على يد الميليشيات الشيعية
دهس الأطفال وإخفاء الجثث.. في الموصل لا عصمة لأحد
إن كنت من أهالي الموصل فأنت بين خيارين الموت أو الموت، الأول في الاشتباكات الدائرة في المدينة التي تتعرض لقصف دامٍ تحت إطار عملية تحرير الموصل من داعش أو على يد التنظيم إن حاولت الهرب، والموت الثاني يكون على يد الميليشيات الشيعية المشاركة في العملية من أجل الانتقام.
لن يعفيك من التنكيل إن كنت رجلا أو امرأة أو شخيا أو طفلا، ففي الانتقامات الطائفية لا حصانة لأحد، واللافت أن كل هذا يحدث تحت مرأى ومسمع من العالم بأسره دون أي تحرك، رغم مشاركة عدة دول أجنبية في العملية من خلال تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
منذ اللحظات الأولى لإطلاق عملية تحرير الموصل 17 أكتوبر ترافق معها انتهاكات للقوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي الشيعية سيئة السمعة.
وكان هذا متوقعا فرغم التحذيرات الدولية من انتهاكات في الموصل بسبب الطائفية المخيمة على المعركة ومطالبة أهالي المدينة بعدم إشراك الحشد الشعبي المنسوب له قتل وحرق منازل أهالي السنة في المناطق المحررة من التنظيم في مدن مختلفة في العراق، أصر رئيس الوزراء على أن تكون قوات الحشد المدعومة إيرانيا طرفا أساسيا في المعركة.
تعذيب الأطفال
الانتهاكات وثقها مرتكبوها بأنفسهم عن طريق تسجيلها بالفيديو، ففي اليوم التالي للعملية ظهر فيديو يظهر قوات الجيش العراقي وهي تعتدي بالضرب والتنكيل على طفل سني من أهالي الموصل في محاولة للحصول منه على اعتراف بتعاون أحد من أهله أو قبيلته مع تنظيم داعش.
ويشكو الأهالي من عمليات قتل على الهوية وانتقامية وتعذيب ممنهج على يد الميليشيات الشيعية .
دهس بالدبابات
وأظهر مقطع فيديو جديد أول من أمس جنود بالجيش العراقي يعذبون طفلا ويسخرون منه ويتحرشون به ومن ثم أعدموه بالدهس تحت دبابة سارت فوقه.
كما أظهر فيديو حركة النجباء الشيعية -التي تقاتل في سوريا أيضًا بجوار قوات بشار الأسد - وهي تقتاد عشرات من أهالي الموصل بشكل مهين بدعوى انتمائهم لداعش.
الخطف وإخفاء الجثث
.. نحن نذبح والعالم يتفرج .. بهذا علق الشيخ ثائر البياتي أمين مجلس العشائر العربية في العراق، مفردا بأن أهالي الموصل يتعرضون للخطف والتعذيب المفضي للموت والقتل وإخفاء الجثث تحت مرأى ومسمع العالم.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أنهم وصلتهم معلومات بأن تعليمات صدرت المليشيات الشيعيه التي تعمل تحت غطاء الشرطه الاتحاديه وبعض وحدات الجيش والقطعات الأخرى بتصفيه من يقدرون عليه وإخفاء جثثهم من أبناء الموصل وأطرافها ممن عمرهم 12 سنه فما فوق
ولفت إلى أن معظم القوات العسكريه المشاركة هي بالأصل مليشيات طائفية والشرطة الاتحادية كلها مليشيات تابعه للجناح العسكري لمنظمة بدر .
الموت البطيء
الناجون من المذابح على يد تنظيم داعش أو من على شاكلتهم من الميليشيات الشيعية المشاركة بغرض الانتقام ليسوا أحسن حالا من المعتقلين، فرغم تحذيرات الأمم المتحدة بأن المعركة ستخلف قرابة مليون و200 أف نازح إلا أن ما أعدته لهم الحكومة العراقية تركهم للنوم في العراء مع نقص في كل الاحتياجات الأساسية للحياة، ما يجعل الموت البطيء مصيرهم الوحيد.
زياد السنجري الناشط العراقي بمجال حقوق الإنسان في الموصل، قال إنه مع الأيام الأولى لبداية معركة الموصل وأثناء تقدم القوات الحكومية إلى القرى والنواحي القريبة من المدينة نزح أكثر من ٣١ ألف إنسان.
أوضاع إنسانية صعبة
وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أنهم والآن يعانون من أوضاع إنسانية صعبة جدا فهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل نقص حاد جدا في الغذاء والدواء وعدم توفر ماء الشرب الصالح وفشل الحكومة في توفير أبسط مستلزمات الحياة.
وزاد على ذلك بأن حجم الانتهاكات كبير جدا في جنوب الموصل وشرقها وحتى جنوب شرق الموصل، مفيدا بأن هناك شهادات حية عن قيام ميليشات شبكية مرتبطة بالنائب حنين القدو وهو عضو برلماني عن ائتلاف دولة القانون الذي يقوده نوري المالكي رئيس الوزراء السابق بارتكابهم أعمال قتل وسلب شرق الموصل وتحديدا في منطقة كوكجلي
إعدامات بجنوب الموصل
وتابع:” كذلك الشرطة الاتحادية التي ينسب لها عمليات إعدام جنوب الموصل في قرية النعناعه وقرية عداية وناحية حمام العليل"، مشيرا إلى أعمال ممنهجة تقترفها الميليشات أثناء دخولها القرى والنواحي من قتل وتهجير واعتقال وتنكيل
واختتم:” عدد تلك الانتهاكات غير محدد ولكنه متزايد بشدة وما يصلنا فيديوهات بهواتف شخصية أو بعض الشهدات الحية أمام الكاميرات والتي تتحدث عن ما شاهدوه بأم ".العين وما تعرضوا له بشكل شخصي
انتهاكات ترصدها العفو الدولية
وبعد فترة صمت طالبت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، الخميس، السلطات العراقية بالتحقيق، في تقارير "تعذيب القرويين وقتلهم العمد" على يد مقاتلين قالت المنظمة إنهم ارتدوا زي القوات العراقية الاتحادية، وإنهم قاموا بـ"تعذيب سكان قرى وإعدامهم ميدانياً عقب وقوعهم في الأسر" جنوبي الموصل.
وذكرت المنظمة إن "ما يصل إلى ستة" أشخاص عثر على جثثهم الشهر الماضي في منطقتي الشورة والقيارة اشتبهت قوات الأمن بارتباطهم بصلات بداعش.
وقالت لين معلوف نائبة مدير البحوث في مكتب المنظمة ببيروت "نفذ رجال بملابس الشرطة الاتحادية عدة عمليات قتل غير قانونية فألقوا القبض على سكان في قرى إلى الجنوب من الموصل وقتلوهم عمدا بدم بارد."