هآرتس: مبارك.. الفرعون الذي حكم عقودا من القمع بشعار «أنا أو الفوضى»

حرصت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على تسليط الضوء على ملامح من نهج الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في حكم البلاد، بعد إعلان نبأ وفاته اليوم الثلاثاء عن 91 عاما.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني إن "مبارك لم يتوقع على الإطلاق أن يصبح رئيسا، ولكن عندما دفع الاغتيال العلني (مقتل السادات) بطيار المقاتلات السابق إلى المنصب جعله مهمته التي لا يتخلى عنها أبدا".

وأضافت الصحيفة أن مبارك النائب غير البارز للرئيس الراحل أنور السادات، كان بديلا مؤقتا في الأيام المضطربة في 1981 عقب مقتل السادات إلى جانبه في عرض عسكري.

وأشارت الصحيفة إلى أن قليلين هم من كانوا يعتقدون أنه سوف يستمر في البقاء على رأس السلطة، ولكن ببطء نجا من محاولات تعوق مسيرته، وأصبح "فرعونا" ترأس عقودا من الجمود والقمع، ويقدم لشعبه خيار إما "مبارك أو الفوضى".

وذكرت الصحيفة أنه نال ثقة الكثيرين ليس في مصر فقط، مشيرة إلى الولايات المتحدة أمطرته بمليارات الدولات تعبيرا عن امتنانها لالتزامه بتحول السادات إلى الولاء والسلام مع إسرائيل.  

وأعلن التليفزيون الرسمي المصري اليوم الثلاثاء وفاة حسني مبارك عن عمر ناهز 91 عاما. وأكد صهر مبارك منير ثابت، ضابط الجيش السابق، وفاة مبارك، موضحا أن مبارك "توفي في مستشفى (الجلاء العسكري شرق القاهرة) والرئاسة المصرية ستتولى أمور الجنازة".

وكان علاء مبارك، نجل الرئيس المعزول قد كشف الأحد، أن والده يتواجد داخل غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات العسكرية، بعد إصابته بوعكة صحية.

وذكر مصدر مقرب من الأسرة مبارك أن الرئيس الأسبق أجرى جراحة في يناير الماضي للتخلص من بعض المشكلات في الأمعاء الناجمة عن فتاق قديم.

وكان فريد الديب محامي مبارك قد أكد من قبل أن الرئيس الأسبق أجرى جراحة تحت إشراف خبير أجنبي بالتنسيق مع أطباء مصريين.

وولد مبارك في 4 مايو 1928، بقرية كفر المصيلحة، بمحافظة المنوفية، وهو الرئيس الرابع لمصر، حيث تولى السلطة في 14 أكتوبر 1981 خلفا للرئيس محمد أنور السادات، وحتى 11 فبراير 2011 عندما تنحى تحت ضغوط شعبية وسلم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وتخرج مبارك من الكلية الحربية عام 1950 وتدرج بصفوف القوات المسلحة حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدا للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973.

واختاره السادات نائبا له في عام 1975، وعقب اغتيال السادات عام 1981 تولى مبارك رئاسة مصر بعد استفتاء شعبي، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات في الأعوام 1987، 1993، و1999، ثم فاز في أول انتخابات رئاسية عام 2005.

النص الأصلي