بعد صدمة فوز ترامب..

سافير: عبر 4 خطوات.. أوروبا تغير سياستها تجاه فلسطين

كتب:

فى: صحافة أجنبية

13:24 21 نوفمبر 2016

قال مصدر رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي للدبلوماسي الإسرائيلي السابق "أوري سافير" إن بروكسل متخوفة للغاية من الإدارة الأمريكية الجديدة، لذلك فإن الاتحاد بدأ في بلورة سياسة أكثر استقلالية عن واشنطن لحل الدولتين، تتضمن 4 خطوات رئيسية، على رأسها التشديد على تجميد البناء في المستوطنات.


 

جاء ذلك في مقال نشره "سافير" -وهو المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ورئيس طاقم المفاوضات في اتفاقات أوسلو- بموقع "المونيتور"، استعرض فيه ملامح السياسة الأوروبية الجديدة تجاه الشرق الأوسط عامة، والقضية الفلسطينية تحديدا بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.


إلى نص المقال..

 

في ضوء علامات الاستفهام الكثيرة حول السياسة المستقبلية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يدرسون الآن في الاتحاد الأوروبي سياسة إقليمية أكثر استقلالا، كأساس لإجماع دولي مع إنجازات محتملة من قبل الولايات المتحدة.


 

في عواصم أوروبية شكل فوز ترامب مفاجأة إن لم يكن صدمة. هنأت المستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل الرئيس المنتخب هكذا :”تتشارك ألمانيا والولايات المتحدة قيما مشتركة- ديمقراطية وحرية واحترام سلطة القانون والكرامة الإنسانية بغض النظر عن الأصل ولون البشرة والدين والجنس والميول الجنسية أو المعتقدات السياسية. بناء على هذه القيم أعرض التعاون الوثيق على الرئيس المقبل للولايات المتحدة دونالد ترامب".

 

 

وفقا لما قاله الكثير من الزعماء في الشهور الأخيرة، فإن العديد من الدول الأوربية متخوفة من قلة خبرة دونالد ترامب في قضايا الأمن والخارجية، ومن موقفه الموالي لروسيا، وتصريحات مختلفة ضد الاتحاد الأوروبي، وضد الناتو وضد اتفاقات التجارة الحرة. في معظم العواصم العربية يعتبرونه قوميا أمريكيا يؤيد العزلة الرائعة (مصطلح لوصف سياسة بريطانيا التي كانت قاعدة للعلاقات الخارجية للمملكة المتحدة في أواخر القرن الـ 19) ويسعى لتقوية الجيش الأمريكي.

 

مصدر رفيع المستوى من المقربين لفيدريكا موجريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي لشئون الخارجية والأمن، قال للمونيتور دون ذكر اسمه إن بروكسل قلقة للغاية من نوايا الإدارة الجديدة بقيادة ترامب. مع ذلك، أضاف المصدر :”نعتزم التعاون مع إدارة ترامب في كل المسائل المتفجرة على جدول الأعمال الدولي- صفقة النووي الإيراني، سوريا، العراق، الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وغيرها. مستوى التعاون مرهون بالرئيس الجديد وززير خارجيته".

 

أوضح المصدر لـ"المونيتور" أن راسمي السياسات بالاتحاد الأوربي يطرحون إمكانيات مختلفة، حال اختارت الولايات المتحدة فعلا سياسة العزلة الرائعة :”سيكون ذلك تطورا سلبيا بالنسبة لحلف الأطلسي، وكذلك بالنسبة للتنسيق في الناتو، وهو ما سيجبر الاتحاد الأوروبي على تبني سياسة خارجية أكثر استقلالا".

 

وبحسب المسئول رفيع المستوى، فإن الأوروبيين سيكرسون الشهور القليلةالقادمة حتى تتويج ترامب لمحاولات إقناعه وطاقم خارجيته بتبني سياسة العلاقات الوثيقة والتنسيق الوطيد مع دول الاتحاد. سوف تتضمن هذه السياسة لقاءات بين رؤساء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وبين ترامب نفسه، بدءا من لقاء رئيسة وزراء بريطانيلا تريزا ماي.


 

في بروكسل يعتقدون أن المسألة التي ستتطلب سياسة أكثر استقلالا من قبل الاتحاد الأوروبي هي حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع الأخذ بعين الاعتبار الطموح الواضح لترامب للابتعاد عن حل دولتين لشعبين.

 

لذلك، على محددي السياسات بالاتحاد الأوروبي تطوير سياسة مستقلة تركز بالأخص على حل الدولتين. التركيز على الصراع سيعكس جيدا أهداف الاتحاد الأوربي في هذا الصدد.

 

سيكون الهدف الحيوي في الأساس منع اندلاع عنف أوسع وانتفاضة مسلحة، بالنظر للإحباط المتصاعد على الجانب الفلسطيني من انعدام أفق سياسي يقود لإقامة دولة فلسطينية.

 

هدف أساسي لا يقل أهمية هو تجميد البناء في المستوطنات، ذلك لأن البناء يجعل من الوضع الراهن الحالي لا رجعة فيه. كذلك، يسعون في الاتحاد الأوروبي لتعزيز النظام البراجماتي لأبو مازن، الذي اعتراه ضعف شديد بسبب الجمود السياسي الذي أدى لانتقادات لاذعة ومتصاعدة تجاهه، حتى داخل حركة فتح. أخيرا وليس آخرا، فإن هناك هدفا آخر وشامل هو استئناف المفاوضات لحل الدولتين لشعبين، مع تدخل الدول العربية البراجماتية، أي مصر والأردن والسعودية.

 

وبينما وضعوا تلك الأهداف نصب أعينهم، يعمل قادة الاتحاد الأوروبي على تبني أربعة خطوات ملموسة. أولا، يسعون في بروكسل لتنفيذ التوصيات التي نشرت في تقرير اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي واللوايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا) الصادرة في يوليو 2016، لاسيما التوصية التي تطالب بتجميد إسرائيل المستوطنات بشكل تام، وإنهاء التحريض على العنف من قبل الفلسطينيين.

 

خطوة أخرى، ستكون تنسيق مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يعلن أن المستوطنات الواقعة شرق الخط الأخضر غير شرعية، وتطالب بتجميد فوري لكافة عمليات البناء في المستوطنات. هذه المبادرة ستقودها فرنسا ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.

 

تتطرق الخطوة الثالثة لعقد مؤتمر سلام ثاني في باريس مطلع 2017، على قاعدة البيان الختامي لمؤتمر باريس الأول (3 يوليو) ومع التشديد على مبادرة السلام العربية عام 2002 كأساس لحل الدولتين.

 

الخطوة الرابعة التي تدرسها بروكسل هي صياغة مخطط أوروبي للمسائل المتعلقة بالوضع الدائم. مخطط كهذا من شأنه أن يستخدم كقاعدة لمفاوضات مستقبلية. بطبيعة الحال، أن أي مخطط أوروبي يجب دراسته وصياغته داخل إطار الرباعية، لكن في الاتحاد الأوربي طرحوا أفكارا يجب أن يتضمنها:

 

حل دولتين لشعبين على أساس حدود 67، مع تبادل متفق عليه للأراضي، واعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطيني (وكذلك اتفاقات خاصة حول الأماكن المقدسة)، وترتيبات صارمة للأمن والحرب على الإرهاب على طول الحدود الجديدة، مع التشديد على متطلبات الأمن الإسرائيلية (بما في ذلك إشراف أمني دولي)، حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين "بطريقة مشتركة ومتفق عليها"، وتكثيف المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، عبر تمويل الاتحاد الأوروبي (بما في ذلك المساعدة في بناء المؤسسات السياسية).

 

يتطلب تطبيق هذه الخطوات من الاتحاد الأوروبي الاستفادة من قوته الاقتصادية بالمنطقة. وهكذا ، يقترحون في الاتحاد في إطار حل الدولتين، منح إسرائيل وفلسطين على حد سواء أعلى مكانة تمنح للدول غير الأعضاء، أي أعضاء في المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

 

سوف يستغل الاتحاد الأوروبي قوته الاقتصادية لتشجيع الأطراف على السعي لحل الدولتين، أيضا من خلال الحوافز الاقتصادية والعلمية، وربما أيضا من خلال تدابير عقابية.

 

أوضح المصدر رفيع المستوى لـ"المونيتور" أنهم في الاتحاد الأوروبي سوف يشددون- لاسيما في ضوء انتقال السلطة في واشنطن- على تكثيف الجهود لتجميد البناء بالمستوطنات.

 

في بروكسل قلقون للغاية من أن تشعر إسرائيل في ضوء الشكل المتوقع للإدارة الأمريكية الجديدة أن لديها الضوء الأخضر لتوسيع البناء في أراضي الضفة الغربية، لاسيما في منطقة القدس وغور الأردن.

 

سيحاولون في الاتحاد الأوروبي منع ذلك من خلال خطوات اقتصادية ضد شركات إسرائيلية تعمل خارج الخط الأخضر، وكذلك من خلال وسم منتجات المستوطنات بالضفة الغربية.


 

الخبر من المصدر..

 

اعلان