«الفيس بوك» منصة هادفة أم هادم للعلاقات.. جديد «القومي للترجمة»
صدر حديثًا عن ترجمة" target="_blank">المركز القومي للترجمة، برئاسة الاستاذ الدكتور أنور مغيث، الطبعة عربية لكتاب "الفيس بوك.. بم تفكر" ترجمة ربيع وهبة، وتأليف مجموعة كبيرة من المحررين.
وتقول مقدمة الكتاب: "جاء الفيس بوك، ليضع قدما ثقيلة في حياتنا اليومية، وما يزيد من ثقل وتأثير لهذه المشكلات، بل قدم أيضًا بجانب المشكلات والخراب، فرص مذهلة فى الارتباط وتكوين العلاقات وقنص وظائف وتحقيق شهرة وغيرها من الانجازات التي أتاحت لجميع مستخدميه كم هائل من العلاقات التى لم تكن تتوفر لولا وجوده.
ومن الممكن اعتبار "الفيس بوك" عالمًا موازيًا أو عالم بديل، ويبقى السؤال ما الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التى تحكم هذا الكيان العنكبوتى الرافع والخافض من شأن مستخدميه شاؤوا أم أبوا.
كما يتطرق الكتاب أيضًا للعزلة والاغتراب النفسى التى تعتبر من أكبر تأثيرات الفيس بوك، وهو بالفعل من عناصر تفريق الكثير من الأزواج والاحباء والاصدقاء، ولم يكتف هذا- التطبيق المزعج- بذلك فقد حرم الكثيرين من ذوى المهارات والمؤهلات والكفاءة من الحصول على وظيفة مناسبة، نتيجة ما ينشروه على صفحتهم الشخصية، حيث نتناسى دائمًا كمستخدمين فى هذا الصدد أنها –الصفحة الشخصية-.
ولا ننسى الفضيحة الأخيرة التي اضطر بسببها "مارك زوكربيرج " مؤسس فيس بوك للاعتذار بسببها، بعد اختراق 50 مليون حساب على فيس بوك العام الماضى، والتى كلفت الشركة خسائر تقدر بعشرات المليارات.
ويعتبر هذا الكتاب محاولات رصينة وعلمية للرد على مثل هذه الاسئلة وأكثر، والحقيقة هى انه مثلما أثر الفيس بوك فى العلاقات ومسارات الحياة على مستوى الأسرة والعمل والشخصية، كذلك كان خير معين فى حشد الجهود والأعداد الغفيرة من أجل تحقيق تغيير اجتماعى، بل واسقاط حكومات ورؤساء مثل ما حدث فى ثورة 25 يناير.
ونرى من خلال هذا الكتاب جهد فلسفي وعلمي لتشريح ما يحدث وكيف تسنى لمواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "الفيس بوك" أن تكون وسيلة تملك كل هذا التاثير على المجتمع.
ومن خلال 25 مقالًا نرى كيف زحف هذا التطبيق إلى منظومة القيم فى مجتمعات وثقافات مختلفة وطعن للخصوصية فى اعز ما تملك، من عواطف وأسرار واحترام الآخر.
ومن المفارقات أيضًا، أن تدخل إلى "الفيس بوك" فتجده اشبه بسرادق عزاء، أو بشكل أوسع دار مناسبات واسعة: هنا تهنئة بفرح ،وهنا تعاز فى فقيد.
وأصبح "الفيس بوك" وسيلة ناجحة لتذكير الناس بالواجبات وتحقيق التضامن الانسانى فى السراء والضراء، وعلى الصعيد الاقتصادى نجد فى هذا الكتاب أيضا تحليلا علميًا للابعاد الاقتصادية للفيس بوك، حيث اننا لا نمثل مجرد مجموعة أصدقاء، وهناك طرف ثالث يجنى المال من الهواء المشترك بينهم.
بل الواقع أن الاقتصاد أصبح إلى حد بعيد معتمدًا على وقود الحياة المجانية لبلايين من مستخدمى الانترنت الذى يدير عجلة وول ستريت، وحلت تحديثات الفيس بوك محل محادثات الاستراحات فى المقاهى، حيث تساق جميع البيانات المجمعة إلى قواعد بيانات أضخم لوسائط استبدادية قوية بغرض تصنيفها، حيث يجنى الكثير من الأطراف الأرباح الضخمة من بياناتنا.