فورين بوليسي عن حسني مبارك: «هكذا» أنقذه تاريخ الميلاد

كتب:

فى: صحافة أجنبية

23:25 25 فبراير 2020

"لو كان محمد حسني  مبارك أكبر من عمره بسنوات قليلة لم يكن ليحقق على الأرجح مثل هذا الصعود، حيث كانت مسيرته ستصطدم بنكسة الهزيمة أمام إسرائيل عام 1967 التي أنهت مشوار الكثير من الجنرالات".

 

جاء ذلك في سياق تحليل مطول أوردته مجلة فورين بوليسي لمديرها التنفيذي دان إفرون حول وفاة الرئيس الأسبق اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 91 عاما.

 

وقالت المجلة: "بدلا من ذلك، تزامن صعود مبارك العسكري مع زمن حرب أكتوبر التي انتصر فيها العرب وكبدوا إسرائيل خسائر باهظة".

 

ورغم أن سجل مبارك في حرب أكتوبر أمر متنازع عليه، والكلام للمجلة،  لكن الرئيس الأسبق محمد أنور السادات أشاد به واصفًا إياه بالبطل واختاره  في نهاية المطاف نائبًا له.

 

ورأت "فورين بوليسي" أن بداية تولي مبارك حكم مصر جاءت  في حقبة شديدة الصعوبة.

 

واغتيل السادات في الذكرى الثامنة لحرب أكتوبر وأصيب مبارك الذي كان يجلس علي يمينه بجروح طفيفة جراء الشظايا.


واتخذ مبارك قرارات حاسمة ففرض حالة الطوارئ التي دأب على تجديدها عامًا بعد عام وطهر الجيش من المعارضين وأرسل قواته لوأد التمرد الإسلامي في الجنوب.

 

وطمأن مبارك إسرائيل والولايات المتحدة بأنه سيحترم معاهدة كامب ديفيد.

 

وكان الأمر لطيفًا بالنسبة للغرب لكن بالنسبة للمصريين فقد كان صعود مبارك إيذانًا بثلاثة عقود من تفشي الفساد والممارسات القمعية وانتهت باحتجاجات الربيع العربي عام 2011 وعزله الدراماتيكي بحسب المجلة.

 

واعترفت "فورين بوليسي" أن مبارك ترك تأثيرًا جوهريًا على المصريين لكنه نادرًا ما جعل معيشتهم أفضل.

 

ورسّخ مبارك تحالفه مع الولايات المتحدة وهو توجه يبتعد عن اعتماد العالم العربي على الاتحاد السوفييتي.

 

وأفادت المجلة أن مبارك تعامل بصرامة مع جماعة الإخوان وتبنى استراتيجية عرقلتها على مدار عقود لكنها ساعدتها على الصعود إلى السلطة بعد عزله.

 

ومضت تقول: "كافأت واشنطن مبارك بأكثر من 60 مليار دولار من المساعدات".

 

ونقلت المجلة تصريحات سابقة لعضو البرلمان السابق أمين مبارك الذي تربطه صلة قرابة مع الرئيس الراحل قال فيها: "نجاحه الرئيسي هو الاستقرار".

 

لكن العديد من المصريين تذمروا من البطالة وصعوبة المعيشة في عهد الرئيس الأسبق.

 

وواصل التقرير: "المفارقة أن مبارك ولد في عام 1938 وهو نفس تاريخ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين".

 

وكان حسني مبارك في الثالث والخمسين من العمر عندما حلف اليمين الرئاسي.

 

ورأت "فورين بوليسي" أن زوجة ونجلي  مبارك سوزان وعلاء وجمال لعبوا دورا في انتهاء مشواره السياسي.

 

وفسرت ذلك قائلة: "دراما عائلة مبارك ساهمت في تزايد إحباط المصريين إذ إنه مع حلول عام 2000، كانت هناك علامات على إعداد جمال مبارك لخلافة أبيه في الحكم".

 

وذكر مقربون من العائلة أن الرئيس الأسبق كان رافضًا في البداية للفكرة لكن زوجته ظلت تدفع نجلها إلى الواجهة".

 

ونقلت "فورين بوليسي" تصريحات أدلى بها المحامي البارز أحمد كمال أبو المجد عام 2012 قال فيها: "لقد أُُعجبت سوزان بلقب السيدة الأولى ولم تكن فكرة عودتها إلى ما قبل حياة الرئاسة كإنسانة عادية ترق لها".

 

وبحسب فورين بوليسي، فإن فكرة توريث الحكم أغضبت العديد من المصريين وكذلك أثارت استياء الجيش منبع الرؤساء.

 

وقال شادي حامد الباحث المخضرم بمعهد بروكينجز في  أعقاب عزله الرئيس الأسبق:" "زيادة الناتج المحلي الإجمالي في عهد مبارك جلب مستويات غير مسبوقة من اللامساواة والفساد وعدد من الامراض الاجتماعية".

 

ونوه حامد إلى أن اللا مساواة خلقت وضعًا يتسم بالتناقض يتناسب فيه النمو الاقتصادي طرديًا مع إحباط عامة المصريين في عهد مبارك.

 

واختتم التقرير بأجزاء من خطاب مبارك الشهير قبل 10 أيام من عزله حينما قال: "إن هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصرى ومصرية،  فيه عشت وحاربت من أجله، دافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت.. وسيحكم التاريخ عليا وعلى غيرى بما لنا أو علينا".

 

واستطاع مبارك خلال 9 سنوات من الحكم من إعادة العلاقات مع الدول العربية بعد انقطاعها  جراء معاهدة السلام مع إسرائيل.

 

رابط النص الأصلي

اعلان