقة لو كنت مكان مبدعه او مخرجه كنت ساأدقق وألتزم بشكل الحياة الثابت تاريخيا كي اقرب المشاهد من روح هذه الحقبة ولكني ساأتحرك بحريتي في بقية عناصر العمل التي تخدم رؤيتي كما تحرك نجيب محفوظ ولكني لست مبدع هذا العمل لذا من حق مبدعه ان يفعل ماشاء ويجعل ابطاله علي اي هيئة يريدها ويراها ملائمة لرؤيته والجمهور في النهاية هو من يتضامن مع هذا العمل".
وقال في منشوره : أعرف واقدر فرح الفرحيين من الذين رأوا ان هناك عدم إتقان واستسهال بل وإستسلام من مخرج ومنتج العمل لإرادة الممثلين الذين رفضوا تغيير هيئتهم كي يكونوا ملائمين لها وانا مع هؤلاء الفرحيين في منطقهم ولكني لا اشاركهم فرحهم".
واختتم أسبابه، معلقا "معلوم للكافة ان هذا المسلسل تنتجه شركة تابعة للدولة أي إن اهدار عشرات الملايين هو أمر يعاقب عليه القانون حيث انه اهدار للمال العام لذا اري ان مسلسل احمس لابد ان يستكمل ونراه ونقول رأينا كجمهور وسيكون ذلك افضل من اهدار الأموال علي الارض علي الاقل هي تجربة من الممكن التعلم منها والاهم كي لا نجعلها ذريعة لابتعاد صانعي الدراما والسينما عن الاعمال التاريخية خشية غضبة رأي عام او جهة ما فيتوقف العمل وأخيرا لو أردنا ألا نهدر مجهود صانعي العمل واموال الدولة فمن الممكن وبتغييرات بسيطة في النص وفيما تم تصويره نتمكن من تفادي اية ملاحظات ماذا لو قلنا ( ان المسلسل مستوحي من رواية نجيب محفوظ ويحكي من ملك كان ذات زمان في مصر اثناء احتلال البلاد من غازي همجي ) ولم نحدد لا الفترة ولا اسم الملك ولا اسم المحتل اذا كنا لدينا اصرار ان السينما توثق او تطبع في اذهان الأجيال صور لا تمحي خاصة في عصر اللاقراءة وهذه الفكرة قد تنقذ الاموال وتحل اشكالية غضب الرأي العام لان اعادة مشاهد المعارك وتغيير لوك الابطال يستلزم اعادة مشاهد كثيرة لها تكلفة باهظة والوطن والفن من وراء القصد".
ضد الهاشتاج
ولكن خرج بعض المشاهير الذين أعلنوا أنهم ضد "هاشتاج نتفرج وبعدين نحكم " وعلى رأسهم الناقدة ماجدة خير الله التي كتبت عبر حسابها فيس بوك :" ممكن نحل أزمه المسلسل بتصرف بسيط مش هايكلف حاجه، بعد نزول التترات وقبل كتابه رقم الحلقه يبدأ صوت عمرو يوسف من خارج الكادر voice over وهو يقول أحداث هذا المسلسل خياليه لاتمت للواقع بصله،ولا علاقه لها بتاريخ مصر وانما هي حكايه نقدمها للتسليه والمتعه فقط وارجو أن تنال رضاكم ".
وتابعت ساخرة :"ثم تبدا الاحداث مع الحرص علي ظهور هذا الحل يوميا لاتقطعه الاعلانات ليستقر في ذهن الجمهور أنه عمل متخيل تماما ولايقارنه احد باحداث التاريخ.. ولو حد من الممثلين عايز يكمل تصوير بقيه دوره بملابس عصريه وبدل وكرافتات زي مايحب ما احنا اتفقنا اننا بنقدم حواديت تفرح الناس وتسليهم ، المهم عمرو يوسف واصحابه مايزعلوش والناس الغلابه اللي تعبوا في المسلسل يصرفوا فلوسهم والكل يكون مبسوط".
وتساءلت ماجدة :"هل كان ممكن نور الشريف،احمد زكي،محمود عبد العزيز،محموديس سعاد حسني ، ناديه لطفي ، فاتن حمامه ،يروجوا لمنشور بيقول احنا كفنانين شغلتنا نحكي حكاوي ونسليكوا ا! انت فاهم انك بموافقتك وترويجك لهذا المنشور بتسيء لمهنتك ولدورك وقيمتك كفنان ؟".
وكتبت الإعلامية جيهان منصور منشور تبرر فيه رفضها لإعتراض البعض على وقف المسلسل، مشيرة إلى الأخطاء الكثيرة التي ظهرت في برومو المسلسل فقط.
الخضوع للسوشال ميديا
وينتظر الجمهور في الأيام القادمة ، القرار الأخير بشأن مسلسل "الملك" وفي النهاية أي قرار سيتخذ سيأتي نتيجة السوشال ميديا.
ويرى الناقد طارق الشناوي في حوار له أن قرار الوقف الذي جاء منذ أيام نتيجة ضغوط السوشال ميديا والخوف من التعرض لإنتقادات أكثر خطأ، وان قرار التأجيل يمنح القوة للسوشال ميديا لقيادة الرأي العام.
ماذا إذا عاد عاد أحمس؟
لو فجرت الأيام القادمة مفاجأة عرض مسلسل "الملك" في رمضان 2021، وعودته إلى السباق الرمضاني، فإن هذا الجدل الدائر سيفيد المسلسل أكثر من أن يضره .
فالجميع الآن يتحدث عن المسلسل وسواء كنت منتقدين العمل أو من مؤيدين عرضه، فعرضه سيستفز عدد كبير من الطرفين لمشاهدته ، سواء لنقده أو لمدحه.
ومسلسل "الملك"، كان مأخوذ عن رواية "كفاح طيبة" للأديب العالمي نجيب محفوظ، يشارك في بطولة المسلسل ماجد المصري وصبا مبارك ومحمد لطفي ومحمد علاء وأمير صلاح وريم مصطفي، وعن قصة نجيب محفوظ تأليف شيرين دياب وخالد دياب وإخراج حسين المنباوي وإنتاج تامر مرسى
وكانت تقارير أشارت إلى أحد أضخم وأهم إنتاج شركتى سينرجى وأروما لموسم دراما رمضان 2021_قبل وقفه_ لما يتضمنه العمل من حروب وخيل وملابس وديكورات.
ويتناول المسلسل قصة أحمس وتحريره لجنوب وشمال مصر وطرد الهكسوس من طيبة، بالإضافة إلى أنه أول عمل فرعونى حقيقى يتناول حياة الفراعنة بشكل واقعي.