العبادي يلقي باللوم على داعش في "مجزرة غرب الموصل"
ألقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، باللوم على تنظيم "داعش" الإرهابي بشأن "المجزرة" التي وقعت قبل نحو عشرة أيام بأحد أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل، وأسفرت عن عشرات القتلى في صفوف المدنيين.
وقال العبادي في كلمة عقب الاجتماع الأسبوعي لحكومته، وقبيل توجهه الى الأردن للمشاركة في القمة العربية، إن "جهات سياسية (لم يسمها) تسيء للقوات الأمنية خلال معاركها الجارية في مناطق مدينة الموصل، فضلا عن دفاعها عن داعش إعلاميا".
واعتبر أن "هذه الجهات تريد إيهام الرأي العام العراقي بأن القوات الأمنية هي التي قصفت المدنيين بمدينة الموصل وليس داعش".
ولا يزال الغموض يحيط بذلك التفجير، الذي وُصف بـ"المجزرة" إثر مقتل عشرات المدنيين في حي "الموصل الجديدة"، غربي المدينة في 17 مارس الجاري، مع ورود معلومات متضاربة بشأنها من جهات أمريكية وعراقية ووسائل إعلام.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إن طائرة أمريكية قصفت - بناءً على طلب من قوات أمن عراقية - الموقع التي تحدثت التقارير الصحفية عن وقوع المجزرة فيه، مضيفة أنه "تم فتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين".
لكن وزارة الدفاع العراقية سردت رواية مختلفة قالت فيها، إن تنظيم "داعش" فجر عدداً من السيارات الملغومة واستهدف مبنى في حي الرسالة مما أدى إلى مقتل 61 مدنياً، ولم تتحدث الوزارة عن أي حادث في حي الموصل الجديدة.
وقال العبادي، في كلمته، إن "القوات الأمنية ما تزال تواصل تقدمها في مناطق الساحل الأيمن بمدينة الموصل لتحقيق الانتصارات ضد داعش، وإنقاذ المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية".
وشدد على أن "الحكومة العراقية عازمة على محاسبة الجهات المقصرة في تأدية واجباتها تجاه المدنيين أو المسيئة لهم".
وكان الحادث قد أثار غضب السياسيين السنة الذين وصفوه بـ"الكارثة والمجزرة"، متهمين القوات العراقية باستخدام القوة المفرطة في الأحياء المكتظة بالمدنيين.
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها "داعش" في صيف العام 2014.
وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت قبل أكثر من شهر هجوماً لاستعادة الشطر الغربي للمدينة.
ووفق الأمم المتحدة فإن نحو 600 ألف مدني لا يزالون في الجانب الغربي للمدينة بعد أن فر منها ما يصل إلى 200 ألف خلال الأسابيع الأخيرة.
وبشأن اجتماع القمة العربية المقررة في العاصمة الأردنية عمان، قال العبادي إنه سينقل "رؤية العراق المنتصر على الجماعات الإرهابية خلال مشاركته".
ولفت الى أن "العراق يمكنه لعب دور مهم في سياسة فرض الأمن والاستقرار وتحقيق التكامل الاقتصادي على مستوى المنطقة، سيما بعد الانتصارات التي حققها ضد داعش".
ومن جهة أخرى، قال مصدر في رئاسة الوزراء، لوكالة الأناضول، طالباً عدم نشر اسمه، إن "العبادي سيلقي كلمة العراق بدلا من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في اجتماع القمة العربية، وسيعقد اجتماعات ثنائية مكثفة مع القادة العرب للبحث في مكافحة الإرهاب ومساعدة العراق في مواجهة أزمة النازحين".
وكان وزراء الخارجية العرب قد بدأوا أمس الاجتماعات التحضيرية للقمة، التي سيشارك فيها 16 زعيماً عربياً، فضلاً عن حضور وفود من دول عديدة ومنظمات دولية.