لعنة برشلونة تضرب إيمري وباريس سان جيرمان
يعود باريس سان جيرمان الفرنسي مجددًا لمواجهة برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، للمرة الثالثة في آخر أربع سنوات، حيث لم يتمكن أبدا من التفوق عليه، ولكنه هذه المرة سيواجهه تحت إمرة مدربه الجديد، الإسباني أوناي إيمري الذي فاز في مباراة واحدة من أصل 23 جمعته بالناددي الكتالوني.
وكان لتعاقد الإدارة القطرية للنادي الباريسي مع أوناي إيمري، الذي توج بآخر ثلاث نسخ من الدوري الأوروبي مع فريقه السابق إشبيلية، هدفًا واحدًا وهو تحقيق حلم التتويج بدوري الأبطال، وهي المهمة التي تبدو الآن صعبة للغاية، بعدما أوقعت القرعة الباريسيين في مواجهة العملاق الكتالوني.
وسبق لبرشلونة، أن تمكن من إقصاء بي إس جي من ربع نهائي دوري الأبطال مرتين، لذا فإنه خلال هذه المواجهة ستكون له اليد العليا، على الأقل نفسيًا، لذا يمكن القول أن النادي الفرنسي وإيمري سيكون أمامهما مهمة القضاء على "لعنة مزدوجة" يتشاركان فيها أمام البرسا.
وكان أول تحد أمام إيمري عقب وصوله لمقاعد الادارة الفنية للفريق هذا الموسم يتمثل في ايجاد شكل جديد له عقب انتهاء الحقبة التي اعتمدت فيها طريقة النادي الفرنسي بشكل كبير على السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي رحل نحو مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وعلى الرغم من ابرام صفقات كثيرة وجيدة لتدعيم الفريق بضم أسماء مثل توماس مونييه وجرزيجورز كريتشوفياك وحاتم بن عرفة وخيسيه رودريجز، إلا أن إيمري لم يحدث ثورة في شكل الفريق، ولكنه عمل على تغيير طريقته.
كان أسلوب الفريق سابقا مع لوران بلان يعتمد بشكل كبير على مبدأ الاستحواذ وهي نفس طريقة برشلونة، ولكن المدرب الباسكي من ناحيته يعتمد على اللعب العمودي الذي يسعى أن تأتي نتائجه قريبا بالصورة التي يأمل فيها.
ولم يتمكن الفريق حتى الآن من اظهار الهيبة التي كانت له في المواسم الأخيرة، والتي جعلت مسابقة الدوري بالنسبة له أشبه بنزهة، حيث أنه يحتل في الوقت الحالي المركز الثالث بـ36 نقطة بفارق أربع نقاط عن نيس المتصدر الذي تعادل معه أمس بهدفين لمثلهما، وثلاثة خلف موناكو صاحب المركز الثاني.
ومن ضمن الأرقام الملفتة للانتباه أن باريس سان جيرمان تعرض هذا الموسم في الدوري بعد 17 جولة لثلاث هزائم وهو نفس عدد الهزائم التي مني بها طوال المسابقة خلال الموسم الماضي.
ولم تتأخر سهام النقد في التوجه نحو المدرب الإسباني، وسط حالة من الحنين إلى أيام بلان الذي سيطر مع بي إس جي على كل شيء في فرنسا، ولكنه لم يقنع الملاك القطريين أوروبيا.
يواجه إيمري كل هذه المشاكل بهدوء وبحزم، بل وأنه تمكن خلال أكتوبرأول الماضي من القضاء على "ثورة" داخل غرف الملابس قادها بعض الأسماء ذات الثقل داخل الفريق مثل البرازيلي تياجو سيلفا حيث كانوا يطالبون بالعودة لطريقة لعب بلان.
ولكن لا يصطبغ كل شيء بالسواد أمام إيمري، حيث أنه تحت قيادته عثر كافاني على نفسه بعدما تحرر من شبح إبراهيموفيتش واستعاد مستواه التهديفي وسجل 22 هدفا في 21 مباراة.
وتحت قيادة المدرب الباسكي أصبح كافاني يلعب كرأس حربة صريح ولم يعد مجبرا كما كان الوضع في حقبة بلان على اللعب كجناح من أجل ارضاء ابراهيموفيتش، لذا فإنه كافأ إيمري على ثقته بالتهديف في مثلث هجومي يشاركه فيه كل من الأرجنتيني أنخل دي ماريا والبرازيلي لوكاس مورا.
وإذا كانت الأمور محسومة هجوميا فإن خط الوسط لا يزال يمثل مشكلة أمام إيمري في ظل عدم استقراره على صيغة معينة، فبليز ماتويدي الذي كان عنصرا أساسيا مع بلان لا يجد مكانا له في نظام إيمري فيما أن كريتشوفياك رجله الموثوق منذ أيام إشبيلية لا يمكن القول بأنه لا غنى عنه في التشكيل حيث دائما ما يحدث تناوب بينه وأدريان رابيو.
وسيتوجب على إيمري وباريس سان جيرمان الانتظار حتى فبراير، حينما ينطلق دور ثمن النهائي، لمعرفة إذا ما كانا هذه المرة سيتمكنان من قطع شوط جديد في محاولة القضاء على لعنة برشلونة، أم أن الأمور ستظل كما هي.