في سوريا
بإسناد جوي أمريكي .. 4 مكاسب تنتظرها تركيا من معركة «الباب»
بعد فترة طويلة من التحجج بالظروف المناخية في وقت كانت تتكبد فيه قوات درع الفرات التي تدعمها تركيا خسائر كبيرة في محافظة الباب على يد عناصر تنظيم داعش تدخل طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا موفرا الإسناد الجوي لقوات درع الفرات.
وللمرة الأولى يعلن التحالف الدولي بالأمس شن أربع غارات في شمال سوريا دعما للعملية العسكرية التي تقودها تركيا لاستعادة مدينة الباب من أيدي داعش، بعد فترة من الضغوط التركية على أمريكا حيث تنتظر أنقرة 3 مكاسب حال فرضت سيطرتها على الباب.
"يمكن أحيانا للأحوال الجوية أن تتسبب بتأخير، لكن غياب الغطاء الجوي عندما لا يكون هناك سبب مبرر غير مقبول" كان هذا جزء من الانتقادات التي وجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتحالف الدولي، مردفا:" من واجب التحالف الدولي تحمل مسؤولياته خصوصا من ناحية تأمين غطاء جوي".
روسيا
التحرك الأمريكي بعد فترة من اللامبالاة ربما جاء خشية من تطور التفاهم التركي الروسي في سوريا إلى تحالف خاصة بعدما نجح الطرفان في إبرام اتفاق إجلاء المسلحين والمدنيين عن مدينة حلب نهاية ديسمبر الماضي واتفاق الطرفين على إجراء مباحثات في عاصمة كازاخستان الأستانة 23 يناير المقبل سبقها اتفاق لوقف إطلاق النار.
وعلى خلفية هذا التقارب شنت مقاتلات روسية غارات على مواقع لتنظيم داعش في القطاع الجنوبي لمدينة الباب دعما لقوات دراع الفرات التي تحاول استعادة السيطرة عليها.
وجاءت هذه الغارات التي تعد الأولى من نوعها بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بمبادرة من روسيا وتركيا، والتي كان بينهما صراعا كبيرا منذ تدخل روسيا في سوريا وإسقاط تركيا لطائرة روسية قالت إنها دخلت مجالها الجوي في نوفمبر 2015 أعقبه اعتذار من أردوغان وزيارة لموسكو وبدء مرحلة جديدة في العلاقة بين الجانبين.
وفي نهاية الشهر الماضي أعلن الجيش التركي أن 138 من مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا خلال اشتباكات بين قوات درع الفرات وهي مشكلة من قوات تركية بجانب الجيش السوري الحر، ومسلحي تنظيم داعش قرب مدينة الباب الاستراتيجية بريف حلب السورية.
قطع أوصال الكيان الكردي
كرم سعيد المتخصص في الشؤون التركية ذكر أن تركيا تطمع في جملة مكاسب من معركة الباب أولها منع قيام كيان كردي، فالسيطرة على الباب يسهل الوصول لدينة مبنج وبالتالي قطع أوصال المناطق بين شرق وغرب الفرات حيث حدود الدويلة التي أراد الكرد اقتطاعها لأنفسهم.
المنطقة الآمنة
المكسب الثاني بحسب ما أضاف سعيد لـ"مصر العربية" استكمال النطاق الجغرافي للمنطقة الآمنة التي تريدها أنقرة في سوريا لإعادة المهاجرين السوريين إليها بعد السيطرة على مدينة الباب.
وأشار إلى أن أمريكا ومعظم الدول أكثر تقبلا الآن لتطبيق المنطقة الآمنة خاصة بعد صعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونلاد ترامب للسلطة.
طرد داعش من الحدود
المكسب الثالث لأنقرة وفق حديث المتخصص في الشؤون التركية هو طرد عناصر تنظيم داعش من الشمال السوري القريب من الحدود التركية، ولكن تظل المعضلة أن داعش يبدي مقاومة شرسة في المعارك.
وفند أسباب المقاومة الشرسة بأن للتنظيم عدد كبير من المعسكرات في مدينة الباب نظرا لأنها منفذ لوجيستي هام لباقي المناطق.
وأوضح سعيد أن تركيا طلبت الإسناد الجوي بشكل مباشر من واشنطن الذي رفضته في بادئ الأمر، وقدمته فيما بعد بشكل استعراضي أكثر من فعلي.
ولفت إلى أن الطلعات الجوية الروسية المساندة لتركيا في الباب كانت رمزية أكثر من كونها فعالة وجاءت في إطار التنظيم لمؤتمر الأستانة.
تعزيز فرص أنقرة
وتوقع أن يعزز مؤتمر الأستانة من فرص أنقرة في الباب السورية لأن الهدف منه تثبيت وقف إطلاق النار ودحر الجماعات المصنفة إرهابية كداعش وفتح الشام "جبهة النصرة سابقا".
تيسير النجار المحلل السياسي السوري أوضح أن تركيا كانت تعاني من ابتعاد حلف الناتو عنها رغم أنها كعضو في الحلف يجب أن تحظى براحة أكثر بكثير مما هي عليه الآن بجانب أن أنقرة تؤمن أن الناتو إن لم يكن متآمر في محاولة الانقلاب التي وقعت منتصف يوليو الماضي فهي كان على علم به ومؤيد له.
التخلي عن الأكراد
بدء التحالف الدولي في توفير إسناد جوي لتركيا في مدينة الباب يعطي بعض الطمأنينة لأنقرة، كما أوضح النجارة في تصريحاته لـ"مصر العربية" مفيدا بأن ذلك يعني أنها بدأت التخلي عن قوات سوريا الديموقراطية وهم "الأكراد المتطرفين" وهو ما كان يقلق تركيا.
وتوقع أن يكون الإسناد الجوي بداية لتحرك حقيقي ضد داعش، فالجميع تدخل في سوريا بحجة مكافحة التنظيم ولم يقاتله أحد بشكل جدي في وقت يستفحل فيه داعش ويتمدد أكثر.