حرب على أبواب الكوريتين
نشرت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية واليابانية خبر إطلاق كوريا الشمالية 4 صواريخ صباح الاثنين الماضي. وهبطت الصواريخ على بعد ألف كيلومتر في مياه المنطقة اليابانية الاقتصادية. وأبلغ رئيس وزراء اليابان بيونج يانج احتجاجه.
ويجمع خبراء صينيون على أن إطلاق الصواريخ هو رد على المناورات السنوية الأميركية – الجنوبية الكورية المشتركة التي انطلقت قبل أسبوع، وهي الأكبر من نوعها وزاد عدد المشاركين فيها عما كان العام المنصرم، وارتفع الى أكثر من 317 ألف عسكري. وطوال سنوات، كان إطلاق الصواريخ وسيلة كوريا الشمالية الى الاحتجاج على المناورات الأميركية – الكورية الجنوبية. ولكن إطلاقها 4 صواريخ، في آن واحد، رفع خطر الانزلاق الى الحرب.
فتعاظم احتمال الحرب في شبه الجزيرة الكورية. وحري بالصين إعداد العدة للاحتمالات على انواعها، وإقناع واشنطن وسيول وبيونغيانغ بوقف الاستفزازات والتعاون على إرساء ظروف تسمح بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي والسلام.
ولكن إذا اندلعت الحرب هذه، على الصين التمتع بقدرات تخولها حفظ أمنها القومي. وإذا رفضت واشنطن وسيول وبيونغيانغ تخفيف التوتر، تحملت العواصم هذه لائمة تكبدها خسائر كبيرة.
وسيول تعتمد على واشنطن في أمنها، وهي توسع حجم المناورات العسكرية معها. وسعت الى نشر النظام الصاروخي الدفاعي «ثاد»، ولم تقم وزناً لاعتراضات الصين. وهذه التزمت الصبر. وكوريا الشمالية لا تملك من القوة ما يكفي لمواجهة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في آن، ولكنها تتوهم أنهما ستصدعان بقدراتها التكنولوجية النووية غير المكتملة وتستسلمان أمامها.
وتعتقد بيونج يانج أن الأسلحة النووية هي أعظم ضمانة لأمنها القومي الوطني، على رغم أن الوقائع تشير الى خلاف ذلك. وإذا لم تتخلَ عن اسلحتها النووية، واجهت عزلة وضغوطاً مزمنة. ويتعذر على الحكومة الصينية انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي. وعلاقات بكين بيونج يانج طيبة، ولكن هذه مدعوة الى تحمل نتائج طموحاتها النووية بمفردها. والصينيون غاضبون من برنامج كوريا الشمالية النووي. فهذا البرنامج سوغ نشر سيول صواريخ «ثاد».
ولكن إذا سقطت كوريا الشمالية، لم تنجُ كوريا الجنوبية من الخطر. ولن تجيز بكين لسيول إطاحة نظام بيونغيانغ إطاحة حربية، عوض توحيد شبه الجزيرة. ونصيحة الصين الى الولايات المتحدة هي: مشكلة كوريا الشمالية النووية عسيرة وعصية على الحل. وهي تقتضي حلاً مركباً وواقعياً يحتسب قلق الأطراف كلها.
نقلًا عن "الحياة"