خطوة نادرة.. المخابرات البريطانية تراجع نفسها
بدأ جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم.آي.5) بمراجعة داخلية لكيفية تعامله مع المعلومات التي وردت إليه بشأن سلمان عبيدي، منفذ تفجير مانشستر، الذي كان معلوما لدى السلطات لكن لم يخضع لأي تحريات أو تحقيق، بحسب مصدر لرويتروز.
ووصفت وزيرة الداخلية أمبر راد، المراجعة بأنها "خطوة أولى صحيحة" يتخذها جهاز المخابرات الداخلية في أعقاب التفجير الذي أودى بحياة 22 شخصا خلال حفل موسيقي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي.
ويخضع الجهاز لتدقيق من لجنة برلمانية ومن غير المعتاد على الإطلاق أن تعلن السلطات البريطانية أن الجهاز الأمني يجري تحقيقا داخليا في احتمال حدوث إهمال.
وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه "المراجعة ستشمل ما كان معروفا عن عبيدي وما هي القرارات التي اتخذت بشأن المعلومات (المتوفرة) وما إذا كان من المفترض فعل أي شيء بشكل مختلف".
وأضاف "هذه مراجعة ستسعى (لتقديم) إجابات عما إذا كانت هناك دروس يجب الاستفادة منها من طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع المعلومات عن عبيدي".
وقال المصدر لـ"رويترز" إن عبيدي لم يكن بين ثلاثة آلاف شخص يخضعون لتحريات جهاز (إم.آي.5) على الرغم من أنه كان بين 20 ألف شخص معروفين لدى الجهاز الذي يركز على مكافحة الإرهاب والتجسس.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اليوم الاثنين أن (إم.آي.5) تلقى ثلاثة تحذيرات على الأقل من "آراء عبيدي المتطرفة". ولم يتسن التأكد من صحة هذا التقرير.
ونشأ عبيدي (22 عاما) في مانشستر في كنف أبوين مهاجرين من ليبيا.
وقالت راد لتلفزيون (بي.بي.سي) إن "التحقيق ما زال مستمرا ولن أنجر إلى إطلاق تعليقات على الرجل الذي قام فعليا بهذه الجريمة" رافضة الإفصاح عما كان معروفا عن عبيدي ومنذ متى.
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي وكان أكثر هجوم يوقع قتلى في بريطانيا منذ 2005. وأثار اشمئزازا شديدا لأنه استهدف أطفالا كان أصغرهم في الثامنة من عمره وتسعة آخرون مراهقين.
واعتقلت الشرطة اليوم الإثنين الشخص السادس العشر في إطار القضية وتقوم بتفتيش موقع في مانشستر وعنوانا ثانيا شمال المدينة.
ونشرت الشرطة كذلك صورة لدائرة تلفزيونية مغلقة لعبيدي وهو يحمل حقيبة زرقاء اللون في يوم الهجوم وطلبت من لديه معلومات عن الحقيبة الإبلاغ عنها بينما تركز على تحركاته في الفترة بين 18 و22 مايو.
وقال روس جاكسون من وحدة مكافحة الإرهاب في بيان "ليس لدينا سبب يدفعنا للاعتقاد بأن الحقيبة تحوي أي شيء خطير لكننا سنطالب الناس توخي الحذر".
ويتوجه البريطانيون بعد عشرة أيام إلى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة فيما يتصدر موضوع تخفيض أعداد الأمن والشرطة جدول الأعمال السياسي منذ تفجير يوم الإثنين الماضي.
وتراجعت النسبة التي يتصدر بها حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي استطلاعات الرأي في أعقاب التفجير وبعد تراجعهم عن خططهم بخصوص الضمان الاجتماعي للمسنين.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ماي لن تحقق فوزا ساحقا في الانتخابات العامة كما كان متوقعا قبل شهر فقط من الآن.
ومن غير الواضح ما إذا كانت السلطات عرفت بأمر عبيدي خلال فترة تولي ماي وزارة الداخلية بين 2010 و2016.
وذكر مصدر مطلع لـ"رويترز" الأسبوع الماضي أن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت 18 مؤامرة لمتشددين في بريطانيا منذ 2013 بينها خمس منذ هجوم وقع في وسط لندن في مارس/ آذار عندما دهس رجل مارة بسيارة ثم طعن شرطيا عند مدخل البرلمان.