وسط مخاوف من ردود أفعال ضدهم..
نيوزويك| مسلمون بعد هجوم مانشستر: نحن الضحايا
على بُعد أقل من ميل من المكان الذي قتل فيها 22 شخصًا في مانشستر بالمملكة المتحدة الاثنين الماضي، "مؤسسة الشباب المسلم" وهي عبارة عن مسجد، ومركز ينظم برامج للشباب.
على لوحة الإعلانات في بهو المؤسسة رسالة بسيطة من ثلاث نقاط، أولا: الترحيب بالمصلين، وتدعو الجميع لحضور أنشطة المركز، وثانيا:" نحن لا نتسامح مع أي نوع من التطرف أو الإيديولوجيات المتطرفة داخل المركز"، ثالثا:" نحث الجميع على الالتزام بالقوانين الإسلامية، وقوانين المملكة المتحدة".
وبحسب مجلة "نيوزويك" البريطانية، هذه الرسالة أصبحت ملاءمة بشكل كبير منذ ليلة الاثنين عندما فجر انتحاري عبوة ناسفة في حفلة "اريانا غراندي" مما أدى إلى حدوث فوضى وسقوط عشرات الضحايا.
أمس الثلاثاء، أعلنت الجماعة الإسلامية المعروفة إعلاميا "بداعش" مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة: إن" جنديًا من الخلافة هو المسؤول عن الهجوم".
ويذكر أن المهاجم يدعى سلمان العبيدي يبلغ من العمر 23 عاما، بحسب الشرطة البريطانية.
وبحسب المجلة، فإن العديد من سكان المدينة المسلمين البالغ عددهم نحو مليون شخص تقريبًا يخشون ردود الفعل التي لا مفر منها على ما يبدو ضد مجتمعهم.
ونقلت المجلة عن "محمد عبد الملك" - إمام في المركز-:" آثار هذه الهجمات هي وقت يتسم بالخوف.. ومع التجربة السابقة أعتقد أن الخوف منتشر في مجتمعنا خاصة بين النساء".
وأضاف:" لكني أقول للذين يريدون الانتقام من المسلمين، أن المسلمين هم أيضًا ضحايا، فقد كان الشباب المسلم في الحفل أيضًا.
سائقو سيارات الأجرة الذين ساعدوا على نقل الشباب إلى منازلهم - وبعضهم من المسلمين- يقولون :" الناس في وسط المدينة هم من المسلمين.. نحن جزء من هذا المجتمع، وما يضر المجتمع يضر بنا، المجتمع الآن في حداد.
وأعرب مالك عن شعوره بالقلق من أن الفكر الراديكالي يبدو أنه قد تجذر لدى بعض الشباب المسلمين في مانشستر، قائلا:" نحن قلقون من أن الشباب يمكن أن يفعل مثل هذه التفجيرات، ولكن نتساءل من أين حصل الشاب على هذه المتفجرات؟ وكيف تواصل مع الناس الذين ساعدوه".
هذا التطرف يأتي مع ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين، جزئيا بسبب الهجمات التي تبناها "داعش" في بروكسل وباريس، وكذلك بعد تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وفي ديسمبر 2016، حث المجلس الإسلامي البريطاني البريطانيين، السياسيين على التصدي العاجل لكراهية الإسلام ومواجهة الهجمات المتزايدة ضدهم.
وبحسب أرقام نشرت في أكتوبر 2016، أظهرت أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن زادت بنسبة 65٪ عن العام السابق.
ويقول مالك :" ينبغي للمجتمع المسلم أن يظهر بوضوح دعمه للضحايا، وينبغي أن يفعل كل ما في وسعه لتقليل أثر هذا الهجوم، ولكن في الوقت نفسه، يجب عليهم اتخاذ الاحتياطات ضد الأشخاص الذين قد يستهدفون لأنهم مسلمون".
وأضاف:" الذين قتلوا هم زملاؤنا وأصدقاؤنا وجيراننا، ولا يمكنك فصلنا عن تأثير ذلك على العمل على أهالي مانشستر بشكل عام".