لماذا خص السيسي ترامب في خطابه بعد هجوم المنيا الإرهابي؟

كتب: هناء البلك

فى: أخبار مصر

19:40 27 مايو 2017

"فخامة الرئيس ترامب أثق فيك وفي كلامك وقدرتك على أن تكون مهمتك الأولى مواجهة الإرهاب في العالم".. بهذه الكلمات، خاطب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن خطابه الذي ألقاه عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة للأقباط بالمنيا، أمس، ما أسفر عن استشهاد 29 مواطنا وجرح آخرين.

 

 

ودعا السيسي، المصريين «للانتباه والحفاظ على تماسكهم»، وقال: «إحنا كمصريين سنظل متماسكين وقادرين على الحرب اللي بنخوضها نيابة عن العالم».

 

وأكد الرئيس أن مصر لن تتردد في توجيه "ضربات أخرى ضد الأماكن والمعسكرات التي تدرب العناصر الإرهابية التي تهدد أمن مصر".

 

 

ورأى خبراء أن حديث السيسي لترامب وتوجيه رسالة له دون باقي رؤساء العالم له دلالات معينة، وقد يكون رسالة لدول أخرى.

 

دلالات واضحة

قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن توجيه الرئيس السيسي رسالة للرئيس الأمريكي له دلالات واضحة باعتبار أن ترامب الرئيس الوحيد الذي تصدى وشارك في القمة العربية الإسلامية.

 

 

وأضاف لـ"مصر العربية"، أن ترامب لديه أكبر جهاز مخابرات عسكرية ولديه قوة عسكرية ضخمة تضم أسلحة حديثة ومتطورة، لافتا إلى أن ترامب يستطيع الضغط على الدول الراعية للإرهاب، في إشارة لقطر، والسيطرة عليهم حيث يمتلك ترامب أكبر قاعدة عسكرية بقطر ويستطيع توجيهها.

 

 

وأشار إلى أن السيسي خلال الفترة الأخيرة تحالف مع القوى اﻷجنبية ووضع الإرهاب في الصدارة لمواجهته، وظهر ذلك في لقاءات الرئيس السيسي الماضية مع الدول العربية واﻷجنبية.

 

 

وتابع بيومي: "نحن أمام حرب خسيسة لاتفرق بين أحد، ويجب الصمود أمامها والثقة في أنفسنا حتى لايكون للإرهاب مستقبل على المدى الطويل"، مؤكدا على ضرورة التحالف مع الدول الخارجية.

 

إبراز التناقضات

 

من جانبه، رأى اللواء حمدي بخيت عضو لجنة الدفاع واﻷمن القومي بالبرلمان ، أن خطاب السيسي للرئيس اﻷمريكي جاء لإبراز التناقضات في العلاقات اﻷمريكية، لافتا إلى أن ترامب يتبنى نفس فكر الرئيس السيسي في محاربة الإرهاب وفي الوقت ذاته لديه علاقات مع الدول الداعمة له.

 

 

وأوضح لـ"مصر العربية"، أن ترامب لديه علاقات جيدة مع تركيا وقطر وإنجلترا وغيرها من الدول الداعمة للإرهاب - على حد قوله- وبالتالي رسالة الرئيس له ليحدد موقفه من هذه الدول.

 

 

وتابع بخيت: "الإرهاب عمل إجرامي غير منطقي وغير طبيعي منتشر في كافة المناطق، ولايقتصر الإرهاب على مصر فقط بل سبق وأن شهدنا هجمات إرهابية في أمريكا ومانشستر وباريس وبروكسل".

 

وتساءل: "لماذا ينظر الجميع للعمليات التي تفلت من اﻷجهزة اﻷمنية، ولاينظرون للعمليات التي توجهها اﻷجهزة اﻷمنية للقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية؟".

 

علامات استفهام

في المقابل، قال السفير معصوم مرزوق إن هناك علامات استفهام كثيرة حول أسلوب خطاب السيسي لترامب، مضيفا أنه غير مسبوق بين رؤساء دول العالم مخاطبة بعضهم البعض من خلال وسائل الإعلام.

 

 

وأضاف لـ"مصر العربية"، أن السيسي بالتأكيد كان يرغب في إيصال رسال معينة لدول المنطقة، معلقا: "يبدو أن الرئيس السيسي يريد إيصال رسالة بأنه على علاقة خاصة بأمريكا وأنه يستقوي بها مثلما تستقوي المعارضة بدول الغرب".

 

 

ورأى أن ماحدث لايليق بمصر ، يضع مصر بقيمتها ووزنها في الشكل التابع الذي يستقوي بدول أخرى ، لافتا إلى أنه كان ينبغي على الرئيس أن يحدد بشكل حقيقي ماهي نقاط التقصير في الإدارة المصرية بدلا من الاستقواء بدول أخرى، فالدول التي تريد معالجة مشاكلها عليها أن تواجه الواقع وتتوقف عن ممارسة حالة الإنكار.

 

 

ولفت إلى أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ضرب المواقع الإرهابية في نفس اللحظة التي يلقي فيها خطابه، استدعاء لنفس المشهد عندما تم ذبح 21 مصريا في ليبيا في فبراير 2015.

 

 

واشار إلى أن حديث الرئيس يطرح سؤالين اﻷول: إذا كان لدى الدولة معلومات عن المواقع الإرهابية بالخارج لماذا لايتم توجيه ضربة استباقية لمثل هذه المواقع؟، والثاني إذا كان الموضوع مكرر بهذا الشكل ( إرسال طائرات لضرب ليبيا) بالرغم من أن المسافة بين ( ليبيا - المنيا) تزيد عن 1000 كم، هل سارت سيارات الدفع الرباعي طوال هذه المسافة في صحراء مكشوفة دون أن ترصدها عين؟.

 

 

وتبنى تنظيم داعش الإرهابي، اليوم السبت، الهجوم الذي استهدف حافلة يستقلها عشرات الأقباط كانوا في طريقهم لزيارة دير الأنبا "صموئيل" بالصحراء الغربية بمحافظة المنيا.

اعلان