طهران ترد على أنقرة: جماعات مسلحة خرقت الهدنة السورية 45 مرة أمس
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء، أنَّ ما أسمتها "التصريحات غير المسؤولة" لتركيا ستزيد من تعقيد الأمور في سوريا وستؤثر على الحل السياسي للأزمة التي تمر بها البلاد.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، في تصريحاتٍ صحفية أدلى بها مساء اليوم، ردًا على تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتهم فيها عناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية بانتهاك الهدنة في سوريا، إنَّ "طهران كشريك في الاتفاق الثلاثي مع موسكو وأنقرة، تؤكد ضرورة تطبيق الاتفاق وتنتظر من تركيا أن تكون طرفا في هذا الاتفاق وألا تتخذ موقفًا آخرًا يخالف الواقع"، حسب "روسيا اليوم".
وفي تطرُّقه إلى عمل نظام الهدنة في سوريا، أكَّد قاسمي أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار يتم خرقه بشكل متكرر من قبل الجماعات المسلحة "لم يسمها"، لافتًا إلى أنَّه بحسب المعطيات الموجودة، فإنَّ هذه الجماعات خرقت الاتفاق خلال يوم أمس فقط 45 مرة.
وخاطب قاسمي الإدارة التركية قائلًا: "إذا كنتم مدركين للوقائع وأردتم استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق المفاوضات السياسية لإنهاء الأزمة السورية، يجب أن تكونوا طرفًا ضامنًا للاتفاق".
وأضاف: "من البديهي أنَّ إيران تظل تساعد في تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل طريق الحل السياسي وستستمر في سياستها هذه".
وصدر هذا البيان في معرض تعليق السلطات الإيرانية على تصريحات أنقرة التي قالت، على لسان أوغلو: "نرى خروقًا لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري، هم من يقومون بها، ومفاوضات أستانا قد تتعثر إذا لم نوقف الخروق المتزايدة".
ودعا أوغلو إيران، التي أجرت مقابلة معه، إلى القيام بواجباتها وإظهار ثقلها بالضغط على النظام السوري والميليشيات الشيعية، وذلك بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف إطلاق النار.
يُذكر أنَّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أعلن التوصُّل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر الجاري.
وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع سيرجي لافروف وسيرجي شويجو، أنَّه تمَّ التوقيع على ثلاث اتفاقيات، الأولى منها هي اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، والثانية تنص على حزمة إجراءات لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، والثالثة حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.
وبيَّن بوتين أنَّ روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية.
بدوره، كشف وزير الدفاع الروسي أنَّ فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت إلى الهدنة في سوريا، تضم أكثر من 60 ألف مسلح، مشيرًا إلى أنَّ وزارة الدفاع الروسية بتكليف من الرئيس بوتين خاضت على مدى شهرين، مفاوضات بوساطة تركية، مع قادة المعارضة السورية، بينهم زعماء سبعة من التشكيلات الأكثر نفوذًا.
وأوضَّح أنَّ هذه الفصائل المعارضة تسيطر على الجزء الأكبر من المناطق الخارجة عن سلطة دمشق في وسط وشمال سوريا.
وفي 20 ديسمبر الماضي، أكَّدت روسيا وتركيا وإيران، في بيان مشترك صدر نتيجة المشاورات التي أجريت في موسكو بين لافروف ونظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي أوغلو، بمشاركة وزراء دفاع الدول الثلاث، استعدادها لضمان الاتفاق الذي تم العمل على وضعه بين الحكومة السورية والمعارضة.