في «كرافت».. كاتب سويسري يبحث عن الذات الإلهية بطريقة فلسفية
بعد صدور النسخة العربية من رواية "ربيع البربر"، تجدد اللقاء مع الكاتب السويسري يوناس لوشر، في ترجمة روايته الجديدة "كرافت" عن دار العربي للنشر.
وفي القاعة المخصصة لجامعة الدول العربية، ضيف شرف معرض الكتاب في دورته الحالية، تجمع عشاق الثقافة، لمناقشة رواية "كرافت".
تحكي الرواية عن "ريتشارد كرافت" أستاذ الفلسفة الذي يعاني من المشاكل في حياته الزوجية، كما يعاني من مشاكل مادية، لكن عندما تبدأ مسابقة علمية سيحصل الفائز فيها على مليون دولار، يبدأ "كرافت" بالتفكير بأنه ربما ما يزال هناك أمل في حل جميع مشاكله.
وفي البداية، أعلن شريف بكر، مدير دار العربي للنشر، سعادته لنيل الدار عقد حقوق الرواية الثانية للمؤلف السويسري، وسبق للدار أن ترجمت له رواية "ربيع البربر" في أكتوبر 2015 والتي صدرت منها الطبعة الثانية في أبريل 2016.
ومن جهته، قال الكاتب السويسري يوناس لوشر، إنه تناول في روايته قضية فلسفية عن الزواج وعلاقة الرجل بالمرأة بمرح وتفاؤل.
وقال معتز المغاورى، مترجم الرواية، إن ترجمة النص كانت بالنسبة له تحديا لصعوبة الجمل والمصطلحات، بالإضافة إلى التعقيدات الفلسفية وتزاحم عدد كبير من المعلومات التاريخية والتكنولوجية عن ألمانيا، مشيرًا إلى أنه حاول تقطيع الجمل وتسهيل فهمها على القارئ.
وأضاف المغاوري: إن "كرافت" هو الشخصية الرئيسية فى الرواية، وسافر إلى أمريكا وتساءل هل كل شيء على ما يرام؟ وما هو مستقبل العالم مع التقدم التكنولوجى؟ وهذا السؤال جعل كرافت يعود الماضى وحل اللغز الفلسفي.
وقال الكاتب محمود عبد الشكور، خلال المناقشة، إن رواية "كرافت" مكتوبة بأسلوب فلسفي عميق، وتحكي عن بروفيسور في علم اللغويات "ريتشارد كرافت"، الذي يعاني من مشاكل كبيرة مع زوجته، لا مفر منها إلا بالطلاق. بالإضافة إلى أزماته المادية.
وفي أحد الأيام، جاءه إعلان أرسله له صديقه "استيفان"، البروفيسور في جامعة ستانفورد، عبر الإيميل، وكان الإعلان عبارة على مسابقة لمناقشة فكرة فلسفية تحت عنوان "كل الأشياء كاملة، لكن هل هناك فرصة لجعلها أفضل؟"، أفضل إجابة على هذا السؤال ستفوز بمليون دولار.
وينتهز "كرافت" هذه الفرصة كي يتخلص من كل مشاكله الزوجية والمادية ويقرر الاشتراك في المسابقة.
وأضاف عبد الشكور، أن البطل بالرواية ينظر للأمور بنظرة مختلفة، وتجمع شخصيته بين السخرية والكآبة؛ كي يثير عقل القارئ، ويجعله يتعمق بفكره هو أيضًا ويصل لإجابة لمحور الرواية ألا وهو الذات الإلهية، والكون، والخير والشر عن طريق الدراسة والبحث وليس عن طريق الاقتناع الفطري.
يوناس لوشر، من مواليد مدينة برن السويسرية عام 1976، وعمل مدرسًا في مرحلة التعليم الأساسي (الابتدائي) في المدينة ذاتها، ثم قضى بضع سنوات يعمل في مجال صناعة الأفلام (عالم السينما) في ألمانيا، ودرس في مدرسة ميونيخ للفلسفة سنة 2005، وعقب تخرجه وحصوله على الدراسات العليا في الفلسفة، عمل محررًا أدبيًّا حُرًّا في الصحافة.
وعمل بعدها باحثًا في معهد العلوم والتكنولوجيا في ميونيخ؛ حيث كان يُدَرِّس مادة "علم الأخلاق" في مدرسة الاقتصاد بالمدينة نفسها، وظل يُحاضر في الأدب المقارن، 9 أشهر، كأستاذ زائر في جامعة ستانفورد (الولايات المتحدة الأمريكية) خلال العامين 2012، 2013.
حصل "يوناس لوشر" على جائزة بيرنر للأدب عن روايته الأولى ربيع البربر سنة 2013.
وحاز على جائزة الكتاب الألماني في القائمة الطويلة، عن الرواية نفسها، والتي نشرتها له الدار الألمانية الشهيرة C.H.Beck، كما فاز بجائزة هانس فلادا الأدبية لعام 2016، وهي جائزة أدبية يتم إعطائها كل عامين لكاتب موهوب لكتاب يركز على قضايا سياسية ومجتمعية، وترجمت روايته إلى أكثر من أربع عشر لغة.