نفاد 1500 نسخة من «شخصية مصر».. تعرف على أهمية الموسوعة

1500 نسخة من موسوعة "شخصية مصر" للمفكر الراحل الدكتور جمال حمدان، نفدت من منفذ مكتبة الأسرة بجناح الهيئة العامة للكتاب خلال 3 أيام فقط من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، ما يجعلك تتساءل لماذا هذا الإقبال الكبيرة على موسوعة عمرها سنوات؟.

 

فرغم أن الموت غيب المفكر والعبقري جمال حمدان منذ ما يزيد عن ربع قرن، إلا أنه لايزال حاضرا بما تركه من إرث أدبيا كان بمثابة نافذة على استشراق المستقبل، فها هو اختارته الهيئة العامة للكتاب ليكون شخصية الدورة الـ 51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، والتي انطلقت فعاليه بداية من 22 يناير، ويستمر حتى 4 فبراير المقبل.

 

ترك حمدان إرثا من الكتب والأبحاث والمقالات، بعدد 29 كتابا، و79 مقالا وبحثا، ويأتي في مقدمة الكتب كتاب "شخصية مصر...دراسة في عبقرية المكان"، وصدرت الطبعة الأولى له عام 1967 في نحو 300 صفحة، ثم تفرغ لإنجاز صياغته النهائية لمدة 10 سنوات حتى صدر مكتملا في 4 مجلدات يضم نحو 4 آلاف صفحة.

 

3 آلاف نسخة

 

بعد 3 أيام من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب نفذت 1500 نسخة من موسوعة "شخصية مصر"، من منفذ مكتبة الأسرة بجناح الهيئة العامة للكتاب صالة 1، والتي تترواح سعر مجلداتها الأربعة 140 جنيها.

 

كانت الهيئة العامة للكتاب قد طبعت 3 آلاف نسخة من موسوعة شخصية مصر، على أن يتم طرح 500 نسخة للبيع في اليوم، ومن المقرر تزويد منافذ البيع في المعرض بالمزيد من النسخ حتى نفاذ جميع طبعات موسوعة شخصية مصر.

 

عبقرية المكان

 

يعد كتاب شخصية مصر من أهم الكتب التي درست جغرافية مصر بأنواعها، وتحتوي الموسوعة في مجلداتها الأربعة على معلومات عظيمة عن مصر من الناحية الإقليمية والبشرية والزمانية والتكاملية، لذلك أطلق عليها "شخصية مصر"، فهو عبر فيه إلى روح المكان ليستشف عبقريته قاصدا مصر.

 

رصد حمدان في موسوعته شخصية مصر الاقتصادية، الزراعية، الصناعية، التعدينية، فقد بدأ برسم خريطة معرفية تفصيلية له1ه العناصر، ثم استفاض في كل بعد من حيث مساره وتطوره التاريخي، ثم يضع استراتيجية ملائمة لمصر لكل منه.

 

 تقسم الموسوعة إلى أربعة أجزاء، هم :"الجزء الأول: شخصية مصر الطبيعية، الجزء الثاني: شخصية مصر البشرية، الجزء الثالث: شخصية مصر التكاملية، الجزء الرابع: شخصية مصر الحضارية".

 

الجزء الأول

 

يعرض الكاتب في الجزء الأول من موسوعة شخصية مصر، ما يتعلق بالجيولوجيا والجغرافيا المصرية والصحراوات المصرية التي تمثل النسبة الأكبر في مساحة مصر سواء الغربية أو الشرقية.

 

أفرد الكاتب جزء خاص لوادي النيل الذي يعد شريان الحياة، وتوقع فيه بالمستقبل الأسود لنهر النيل، إذ قال:"إن مصر إذا لم تتحرك لكي تكون "قوة عظمى تسود المنطقة بأثرها، فسوف يتداعى عليها الجميع يوما ما "كالقصعة!" أعداء وأشقاء وأصدقاء أقربين وأبعدين".

 

وقال حمدان في فقرة أخرى :"ظهر لمصر منافسون ومطالبون ومدّعون هيدرولوجيا. كانت مصر سيدة النيل، بل مالكة النيل الوحيدة - الآن فقط انتهى هذا إلى الأبد، وأصبحت شريكة محسودة ومحاسبة ورصيدها المائي محدود وثابت وغير قابل للزيادة، إن لم يكن للنقص، والمستقبل أسود".

 

الجزء الثانى

 

في الجزء الثانيمن موسوعة شخصية مصر، تناول حمدان  شخصية مصر البشرية، إذ ذكر ملامح التجانس الطبيعي والمادي والحضاري والبشري والعمراني للشخصية المصرية، وكذلك الحضارة المصرية من العصر الفرعوني حتى ثورة يوليو ومراحل تطور الحضارة المصرية على مر العصور، مستعرضا الحياة السياسية في مصر وجوانبها الاستراتيجية.

 

الجزء الثالث

 

تضمن الجزء الثالث  عرض لجوانب الاقتصادية في الشخصية المصرية، والتي كانت الزراعة هي ركيزتها الأولى ثم تطور الصناعة والثروة المعدنية في مصر، وعرض لخريطة المجتمع المصرى والعلاقات المصرية العربية بين الوطنية المصرية والقومية العربية.

 

الجزء الرابع 

 

 يستعرض الجزء الرابع شخصية مصر الحضارية، وهي دراسة للمجتمع المصري والعاصمة باعتبارهما بنية و بوصلة خريطة المجتمع المصرى.