بـ5 منشورات.. الإفتاء تشتبك مع «جدل» انتحار سارة حجازي
على مدى اليومين الماضيين، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل حول انتحار الناشطة سارة حجازي، فالبعض تعاطف معها وترحم عليها، وآخرون رفضوا الترحم عليها وهاجموها، لتدخل على خط الجدال دار الإفتاء المصرية التي نالت هي الأخرى نصيبا من الانتقاد بسبب منشوراتها.
كانت سارة حجازي، قد انتحرت أمس الأول الأحد، ما أثار حالة واسعة من الجدل لاسيما بعدما تعرضت للسجن عقب رفعها لعلم "الرينبو" وهو علم دعم الشواذ جنسيًا في إحدى الحفلات في مصر، وبالتحديد في حفل قدمته فرقة موسيقية تسمى مشروع ليلى عام 2016، وعقب خروجها من السجن، سافرت سارة إلى كندا.
انقسمت الآراء حول "سارة حجازي" وكل فريق كان يتشبث بموقفه ويرى أنه على صواب، وتبادل كل منهم اتهامات ما بين التطرف والانحراف عن الدين، كل حسب رأيه، فأولئك الذين تعاطفوا مع سارة اعتبروا أن الآراء التي كانت تميل لها "سارة" من إلحاد وشذوذ إنما هي حرية شخصية، وذلك لا يمنع من الترحم عليها.
فيما رأى آخرون أن الترحم على "سارة" منهي عنه شرعا، باعتبار أنها أعلنت إلحادها ودعمها للمثلية الجنسية، غير أن دار الإفتاء كان لها رأي في هذه القضية الجدلية، كانت سببا في تعرضها للهجوم.
وأوضحت "دار الإفتاء" في 5 منشورات كتبتها على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ما يتعلق بشأن الحكم بالقطع بأن شخصا بعينه لا يرحمه الله في الآخرة، معتبرة أن ذلك إساءة أدب مع الله، كذلك أوضحت حكم الشذوذ والإلحاد والانتحار.
القطع بعدم الرحمة.. إساءة أدب مع الله
وقالت دار الإفتاء إن القطع بأن شخصًا بعينه لا يرحمه الله في الآخرة، أو لن يَدخل الجنة أبدا، والحَلِف بذلك؛ هو من التَّألي على الله وإساءة الأدب مع مَنْ رحمته وسعت الدنيا والآخرة سبحانه وتعالى.
واستشهدت دار الإفتاء بحديث عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك” رواه مسلم.
وأوضحت أن معني يتألّى علي الله أن فلاناً يجزم أن الله سيفعل كذا وكذا مما لا يحيط العبد بعلمه، كأن يقول: سيغفر الله لفلان ولن يغفر لفلان.
الإلحاد..ظاهرة تحتاج علاجا
وعن الإلحاد، قالت دار الإفتاء إنه ظاهرة تحتاج إلى العلاج من قبل المتخصصين، حيث إن الملحدين ليسوا على درجة واحدة من الإلحاد، فالبعض منهم يكون لديه مشكلة معينة ولكنها يسيرة وبمجرد النقاش العلمي معه من قبل المتخصصين وإزالة اللبس في الفهم الموجود لديه يرجع عن أفكاره.
وتابعت بأن البعض منهم يكون عنده مرض نفسي، وهذا لا بد من إحالته مباشرة إلى الأطباء النفسيين لعلاجه، والبعض لديه فكر وعلم ويحتاج إلى مناقشة علمية هادئة قد تستمر لفترة طويلة من الزمان حتى يصل في النهاية إلى الحق والحقيقة.
الشذوذ حرام
وبشأن الشذوذ الجنسي، قالت الإفتاء إن الله عز وجل حرم الشذوذ الجنسى تحريماً قطعياً؛ لما يترتب عليه من المفاسد الكبيرة، وأوصت من كان عنده ميل إلى هذه الفعلة الشنيعة أن يبحث عن الطبيب المختص، ويحاول أن يعالج من هذا الداء القبيح، فالأديان السماوية جميعها رافضة لمسألة المثلية الجنسية باعتبار ذلك خروجاً عن القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة.
الانتحار من الكبائر.. وليس كفرًا
وقالت دار الإفتاء إن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.