وإعدام 13 ألف معتقل..

بالشنق الجماعي.. الأسد يغتال سجناء «صيدنايا»

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

14:55 07 فبراير 2017

 

إدانات تلو الأخرى تفضح وحشية نظام بشار الأسد، ضد معارضيه، حرق وقتل ومشانق جماعية لم تفرق بين شيخ وطفل وامرأة.. هكذا الحال في سجون بشار الأسد بحسب تقارير وإدانات لمنظمات دولية.

 

منظمة العفو الدولية في تقرير لها اليوم، اتهمت نظام الأسد بسوريا بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقاً بحق 13 ألف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب دمشق خلال خمس سنوات من الحرب في سوريا.

 

وقالت المنظمة الحقوقية في تقريرها وعنوانه "مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة في سجن صيدنايا" إنه "بين 2011 و2015، كل أسبوع، وغالباً مرتين أسبوعياً، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحياناً إلى خمسين شخصاً إلى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت"، مشيرة إلى أنه خلال هذه السنوات الخمس "شنق في صيدنايا سراً 13 الف شخص، غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد أنهم معارضون للحكومة".

وأوضحت المنظمة أنها استندت في تقريرها إلى تحقيق معمق أجرته على مدى سنة من ديسمبر 2015 إلى ديسمبر 2016، وتضمن مقابلات مع 84 شاهدًا، بينهم حراس سابقون في السجن ومسؤولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، بالإضافة إلى خبراء دوليين ومحليين حول مسائل الاعتقال في سوريا.

 

وبحسب التقرير فإنَّ هؤلاء السجناء كان يتم اقتيادهم من زنزاناتهم وإخضاعهم لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم "في منتصف الليل وفي سرية تامة".

 

وأوضح التقرير أنه "طوال هذه العملية يبقى (السجناء) معصوبي الأعين، لا يعرفون متى أو أين سيموتون إلى أن يلف الحبل حول أعناقهم".

 

ونقل التقرير عن قاضٍ سابق شهد هذه الإعدامات قوله "كانوا يبقونهم (معلقين) هناك لمدة 10 إلى 15 دقيقة".

 

وأضاف أن "صغار السن من بينهم كان وزنهم أخف من أن يقتلهم فكان مساعدو الضباط يشدونهم إلى الأسفل ويحطمون أعناقهم".

وأكدت المنظمة الحقوقية أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولكنها مع ذلك مستمرة على الأرجح.

 

ويعتقل نظام الأسد آلاف المساجين في سجن صيدنايا الذي يديره جيش النظام والذي يعتبر أحد أضخم سجون البلاد ويقع على بعد 30 كلم تقريباً شمال العاصمة دمشق.

 

واتهمت المنظمة الحقوقية في تقريرها نظام بشار الأسد بانتهاج "سياسة إبادة" من خلال تعذيبه المساجين بصورة متكررة وحرمانهم من الطعام والماء والعناية الطبية".

 

وأكد التقرير أنه في سجن صيدنايا كان السجناء يتعرضون للاغتصاب أو يتم إجبارهم على اغتصاب بعضهم بعضاً، بينما عملية إطعامهم تتم عبر إلقاء الحراس الطعام على أرض الزنزانة التي غالباً ما تكون متسخة ومغطاة بالدماء.

 

وبحسب إفادات الشهود فإن "قواعد خاصة" كانت مطبقة في السجن، فالسجناء لم يكن مسموحاً لهم أن يتكلموا وكان عليهم أن يتخذوا وضعيات محددة لدى دخول الحراس إلى زنزاناتهم.

 

ونقل التقرير عن أحد السجناء السابقين في صيدنايا وقد عرف عنه باسم مستعار هو نادر قوله "كل يوم كان لدينا في عنبرنا اثنان أو ثلاثة أموات، أتذكر أن الحارس كان يسألنا يوميا كم ميت لدينا. كان يقول: غرفة رقم 1، كم؟ غرفة رقم 2، كم؟ وهكذا دواليك".

 

وأضاف نادر أنه في أحد الأيام كان التعذيب عنيفاً لدرجة أنَّ عدد الموتى في عنبر واحد بلغ 13 سجيناً.

 

ونقل التقرير عن أحد العسكريين السابقين واسمه حميد قوله إنّه كان عندما كان يتم شنق المساجين بإمكانه سماع أصوات "طقطقة" مصدرها غرفة الشنق الواقعة في الطابق الأسفل.

 

وأضاف حميد الذي اعتقل في 2011 "كان بإمكانك إذا وضعت أذنك على الأرض أن تسمع صوتًا يشبه الطقطقة. كنا ننام على صوت سجناء يموتون اختناقاً. في تلك الفترة كان هذا الأمر عادياً بالنسبة لي".

وكانت منظمة العفو قدرت في تقارير سابقة عدد السجناء الذين قضوا في معتقلات النظام منذ بدء النزاع في مارس 2011 بحوالي 17 ألفاً و700 سجين، ما يعني أن مقتل 13 ألف معتقل في سجن واحد يزيد هذه الأرقام بنسبة كبيرة.

 

وتعليقاً على ما ورد في التقرير قالت لين معلوف نائبة مدير الأبحاث في مكتب منظمة العفو الإقليمي في بيروت إن "الفظائع الواردة في هذا التقرير تكشف عن وجود حملة خفية ووحشية تم السماح بها من أعلى المستويات في الحكومة السورية وتستهدف سحق أي شكل من أشكال المعارضة في صفوف الشعب السوري".

 

وأضافت أن "قتل آلاف الأشخاص العزل بدم بارد، بالإضافة إلى برامج التعذيب الجسدي والنفسي الممنهجة والمعدة بعناية والتي يتم اتباعها في سجن صيدنايا، لا يمكن السماح لها بأن تستمر".

 

السياسي السوري أحمد المسالمة قال، إن هذا التقرير في البداية يؤكد أن الماكينة الإعلامية للثورة السورية تعمل بشكل جيد وتضرب بعرض الحائط كل مشكك بأن الإعلام الثوري غير قادر على مواكبة الثورة، فها هو ذا يقدم تقرير احترافي عالي الجودة يدين الأسد.

 

وأوضح لـ"مصر العربية": أما عن جرائم الأسد في السجون والمعتقلات هي أكبر واشد فظاعة  من تصورات العقل البشري فالكثير وبأرقام تزيد عن الآلاف ارتقت شهداء بأقبية مخابرات النظام.

 

وتابع: "الذي يحصل بسجن صدنايا هو جريمة بحق الإنسانية جمعاء وليس بحق السوريين لأن العالم يعرف وسمع وقرأ عن هذا السجن الدموي للأسد ولم يحرك ساكنا، فالإعدامات شنقا والموت تعذيبا والتصفية قهرا والذل الذي يصل إلى الموت موجود في هذا السجن القذر والسيئ السمعة والصيت.

 

وأضاف، "كان السوري قبل الثورة بمجرد سماع اسم سجن صدنايا أو سجن تدمر أو سجن المزة العسكري يلتقط أنفاسه خوفا أنه يعرف مدى ظلم وتعذيب نظام الأسد فيها

في صيدنايا أرقام كبيرة من المعتقلين والسجناء العسكريين والسياسيين والمدنيين من قبل الثورة وخلال الثورة، وأن أغلب السجناء هم من المدنيين ويتم تعذيبهم بمنهجية عالية فائقة القهر والإذلال.

 

وتابع: "13000 ألف عرف مصيرهم وهو الشنق، متسائلا: فأين البقية؟.. هذا السؤال للأسد ونظامه ومن خلفه روسيا وإيران سؤالنا إلى منظمات حقوق الإنسان ما هو مصير عشرات الآلاف ممن هم بسجن صيدنايا وباقي سجون الأسد.

"نعول كثيرا على اتهامات الأسد، وأن يتم محاكمته، الكلام لا يزال على لسان المسالمة، والذي أكد أن الصمت القديم عن جرائمه يشعرنا بالقلق من عدم محاكمته ولكن المتغيرات الدولية والوضع على الأرض واقتراب جنيف والانتهاء من الآستانا والمباحثات لوقف إطلاق النار والمناطق الآمنة و التغيرات الروسية الإيرانية والتغيرات الإيرانية الأمريكية قد يكون محاسبة وتوجيه اتهامات مباشرة للأسد لمحاكمته.

 

وأنهى المسالمة كلامه، أن كل الشعب السوري ينتظر أن يلف حبل المشنقة على رقبة الأسد الطويلة.

 

زياد الطائي المحامي والحقوقي السوري رأى أن تقرير منظمة العفو الدولية الذي يفضح جرائم وممارسات الأسد ضد معارضيه أقل بقليل مما يحدث في الحقيقة، فالنظام يرتكب جرائم أكثر وحشية من الشنق الجماعي، ورصدناها وللأسف لا أحد يتحرك.

 

وأوضح الطائي لـ "مصر العربية" أن إمكانية محاكمة الأسد مستحيلة، إلا إذا كانت هناك رؤى دولية واتفاق على محاكمته، وغير ذلك لن تغير تلك التقرير شيئا.

 

وتابع: "سجون الأسد تحولت لمصنع لإنتاج الموتى والقتلى، والاغتصاب والحرق، وللأسف الجميع يشاهد ولا يفعل شيئا".

 

وكانت الأمم المتحدة اتهمت النظام في 2016 بانتهاج سياسة "إبادة" في سجونه.

 

 

اعلان