هل رئاسة ترامب في صالح مصر؟

كتب: بقلم مصطفى أبوزيد

فى: ساحة الحرية

17:15 09 نوفمبر 2016


خلال الأيام القليلة الماضية دارت العديد من التكهنات والتحليلات على خلفية الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، من حيث السياسات الخارجية وخاصة لمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث إن الاثنين بالنسبة لمصر والعرب  بين السيئ والأسواء منه لأنه بكل الأحوال أعتقد أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة تحكمها مؤسسات، وليست أشخاصا فمعنى ذلك لديها سياسة مستدامة تنتجها وتسير في تطبيقها مهما مر عليها من رؤساء باختلاف أيدولوجيتهم أو نظرياتهم في تطبيق تلك السياسة الموجودة منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

فإذا نظرنا إلى هيلاري كلينتون سنجد أنها تنتهج سياستها الخارجية مبدأ التدخل في شئون الشرق الأوسط فهي من كانت تدعم الرئيس الأسبق جورج بوش في حملته على الإرهاب والتي دمرت العراق حينما كانت وزيرة الخارجية آنذاك، وكذلك دعمت الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته في استكمال تلك السياسة التي تروج لبناء الحريات والديمقراطيات في دول العالم الثالث بالبقاء في تلك الدول التي صارت أطلال ولم تلتئم جراحها حتى الآن ولم تنل من تلك السياسة أدنى درجات الحرية ولا الديمقراطية..

 

أما دونالد ترامب فقد بدأ تصريحاته بإظهار عدائه تجاه المسلمين حين قال إنه يجب منع المسلمين من دخول الأراضي الامريكية في كانت تصريحاته مليئة بالعنصرية والتمييز والتي يتباهون أمام العالم بأنهم بلد الحريات وبلد تحقيق الفرص وتوالت تلك التصريحات التي من خلالها تعرف أي سياسة سوف ينتهجها وفى مناظرته مع منافسته كلينتون اظهر عدم تأييده لفكرة إرسال الجنود الأمريكيين خارج الأراضي الأمريكية إلى دول أخرى بدافع أننا بلد الحريات والديمقراطية والمسئولين عن العالم، وأشار إلى التكلفة الباهظة التي تتحملها أمريكا في تأهيل وتدريب وتسليح الجنود الأمريكيين من أجل بلاد أخرى ليس لنا بها أي مصلحة.

 

وها هو يتربع على عرش أقوى دولة في العالم وصار الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الامريكية وسيأتي بإدارة جديدة وسياسة جديدة ولكن أعتقد أنها لن تختلف كثيرًا عما سبقها من سياسات وإدارات مضت فإنني أعلم أن الكثيرين هنا يعلقون آمالاً عريضة على الرئيس المنتخب في التعامل مع الشرق الأوسط بنظرة أخرى مختلفة عن باراك أوباما.

 

وهنا يحضرني نفس الآمال العريضة التي كانت تتهافت على عقول النخبة ونظام الرئيس الأسبق مبارك حينما انتخب باراك أوباما وانتهت ولاية جورج بوش الابن الذى جعل من العالم على قمة التوتر والدم بسبب قيادته للتحالف المسمى الحرب على الإرهاب وفتح العديد من الجبهات في الكثير من الدول، وذكر وقتها الإعلام المصري والعربي أن أوباما أول رئيس إفريقي وله أصول مسلمة فستكون له رؤية اخرى في التعامل مع الشرق الأوسط والعرب والمسلمين عمومًا، ولكن ظلت السياسة هي السياسة التي تحكم الولايات المتحدة الامريكية وليست الأشخاص كما ذكرت.

 

أعتقد أن المصلحة الوحيدة من فوز دونالد ترامب بالنسبة لمصر وللشرق الأوسط هو الانسحاب التدريجي وليس جملة واحدة من التدخل المباشر فى شئون الشرق الأوسط، ولكن يبقى الدور غير المباشر من قبل جماعات الضغط المسمى باللوبي فى التأثير على القرار الأمريكي تجاه سياسته الخارجية.

اعلان