بعد الهجوم على الأزهر الشريف

«الإعلام» في مرمى نيران الأزهريين: «شرذمة موجهة وبلا بصيرة»

كتب:

فى: أخبار مصر

22:25 15 أبريل 2017

"البقاء لله في الأزهر"..كلمات جاءت على لسان الإعلامي أحمد موسى، عقب تفجير كنيستي ماجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، وصاحبها هجمات إعلامية متتالية على الأزهر الشريف، تتهمه ببث التطرف والإخفاق في تجديد الخطاب الديني.

 

 

 

 

 

وتضمن الهجوم اتهام مناهج الأزهر الشريف بالمسؤولية عن التطرف، فما حقيقة تلك التهمة، وكيف يدفع الأزهر عن نفسه رصاصات الهجوم غير الشريف؟

 

 

أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أحمد كريمة قال :"نفوض أمرنا لله..يجب ألا يدخل الأزهر في سجال مع هؤلاء الشرذمة"، مضيفا " الأزهر قيمة وقامة وخط أحمر، لا يقبل أحد المساس به".

 

 

وأضاف كريمة لـ"مصر العربية" إن الأزهر قائم برسالته ويبذل أقصى ما بوسعه لخدمة الثقافة الإسلامية، ولا يمكن تحميله مسؤوليات الآخرين، رافضا ما وصفه بالتطاول على مؤسسة عريقة تمثل رمانة الميزان في فهم صحيح الدين.

 

 

وتابع أن الأزهر غير مسؤول عن تواجد تيارات مناهضة للثقافة الإسلامية الحقيقية مثل السلفية وجماعة الإخوان المسلمين والمتصوفة والشيعة، مشيرا إلى أن هذه مسؤولية الجهادات السيادية والرقابية بالدولة.

 

 

وتابع أن هناك مؤسسات أخرى في الدولة لديها مسؤوليات مثل وزارتي الأوقاف والثقافة، ودار الإفتاء وكذلك وزارة الشباب والرياضة، متسائلا :"أين هؤلاء من مساندة الأزهر؟".

 

 

وتوجه كريمة لمن وصفهم بأنهم يلعبون بالنار ويريدون إنهاك أو إضعاف الأزهر قائلا :"ماذا لو تم إلغاء دور الأزهر، هل تؤتمن السلفية الوهابية أو الشيعة أو الصوفية على الثقافة الإسلامية؟"، متابعا :"ينبغي أن يكون لدى بعض الإعلاميين الموجهين بصيرة".

 

 

واستطرد أن هؤلاء الذين يهاجمون الأزهر لا يعرفون ثقافته، وكان الأولى بهم إذا كان لديهم خطط إصلاحية أن يتقدموا بها بدلا من السباب والشتائم، محذرا من أن محاولات إنهاك الأزهر تصب في صالح الفكر المتطرف والمسلح للإرهابيين.

 

 

وتساءل كريمة :"أين النظام السياسي من تفعيل الدستور في أن الأزهر وحده المسؤول عن الشؤون الإسلامية؟"، مضيفا :"الدولة تركت الحبل على الغارب للجميع".

 

 

وأوضح أنه أصبح هناك طرق صوفية وجماعة الدعوة والتبليغ وفصائل جهادية وجماعة الإخوان، والنظام السياسي وحده المسؤول عن حظر أي ممارسات للشؤون الإسلامية لغير الأزهر .

 

 

وأردف أن الأزهر يحارب في جبهات كثيرة لمواجهة الإلحاد والعلمانية والغلو الشيعي والسلفية الوهابية وجهلاء المتصوفة والإرهاب، وأنه يتصدى للإرهاب في المجالات التعليمية كافة على مدى 1070 عاما، ولم يتخرج منه إلا دعاة الوسطية.

 

 

وردا على اتهام البعض للمناهج الأزهرية ببث الفكر المتطرف، علق كريمة بالقول إن المناهج بريئة من التطرف، مستشهدا ببعض الأدلة بأن الأزهر يدرس حسن معاملة أهل الكتاب، ويقرر الأمن الاجتماعي بعدم الخروج على الحاكم ويواجه الغلو والتشدد.

 

 

وأشار إلى أن الشيخ محمود شلتوت، أحد علماء الأزهر، أصدر كتاب "آيات القتال في القرآن الكريم" ردا على العنف المسلح، وكذلك الشيخ جاد الحق أصدر كتاب "هذا بيان للناس" يرد به على جماعة الجهاد، وكذلك زيارات العلماء في السجون والمعتقلات في العهود الماضية.

 

 

وألمح كريمة إلى أن البعض ينتقي بعض العبارات والأسطر التي تشير لظروف استثنائية تاريخية إبان الحملة الصليبية على مصر، لإدانة الأزهر واتهامه بالتطرف.

 

 

وعن تساؤلات البعض حول لماذا لم يكفر الأزهر داعش؟ أجاب كريمة أن الأزهر  يتخذ موقفا حكيما، لأنه إذا فتح الباب لتكفير داعش سيكون مطالبا فيما بعد بتكفير الإخوان والصوفية وغيرهم من الفرق، مضيفا "هل الأزهر مؤسسة للتكفير أم للهداية؟".

 

 

من جانبها، استنكرت آمنة نصير، أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر سابقا، الهجوم على الأزهر، ووصفته بـأنه "تهريج وكلام أحمق يخلو من الحكمة والدراسة العميقة لفتنة العصر".

 

 

وتابعت "في ظل غياب دور الأسرة والمؤسسات التعليمية، وسيادة الفن الهابط، وفتنة عصر الإلكترونيات، لا يمكن تلخيص كل هذه السلبيات في الأزهر، أما أن هناك بعض النفوس لها هوى أو غرض أو مريضة فهذا أمر آخر".

 

 

وأكدت أنه خلال تدريسها الفلسفة بجامعة الأزهر لم تلحظ في المناهج أي شىء يدعو للتطرف كما يروج البعض الآن ويلصق التهم بالمناهج الأزهرية.

 

 

 

رئيس تحرير جريدة الشروق عماد الدين حسين، والذي انضم مؤخرا لقائمة كتاب جريدة صوت الأزهر، قال إن الأزهر منارة مهمة وشامخة، ولعبت دورا كبيرا في نشر الإسلام الوسطي، ولكنه جزء من منظومة كبيرة جدا، فإذا كان هناك سبب للتطرف فلن يتحمل الأزهر وحده المسؤولية.

 

 

وأضاف أن المشكلة الحقيقية تتمثل في انهيار التعليم العام وغياب القيم وغياب نموذج ديني جذاب، لذلك تبحث الناس عن نماذج أخرى.

 

 

واتهم حسين الحكومة بالفشل في التعامل مع المواطنين وكذلك الفشل في إدارة الأزمة الاقتصادية، مشيرا إلى أن كل طرف يريد أن يتبرأ من المسؤولية ويلقي بها على الآخر، مؤكدا أنها مسؤولية فشل مجتمع عام.

اعلان