طلاب عن التعليم «أون لاين»: نظام فاشل.. وهذه مطالبنا
تصاعدت شكاوى الطلاب الجامعيين من عملية "التعليم عن بعد" عبر شبكات الإنترنت، في ظل تعليق الدراسة بالجامعات، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدين أنها غير مجدية في ظل عدم توافر الإمكانيات سواء من قبل الأساتذة أو الطلاب أنفسهم للاستفادة من هذه العملية.
في حين أشار الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى إمكانية إجراء امتحانات الجامعات "أون لاين"، مطالبا الطلاب بالالتزام بالمنازل وستصلهم المعلومات، لافتا إلى أنه 75% من الطلاب يتفاعلون مع الدراسة إلكترونيا.
مشاكل الطلاب مع "الأونلاين"
وتعليقا على تجربة التعليم عن بعد، قالت إسراء يوسف، طالبة بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إنها تجربة جيدة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، فهي تغني عن النزول إلى الجامعة ووقاية للطلاب من الإصابة بعدوى كورونا، ولكن تقابلها بعض المشاكل.
وأوضحت الطالبة لـ"مصر العربية" أن بعض الأساتذة يكتفون بملخص للمادة عن طريق إرسال "باور بوينت" للطلاب، دون شرح صوتي أو مصور للمادة، مما يعيق فهم المادة، لافتة إلى أن هناك أساتذة آخرين قليلين أرسلوا شرحًا صوتيًا للمنهج.
وأضافت أن عملية التعليم عن بعد لا تحقق التكافؤ بين جميع الطلاب، إذ أن البعض لا يتوفر لديه الدخول إلى الإنترنت حتى يستطيع الوصول إلى المحاضرات، كذلك ليس كل الطلاب لديهم مهارة التعامل مع "الأون لاين"، لاسيما أن بعض الأساتذة تشارك المحاضرات عن طريق برامج أخرى مثل "zoom"، دون مرعاة الفروق بين الطلاب.
واتفقت معها آيات أحمد، طالبة بدبلومة عام تربوي بجامعة القاهرة، موضحة أنه كثيرا ما يتم قطع الإنترنت عن المنطقة التي تقطنها، في حين تتطلب الدراسة عن بعد وجود الإنترنت بشكل جيد وهو ما لا يتوفر لدى الكثير.
وانتقدت إسراء شعبان، طالبة بالدراسات العليا، نظام التعليم عن بعد في مصر، ووصفته بـ"الفاشل"، قائلة :"النظام الفاشل بتاع التعليم عن بعد ده محدش عارف يستفاد فالحل الأمثل يأجلوا شويه لحد مايعرفوا ازاي ينزلوا محاضرات ويفهموا الطلبه ازاي تذاكر وتمتحن".
وأضافت :"ناس قليله جدا اللي هتعرف تذاكر وتمتحن اون لاين وناس كتير ملهاش فالتكنولوجيا فنظام التعليم ده جديد عليهم ومش فاهمين ايه اللي بيحصل، فالتاجيل هيكون فمصلحه اللي عايزين يفهموا النظام ماشي ازاي عشان يعرفوا يذاكروا ويمتحنوا".
ورأت الطالبة أسماء إبراهيم، إن فكرة "الأون لاين" لا تتناسب مع مصر حاليا، موضحة أن "السيستم" به الكثير من المشاكل، خاصة أنه من البداية لم يكن من أجل التعليم عن بعد، لافتة إلى أن ما يتم دراسته في الكتب عن مزايا التعليم عن بعد، بعيدة تماما عن الواقع المليء بالمشاكل التي تجعله تجربة محكوما عليها بالفشل.
"الأون لاين فاشل"..تريند
ودشن طلاب جامعيون هاشتاج "التعليم عن بعد فاشل"، والذي لقى تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تصدر التريند، إذ طالبوا من خلاله وقف عملية التعليم عن بعد، والاكتفاء بما تم دراسته، وتقديم مشروع بحثي بدلا من الامتحانات، كما حدث مع التعليم قبل الجامعي.
وتحت هاشتاج "التعليم عن بعد فاشل" علقت نور حسام :"مش كل قسم بنظام واحد مثلا قسم اللغة الصينية مَش بينزله فيديوهات ولا شرح ولا اي حاجة غير نفس كتاب الجامعة هما بس مصورين الدرس وعملينهpdf مش كفاية صعوبة اللغة لا كمان مفيش شرح و ازاي ندرس لغة و ترجمة بالورق من غير ما نفهم وكمان ادخل الفاينل ب ١٣٠ درجة! #الغوا_الترم_حياتنا_في_خطر".
وعلق مغرد آخر يدعى محمد تاج :"الاونلاين المفروض ان كان نازل تجربه وفشلت.نبقا نعتمد نتيجة الترم الاول مع عمل ابحاث للماده العلمية . ولا نكمل ف تجربة فاشلة .. #التعليم_الاونلاين_فاشل_جدا".
وقالت مغردة أخرى:"احناااا بنضضيع والله التعليم الاونلاين مينفعنااااااش #التعليم_الاونلاين_فاشل_جدا".
مطالب الطلاب
في سياق متصل أصدر طلاب عدد من الجامعات بيانات منفصلة، يؤكدون فيه ما وصفوه بـ"فشل" التعليم عن بعد، في ظل تعليق الدراسة بالجامعات، مطالبين بإلغاء الامتحانات، أو تأجيلها لحين الانتهاء من أزمة فيروس كورونا.
وجاء في بيان تحت عنوان طلاب جامعات مصر :"نود ان نوصل لكم صوت كافة طلاب الجامعات لقول رآيهم الغير مسموع من إدارة الجامعات أو أن إدارة الجامعات لم توصل اعتراض طلابها ويآسهم الشديد من نظام الاونلاين".
وتمثلت أبرز شكاوى الطلاب من التعليم عن بعد، في الإنترنت الذي ينقطع بشكل يومي في بعض المناطق، إلى جانب ضعف سرعته التي لا تمكنهم من فتح أي صفحة على جوجل أو الاستماع للمحاضرات على اليوتيوب، أو موقع الجامعة.
وأضاف البيان أنه لم يتم تدريب الطلاب على التعامل مع نظام الأون لاين من قبل، فشريحة كبيرة من الطلاب لا تفهم فيه شئ، وحتى الآن لا تستطيع التعامل معه أو حتى التعود عليه أو الفهم.
وناشد الطلاب وزير التعليم العالي بتأجيل هذا الفصل الدراسي لحين الانتهاء من الأزمة الحالية وتحسن الأوضاع، أو امتحان الطلبة على الجزء السابق للميدتيرم، والذي تمت دراسته قبل ما يسمى بـ"التعليم الإلكتروني" في 15 مارس، ووضع مشروع بحثي لباقي المناهج تعويضا لدرجات الميدتيرم، وإلغاء إضافة درجات الميدتيرم إلى درجة امتحان النهائي.
الوزير: صحة الطلاب أولوياتنا
في المقابل قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن 75% من الطلاب يتفاعلون من المناهج التي تم رفعها على مواقع الجامعات، مؤكدا أنه تم رفع حوالي 80% من المناهج الدراسية عبر مواقع الجامعات.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن صحة الطلاب، تأتي على رأس أولويات الوزارة، لذا من الممكن تأجيل عودة الدراسة في الفصل الدراسي الثاني، ومواعيد الامتحانات إلى شهر سبتمبر، حسب تطورات الأحداث.
وأشار إلى أنه وفقًا لقرار مجلس الوزراء بمد تعليق الدراسة لمدة 15 يومًا، في إطار الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا، اتخذت الوزارة قرار بإلغاء امتحانات منتصف الترم الدراسي، وضم درجاتها إلى الامتحان النهائي.
وأكد وزير التعليم العالي، أن الوزارة تحرص على إكمال العام الدراسي، وعدم ضياع المناهج والتدريبات العملية على الطلاب.