لهذه الأسباب.. اعتذر البشير عن عدم حضور قمة الرياض؟

كتب: محمود مهدي

فى: العرب والعالم

14:00 20 مايو 2017

 

ما بين رغبة في "نقلة تاريخية" في العلاقات مع أمريكا، وأخرى في رفع العقوبات الاقتصادية عن الخرطوم، تبددت آمال الرئيس السوداني عمر البشير في حضور "القمة العربية الإسلامية" بالسعودية، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اعتذار البشير رسميًا عن حضور القمة.

 

اعتذار الرئيس السوداني، لم يكن مفاجئًا كما أشار بعض الخبراء، بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة في حضوره اللقاء، ما قد يسبب "إحراجًا" للرئيس الأمريكي، كونه مطلوبًا في "جرائم حرب" لدى المحكمة الجنائية الدولية".

 

البشير قال قبل أيام من انطلاق القمة العربية الإسلامية، إن حضوره قمة يشارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعد "نقلة في علاقات السودان مع المجتمع الدولي"، مؤكدًا في تصريحات صحفية، أن "القمة ردًا على من يحرضون الدول على عدم دعوته لمؤتمرات دولية على أراضيها".

 

لكن قبل يوم واحد من بدء أعمال "القمة" أعلنت السفارة الأمريكية في الخرطوم "معارضة" حكومتها لمشاركة البشير في القمة، دون أن يصدر أي تعليق من الجانب السوداني، حتى وجه عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الدعوة رسميًا للبشير لحضور القمة.

 

وبدون أي مقدمات قدّم البشير، أمس الجمعة اعتذاره للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، عن عدم حضور القمة "لأسباب خاصة"، وكلف مدير مكتبه وزير الدولة في رئاسة الجمهورية، الفريق طه الحسين، بتمثيله في القمة والمشاركة في كافة فعالياتها.

 

الملك سلمان والبشير في لقاء سابق

 

حفظ ماء الوجه

الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية رأى أن المملكة العربية السعودية أرادت "حفظ ماء وجه" البشير بعد الرفض الأمريكي، وطلبت منه الإعلان بنفسه عن عدم حضور القمة.

 

ويؤكد اللاوندي في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن أمريكا رفضت بشكل قاطع حضور البشير للقمة العربية الإسلامية بالرياض كونه مطلوبًا للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب، وجاء هذا الرفض بعد دعوة الرئيس السوداني رسميًا، ما تسبب في إحراج كبير للدولتين.

 

ويضيف: "أعتقد أن هناك اتصالات تمت بين الجانبين السعودي والسوداني لإيجاد صيغة اعتذار مقبولة كي لا يتم إحراج الدولتين معًا".

 

ويرجع اللاوندي هذا التخبط بسبب عقد هذه القمة "على عَجل" دون تنسيق مسبق كما يتم في اجتماعات وقمم إقليمية ودولية، مشيرًا إلى أن أمريكا لا تريد إحراج نفسها بجلوس ترامب مع البشير المطلوب مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية.

 

فتش عن "التقسيم"

 

على الجانب الآخر يرى الدكتور زكريا حسين أستاذ العلوم الاستراتيجية أن أمريكا لا تريد إحراج نفسها أمام العالم بجلوس ترامب أمام البشير ليس بسبب مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولكن بسبب رغبة القوى الدولية في تقسيم السودان.

 

ويقول حسين في تصريحات لـ"مصر العربية" إن اعتراض أمريكا على حضور البشير بصفته رئيسًا للسودان جاء بسبب وجود مخططات لتقسيم السودان "المُقسم" إلى أقاليم، فبعد انفصال الجنوب هناك خطة لفصل الشمال إلى إقليم شرقي، وآخر غربي وثالث لـ"دارفور".

 

ويشير أستاذ العلوم الاستراتيجية إلى أن قصة "اعتذار البشير" تكمن في عدم رغبة أمريكا فقط دون أي أسباب أخرى، مشددًا على أن هذار قدر العرب اللذين يعيشون أسوأ أيامهم تاريخيًا بسبب ضعفهم وعدم وحدة قرارهم –على حد قوله-.

 

يذكر أن العلاقات السودانية الأمريكية قد تحسنت في الفترة الأخيرة، حيث قرر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ 20 عاما، ولكن لم يرفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب المُدرجة فيها منذ 1993.

 

وسيدخل الأمر التنفيذي الذي أصدره أوباما حيز التنفيذ في يوليو المقبل، كمهلة تهدف لـ "تشجيع حكومة السودان على الحفاظ على جهودها المبذولة بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب".

 

وأعلن أوباما –آنذاك- أن سبب رفع العقوبات الاقتصادية بسبب تعاون الخرطوم مع واشنطن في محاربة الإرهاب، واحدا من 5 مسارات تم التفاوض عليها بين البلدين لمدة 6 أشهر.

 

وشملت المسارات أيضا، تعهد الخرطوم بوقف القتال وتسهيل تمرير المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاعات في إقليم دارفور، غربي البلاد، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، المتاخمتين لجنوب السودان.  

 

وأكدت إدارة ترامب أن القرار النهائي بشأن رفع العقوبات على السودان أو الإبقاء عليها، سيكون وفقا لتقييمها مدى التزام حكومة البشير بتنفيذ الاشتراطات الأمريكية.

 

<a class=عمر البشير وسط جنود من جيش السودان" height="387" src="http://www.masralarabia.com/images/%D8%B9%D9%85%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1.jpg" width="620" />

 

وتحتضن العاصمة السعودية الرياض أعمال ثلاث قمم يحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بغرض بحث أجندة واسعة تناقش مختلف قضايا المنطقة والعالم.

 

وتجري القمة السعودية الأمريكية، اليوم السبت، بسلسلة اجتماعات ثنائية بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي، بغرض تعزيز العلاقات بين البلدين وتنسيق الجهود في مواجهة الإرهاب.

 

وفي قمة أخرى، يجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي، يوم الأحد، لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل على بناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون.

 

فضلا عن ذلك، يجري ترامب قمة عربية إسلامية مع 55 من قادة وممثلي الدول الإسلامية في العالم، يوم الأحد، لبحث سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفاعلية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف والعمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال.

 

اعلان