هل قتلت تقنية «الفار» أحلام التوانسة؟

كتب:

فى: ستاد مصر العربية

14:00 15 يوليو 2019

 

شهدت مباراة المنتخب التونسي أمام نظيره السنغالي في نصف نهائي بطولة أممم أفريقيا، أمس الأحد، أزمة على أرض الملعب بعدما احتسب الحكم الأثويبي باملاك تيسيما، ركلة جزاء لصالح نسور قرطاج إلا انه تراجع عنها بعد العودة لتقنية "الفار". 

 

والأمر الذي أثار الجدل والعديد من التساؤلات، هو أن ركلة الجزاء كانت واضحة أمام أعين الجميع على أرض ستاد السلام، ومن هم امام شاشات التلفاز، وهو جعل الحكم يحتسبها دون تردد، لكن كان لـ"الفار" كلمة أخرى. 

 

وأبدى المعلق التونسي الشهير عصام الشوالى استياءه من أحداث تونس والسنغال بعد تعرض منتخب بلاده لظُلم فادح "على حسب قوله" بعدم احتساب ركلة جزاء مستحقة في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء كانت كفيلة بتسجيل المنتخب التونسي هدف التعادل .

 

 

وصرح الشوالى عقب نهاية اللقاء أن الفار  خُلق لترويض المباريات وأن لاعبي تونس خرجوا مرفوعين الرأس وأدوا ما عليهم لكن الحكم الاثيوبي باملاك ديسيما كان له رأي آخر .

 

وهاجم المعلق التونسي، الحكم الدولي جمال الشريف، بعد تصريح الأخير بأن الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما كان محقًا بإلغاء ركلة الجزاء لنسور قرطاج.

وقال "الشوالي": "هي ضربة جزاء ولو تسألني بعد 5 اَلاف سنة سأقوم وأحيا من موتي وأقول لك إنها ضربة جزاء"، موضحًا أن المدافع السنغالي حول مسار الكرة وبدل اتجاهها؛ لذا فهي ركلة جزاء.

وأضاف خلال حديثه لفضائية "بي إن سبورت": "منتخب تونس تأثر بتدخل قوي من حكام الفار، ولا يوجد أدنى شك بالنسبة لي في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن ركلة الجزاء الثانية التي لم تحتسب لتونس أوضح من الأولى التي تم احتسابها على المدافع كوليبالي.

 


وأكد الحكم الدولي جمال الشريف، أن الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، كان محقًا في قراره بإلغاء ركلة الجزاء لمصلحة المنتخب التونسي، موضحًا أن المدافع السنغالي الذي لمست الكرة يده كان قريبًا من الكرة أثناء خروجها من رأس زميله، وحركة يده كانت طبيعية من أجل تفادي الكرة.

وأضاف خلال الاستوديو التحليلي لمباراة تونس والسنغال، أنه لا توجد ركلة جزاء لنسور قرطاج؛ خاصة أن اللقطات التي رصدت توضح محاولات لاعب السنغال "جانا" الهروب من ارتطام الكرة في يده.

 

وفشل المنتخب التونسي في التأهل الرابع في تاريخه لنهائي كأس الأمم الأفريقية بعد التأهل ٣ مرات لهذا الدور والتتويج بالبطولة مرة وحيدة عام ٢٠٠٤ على حساب المنتخب العربي المغربي ، وينتظر المنتخب التونسي الخاسر من لقاء الجزائر ونيچيريا في لقاء تحديد المركز الثالث والرابع يوم الخميس المقبل .

 

 تساؤلات عديدة

 

واقعة الأمس فتحت بابا من التساؤلات حول التقنية التي مر على تطبيقها نحو عام لكن لا تزال "تقنية الفيديو" محور النقاش الأول في كرة القدم، والسؤال إذا ما كانت مفيدة للعبة الشعبية الأولى في العالم، أم مؤذية لها؟ لكن ما حدث في الأسابيع الماضية بالتأكيد لم يساعد حجج مؤيدي "الفار".

 

 

كوبا أمريكا

 

ومثلت بطولة كوبا أميركا التي اختتمت مطلع الشهر، "وصمة عار" لتقنية الفيديو، حيث فشلت التقنية بشكل كبير، وفقا للخبراء، وذلك بسبب فشلها بمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة، واستهلاكها وقتا طويلا جدا.

 

ومن أميركا الجنوبية إلى أفريقيا، حيث جاءت "الضربة القاضية" مساء الأحد، وذلك خلال مباراة نصف نهائي كأس أمم أفريقيا بين تونس والسنغال، الذي شهد "فضيحة" جديدة "للفار".

 

 وجاءت "سقطة" الفار الجديدة مكملة لسقطاته المتعددة في كوبا أميركا، والتي وصفها أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي بأنها "مخزية"، ليشتعل النقاش مجددا بشأن فائدة الرجوع إلى تلك التقنية التي تمثل التطور الأبرز في قوانين كرة القدم منذ تقنينها قبل أكثر من 100 عام.

 

 

دوري الأبطال 

 

وقبل فضائح كوبا أميركا وكأس أمم أفريقيا، شهدت القارة الأفريقية فضيحة "فار" ضخمة، تمثلت بإلغاء حكم مواجهة نهائي دوري أبطال أفريقيا، هدفا صحيحا لا غبار عليه، لنادي الوداد المغربي، في مرمى الترجي التونسي، وذلك في ظل "تعطل" تقنية الفيديو عن العمل "لأسباب تقنية".

 

قرار الحكم في ملعب رادس أثار حربا بين اللاعبين والإداريين على أرض الملعب، ورفض نادي الوداد استكمال المباراة، لما اعتبروه من "ظلم فاضح"، ليتوج الترجي باللقب، وسط سخط جماهيري وإعلامي من الأحداث قبل أن يتدخل الاتحاد الأفريقي ويقرر إعادة المباراة بأكملها في وقت لاحق.

 

استنزاف للمشاعر 

 

بداية تقنية الفيديو كانت جيدة جدا، وذلك خلال مونديال روسيا 2018، الذي شهد تحسنا ملحوظا في قرارات الحكام، وجاء المونديال ليهدئ من روع المعترضين على الفكرة الجديدة.

 

لكن صيف 2019 جاء لينكأ الجروح، ويكشف كل ما تخوف منه محبو كرة القدم "التقليدية"، فما بين تأخير مبالغ فيه، وقرارات خاطئة، واستنزاف لمشاعر اللاعبين والجماهير على حد سواء، جاءت "الفار" لتثبت أنه ربما على صناع القرار  التريث قبل استخدامها مجددا.

 

وقد يكون نجاح تقنية "الفار" في بطولات المونديال ودوري أبطال أوروبا والدوريات الأوروبية، دلالة على أن تطبيقها "ناجح" في الدول المتطورة كرويا، ولكن دول أميركا الجنوبية وأفريقيا، قد لا تكون جاهزة لاستخدام التقنية بعد، والتي إن لم تنجح، فسوف تؤدي إلى مشكلات أكبر بكثير من قرار تحكيمي سريع، اتخذه حكم بصافرته في لحظة.

اعلان