بين هيرودوت وأرسطو.. مصر القديمة بعيون يونانية
ما بين حضارة مصر القديمة وحضارة اليونان، ابحر عدد من المؤرخين في العصر القديم من خلال مشاركتهم في صالون الجبرتي، الذي أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "مصر القديمة بعيون يونانية.. بين المفاهيم والممارسات".
نظم الندوة لجنة التاريخ بالمجلس، ومقررتها الدكتورة زبيدة عطا، وشارك بها الدكتور محمد السيد عبد الغني.
وتناول الدكتور محمد السيد؛ مصر القديمة في مرحلة الضعف بعد عصر رمسيس الثانى، ثم انتقل لمرحلة حكم رمسيس الثالث وكيفية تصديه لشعوب البحر وكان أخر فراعنة مصر القدماء، وكانت طريقته دفاعية عن الحدود المصرية.
ونوه محمد السيد، إلى الغزو الذي تعرضت له بلاد اليونان وفقدت بسببه الكثير من معالمها وحضارتها وعادت من جديد لمعالم حضارية جديدة في القرن الثامن قبل الميلاد.
وأشار السيد، أن التراث اليوناني الشعبي تناقل عبر الأجيال شفاهيًا، وحفظ من قبل الحضارة اليونانية القديمة بمعاير جديدة.
وتحدث الدكتور محمد السيد، عن ثلاث محاور للمقارنة بين الحضارتين المصرية القديمة واليونانية، طبقًا لرؤية الفلاسفة اليونانين هيرودوت وأرسطو وأفلاطون، من حيث "عراقة مصر"، و"ريادة مصر في العلوم"، و"الثروات".
ففي المحور الأول "عراقة مصر" أشار هيرودوت: أنه يعتقد أن المصريين هم أعرق الأمم، إلا أن هناك من ينازعهم في هذه العراقة.
أما أفلاطون فيرى أن عراقة المصريين لأبعد حد، ويوافقه أرسطو حيث يرى أن كل شئ فى مصر يبرز عراقتها أذ يبدو هؤلاء المصريين هم الأقدم وأعرق الأمم.
أما المحور الثاني "ريادة مصر في الحكمة والعلوم والمعارف"، فمن وجهة نظر هيرودوت أن المصريين يتفوقون بمراحل من العلم عن غيرهم من الشعوب، لينقسم الطب عند المصريون لعدة أقسام منها "العيون، الباطنية، الأسنان، وغيرها" كما أشار ببراعتهم في بناء الأهرامات، هذا إلى جانب إهتمام المصريين بالروح وليس بالجسد.
ونسب أفلاطون، للمصريين فن اختراع الكتابة والرياضة والهندسة، أما أرسطو فيرى أن علوم الرياضيات نشأت في مصر لتسجيل وقت الفراغ عند الكهنة، وأن هناك محفوظات لدى المصريين عن علم الفلك.
وفي المحور الثالث "ثروات مصر"، أشار هوميروس إلى طيبة "مصر" تظل محتفظة بثرواتها ويظل ذلك مترسخ فى أذهان اليونانيون وأيضا كرم وسماحة المصريين على عكس شعوب أخرى مجاورة.
أما ثروة مصر من وجهة نظر هيرودوت، فهي المحافظة على الروح الوطنية لدى المصريين.
وأخيرًا، يشير أرسطو؛ يشير بصورة مباشرة إلى خيرات مصر ويذكر توافر الطعام لدى الحيوانات حيث تصبح من شرسة إلى مستأنسة، وفي النهاية يصدر تقسيما عنصريًا للون البشرة، فيقول أن البشرة الداكنة والبيضاء تدل على الجبن، والبشرة المتوسطة تدل على الذكاء.