جدده مقترح إنشاء فرع بإسرائيل
إنشاء فرع للأزهر خارج مصر.. حلم مع وقف التنفيذ
تجددت آمال عدد من الأزهريين فى أن يكون لجامعة الأزهر فرع خارج مصر، رغم رفضهم مقترح الباحث عمر سالم المتعلق بإنشاء فرع للأزهر في إسرائيل، مؤكدين فى الوقت ذات أن هذا الإجراء من شأنه أن يدعم دور مصر وستكون هذه الفروع بمثابة القوة الناعمة لمصر خارجيا.
فى المقابل رفض آخرون هذه الفكرة على أن مصر هى كعبة العلم وعلى الطلاب الراغبين فى تلقى العلوم الشرعية أن يولوا وجوههم شطر هذه القبلة، ولهذا السبب وأسباب أخرى أوقفت الدولة المصرية اتفاقية إقامة فرع لجامعة الأزهر بدولة الإمارات العربية المتحدة، حفاظاً على خصوصية الأزهر التاريخية داخل مصر.
من جانبها أعربت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، بفكرة إنشاء فروع للأزهر فى الخارج بشرط أن يقوم الأزهر بدوره فى مصر أولا، وأن تتوفر الإمكانيات العلمية والإنسانية والأستاذية التي تمكنه من التمدد فى الدول الأخرى.
وأضافت أمنة نصير لـ"مصر العربية"، أن وجود الأزهر في أى بقعة في الأرض هو شرف لنا ودعم لدور مصر بالخارج، ويمكن اعتباره أحد القوى الناعمة لمصر.
وافقها الرأى الدكتور وجيه زكريا عمران وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، الذي قال : إن المبدأ مقبول بشرط أن يكون هذا الفرع تابعا للأزهر الشريف بمصر من حيث المناهج وأعضاء هيئة التدريس، وأن يلتزم بنشر الفكر الوسطى النابع من الأزهر والذى يحرص دائما على إيصاله للناس على مستوى العالم اجمع .
وعن إمكانية أن يسحب الفرع الجديد البساط من الأزهر الرئيسي مع مرور الوقت، أوضح عمران لـ"مصر العربية"، أن وجود أى فرع للأزهر خارج مصر بأي دولة يتم بناء على اتفاقية بين الأزهر والدولة التى تريد إنشاء هذا الفرع، بحيث تتضمن الاتفاقية كل الضمانات اللازمة للحفاظ على الهوية الأزهرية للفرع فى كل مناحى العملية التعليمة أو التربية.. وطالما تسير هذا الفرع على منهج الأزهر فأهلا وسهلا به وإذا خالفه يجب على الأزهر سحب الثقة منه فى الحال.
انضم إليهم الدكتور على الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، موضحا أن مسألة فتح أفرع للأزهر خارج مصر أمر طيب، ويصب في مصلحة العالم بأكمله، ولاسيما أن أغلب الذين يتقلدون المناصب الشرعية تخرجوا من الأزهر، والأزهر لديه سفراء في كل البلدان ولا يغيب هذا عن أحد، أيضًا المراكز الإسلامية الموجودة في الدول الأجنبية الذين يقومون على أمرها من أبناء الأزهر.
وأضاف لـ" مصر العربية"، : "ما سمعناه منذ عدة أيام بشأن إنشاء فرع لجامعة الأزهر بإسرائيل، فهذا أمر غير مقبول ولا يجوز أن يصدر هذا الأمر من آحاد الناس، فضلًا عن هذا الذي تقول بهذه الكلمات ومن يوافق على هذا الرأي كان الأجدر به أن يقول : نريد إنشاء فرع للأزهر في فلسطين بدلًا من إسرائيل، ليس هذا فحسب، فإن الأزهر قاصر على أبناء الإسلام لا يقبل غيرهم، فلماذا هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات ؟!
وأشار الأزهري إلى أن ما قاله عمر سالم لا يخلو من أمرين، أن يكون مراده التهكم، أو أن يكون مقصده فتح باب للجدل أو الفتنة، لذلك فالنداء بفتح فرع للأزهر في إسرائيل في هذا الكيان خاصة دعوة للفتنة واقتسام الناس بين مؤيد ومعارض في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد لا يصح أن يصدر من نحو هؤلاء خاصة أن الأزهر هو قبلة أهل السنة العلمية الدعوية، فلا يجوز أن نلهث بهذا الكلام الذي يسبب التراشق بالألفاظ وتبادل التهم في ظل هذه الظروف المؤلمة.
فى المقابل أعرب الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية الوافدين بالأزهر، عن رفضه لمقترح إنشاء أى فرع للأزهر خارج مصر، قائلا: "لابد أن يكون الأزهر داخل مصر والمسلمون يولون وجههم شطر مصر لأن الأزهر كعبة العلم والعلماء".
وأكد فؤاد فى تصريح لـ"مصر العربية"، أن وجود الأزهر بمصر يعد ترويجا للسياحة العلمية ومكانة هذا البلد.
وردا على دعوة الباحث عمر سالم المتعلقة بإنشاء فرع لجامعة الأزهر فى إسرائيل، أوضح عميد كلية الوافدين أنها جريمة، لافتا إلى أن من يدعو إلى ذلك يريد أن يستخدم اسم الأزهر فى الترويج لقضايا سياسية الأزهر بعيد عنها، متسائلا :" وهل نستأذن اليهود لنقيم عندهم فرعا تشرف عليهم الحكومة الإسرائيلية؟! أما الادعاء بأنه لابد من وجود علماء الأزهر فى تل أبيت فنقول له : إن المسلمين هناك يرسلون أبنائهم للأزهر فى مصر"، مؤكدا فى الوقت ذاته أن صاحب الدعوة لا علاقة له بالأزهر ولم يحصل على الدكتوراه منه.
وعن تراجع الأزهر عن إقامة فرع له في الإمارات العربية والمتحدة، أوضح عبد المنعم فؤاد أنه إجراء إداري يسأل عنه المختصون فى الأزهر، أما ما قاله بشأن رفضه إنشاء فروع للأزهر خارج مصر فهذا تعبير عن وجهة نظره فقط.
كان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد وقع اتفاقية عام 2015 مع محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية، تنص على إنشاء فرع لجامعة الأزهر فى الإمارات، مع اشتراط أن تكون إدارة الفرع أزهرية مصرية والأساتذة مصريين.
وسار الجانبان المصري (الأزهر) والإماراتي فى الإجراءات الإدارية لإنشاء الفرع لمدة نحو ٤ أشهر وكان من المقرر افتتاحه في شهر سبتمبر 2016 ، في مدينة العين، وتكون البداية بثلاثة تخصصات، هي: الدعوة والإعلام، والتربية الإسلامية، والدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية، على أن تشهد توسعاً مستقبلياً حسب احتياجات المجتمع الإماراتي وسوق العمل، على أن تعمل الجامعة تحت مظلة مجلس أبوظبي للتعليم، بالتنسيق مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية.
إلا أن الجانب الإماراتي انسحب من المشروع فى صمت بعد أن أوقفت الدولة المصرية الإجراءات حفاظاً على خصوصية الأزهر التاريخية داخل مصر، حيث أعربت أجهزة الدولة عن تخوفها من عواقب أن يكون للأزهر فرع خارج مصر، فمن شأن هذا الإجراء أن يسحب البساط مع مرور الوقت من مقر الأزهر الرئيسي فى القاهرة ويتجه طلاب العلم الشرعي فى العالم إلى الإمارات دون مصر بفعل القوة الاقتصادية لهذه الدولة، بالتالى تفقد مصر أكبر قوة تأثير دينية تعرفها.