هل تدخل حماس مرحلة جديدة برئاسة هنية؟
اتفق محللون سياسيون فلسطينيون على أن فوز إسماعيل هنية، برئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد يمثّل مرحلة جديدة في حياة الحركة.
وقالوا في حوارات منفصلة، إن اختيار "هنية"، قائداً لحركة "حماس"، قد يحسن علاقاتها مع بعض الدول.
ورأوا أن من أهم أولوياته في المرحلة القادمة، سيكون "تسويق الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، والعمل على إبعاد صفة الإرهاب عنها".
وفاز هنية، برئاسة المكتب السياسي لـ"حماس"، خلفا لخالد مشعل، خلال الانتخابات التي جرت اليوم السبت.
وقال مصدر مطلع في حركة حماس، إن هنية فاز برئاسة الحركة، خلال جلسة الانتخابات التي جرت في غزة والدوحة في وقت متزامن، بواسطة نظام الربط التلفزيوني "الفيديو كونفرنس".
وكان من المفترض أن يسافر عدد من قادة حماس، وعلى رأسهم "هنية"، إلى قطر للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح، حال دون ذلك.
ومن المتوقع أن ينتقل هنية للإقامة خارج فلسطين، بعد فوزه، نظرا لمتطلبات المنصب الجديد، بحسب المصدر نفسه.
ويعتقد مصطفى إبراهيم، الكتب والمحلل السياسي، أن أكبر التحديات التي سيواجهها هنية، في منصبه الجديد، هي التسويق لوثيقة الحركة السياسية الجديدة، لإبعاد صفة "الإرهاب" عنها.
ولفت إبراهيم إلى وجود عدة استحقاقات يتوجب على هنية البحث فيها، مثل "الاحتلال، والتهديدات الحكومية القائمة ضد قطاع غزة، وملف المصالحة وإنهاء الانقسام".
وقال: "تهمة الإرهاب هو من أكبر التحديات لدى حماس، وهي في وثيقتها الجديدة أرادت أن تقول للعالم إنها حركة وطنية، ونأت بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين؛ المستهدفة من كثير من دول العالم ومصنّفة على أنها إرهابية".
كما رأى أن فوز هنية قد يُعزز من موقف تنظيم حركة حماس في قطاع غزة، أمام تنظيم الحركة في الخارج.
بدوره، يرى الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، أن وجود هنية في رئاسة الحركة، قد يعود بآثار إيجابية عليها.
وقال "هنية يتمتع بشخصية كاريزماتية، ويحظى بقبول في الداخل والخارج، عدا عن أنه يتصف بالاعتدال السياسي".
وأضاف: "ربما يسعى لتعزيز علاقة الحركة مع المحور السني المعتدل (الدول العربية المعتدلة السُّنيّة)".
ويعتقد أن الملفات والمهام التي تنتظر هنية في منصبه الجديد، تأتي استكمالاً للمهام القديمة للحركة.
ويعتقد أبو سعدة أن أول الملفات التي ستقع على عاتق هنية، بعد استلامه رئاسة المكتب السياسي، هو ملف "تسويق وثيقة الحركة السياسية الجديدة، على المستوى العربي والإسلامي والدولي".
وقال: "قد نلحظ محاولات من جانب هنية، للتقارب مع مصر ودول عربية أخرى لتسويق الوثيقة السياسية الجديدة".
بينما يرى أبو سعدة أن أول المهام التي يُفترض على رئيس المكتب السياسي الجديد أن يضعها على سلّم أولوياته، هي تحريك ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، للتخفيف من معاناة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة.
وحول دور هنية المنتظر في إبعاد صفة "الإرهاب" عن حركته، قال أبو سعدة: " حماس تاريخياً لم توصف كحركة إرهابية، إنما أُلصقت بها تلك الإرهاب بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000)، وبعد تنفيذ الحركة لعمليات ضد مدنيين إسرائيليين".
ويعتقد أبو سعدة أنه ليس من السهل أن تُحدث "حماس" اختراقاً في الموقف الدولي، فيما يتعلق بإدراجها على قوائم الإرهاب.
ويرجّح أن تنجح الحركة في إبعاد سمة الإرهاب عن جناحها السياسي (أي المكتب السياسي)، دون جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسّام).
من جانبه، استبعد المحلل السياسي مصطفى الصوّاف، أن تشهد سياسة حركة "حماس" العامة تغييراً في المرحلة القادمة.
وقال " زعماء الحركة، لا يستطيعون مخالفة المؤسسات الشورية والقيادات داخل الحركة، فهم أدوات تنفيذية لقرارات الحركة ويلتزمون بها".
وتابع: " لكن المختلف، أن لكل شخصية (زعيم) سمة معينة وأداة يتحرك بها".
فيما يرى المحلل السياسي، حمزة أبو شنب، أن "وجود قيادة جديدة يعني تغيرات جديدة".
ويتوقع أبو شنب أن تشهد "حماس"، على الصعيد الداخلي، المزيد من الانفتاح على حركة "فتح" في إطار ملف المصالحة الفلسطينية.
وعلى الصعيد الخارجي، قد تشهد "حماس" تعزيزاً لعلاقتها مع مصر، وإيران، بحسب أبو شنب، قائلاً: " ستكون تعزيز العلاقة مع هاتين الدولتين من أولويات حماس".
ويستبعد أبو شنب حدوث تطورات على علاقة الحركة مع خاصة السعودية، لكن بحسب وجهة نظره، فإن علاقة الحركة مع قطر وتركيا ستبقى قائمة.