حصاد 2016| فلسفة سيميوني مع أتليتكو.. تطور أم تغيير؟

كتب: لؤي هشام

فى: ستاد مصر العربية

19:53 25 ديسمبر 2016

معارك ضارية لم تدر رحاها هذه المرة كما جرت العادة في ميادين القتال، لكنها اشتعلت بين أقدام اللاعبين على العشب الأخضر وفي أروقة الغرف المغلقة للمسؤولين عن الكرة لعقد صفقة مع لاعب أو لتأليب الجماهير على حكم ما أو حتى لمناكفة نادٍ آخر من أجل المناكفة فحسب.

 

مر العام 2016 الكروي بأحداثه المتلاحقة التي لم تهدأ أبدًا، آمال كبيرة تعلَّقها الجماهير على أحفاد الفراعنة الذين يحملون على أعناقهم حلم بلوغ كأس العالم الذي غبنا عن الظهور فيه منذ 26 عامًا.. في غمرة تلك الأحداث بزغ نجم لاعبين عانقوا السماء حتى حجزوا لأنفسهم مكانًا محل النجوم يشار إليهم بالبنان، ويشتاق الناس إلى معانقة الكرة لأقدامهم في أمسياتهم على المقاهي وفي البيوت، وآخرون وقعوا عقودًا مع دكة الاحتياط فلم يبرحوها، وعلى خط التماس قادت تعليمات وصيحات بعض المدربين إلى احتلال مكانة تليق بقدرهم في قلوب جماهير أنديتهم، واليعض بات ليلته في نادٍ ما وأصبح في آخر.

 

تلاحقت المباريات وتوالت المواجهات العنيفة، ولم يكن "استاد مصر العربية" بعيدًا عن أي منها، كنَّا هناك في أوروبا نرصد الأرقام الفلكية لصفقات اللاعبين، والصراع المحتدم بين الأسطورتين ليونيل ميسّي وكريستيانو رونالدو، وفي آسيا كنَّا في القلب من بطولاتها، وهنّا في مصر لم نغب لحظة عن متابعة ورصد وتحليل كل مباراة وكل لعبة.

 

وفي 2016، نشر "استاد مصر العربية" تقارير هامة، منها تقرير بعنوان :"فلسفة سيميوني مع أتليتكو.. تطور أم تغيير؟".

 

ويعيد "استاد مصر العربية" نشر التقرير:-

 

لقد أعاد الكاتيناتشو مرة أخرى.. فريقه يدافع بطريقة رائعة للغاية.. لم يتركوا الخصم يتنفس.. إنهم فريق دفاعي بالدرجة الأولى.

 

هذه الجمل بالتأكيد سمعتها عند مشاهدة فريق أتليتكو مدريد تحت قيادة مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني، الذي أحدث طفرة هائلة في أداء الروخي بلانكوس وطموحاته التي لولا سوء الحظ لرأيناهم يرفعوا الكأس ذات الأذنين.

 

ولكن على النقيض هذه الأيام بدأ البعض يتحدث عن أن سيميوني بات أكثر هجوما وتسجيلا للأهداف، حتى أن البعض سأله بعد الانتصار على مالاجا 4-22 هل غيرت فلسفتك؟

 

سيميوني سخر من هذه الإدعاءات ورد بقوة على الصحافة قائلا "أضحك حينما أسمع الناس  يقولون أننا بتنا الآن فقط فريقا هجوميا وأننا نلعب الآن جيدا" في دلالة واضحة على عدم اعتراف "الشولو" بأن طريقته دفاعية.

 

الروخي بلانكوس سجلوا 25 هدفا خلال 10 جولات هذا الموسم بينما أحرزوا 15 هدفا فقط في الموسم الماضي، هل هذا دليل على تغير فلسفة سيميوني أم أنه طور من أسلوبه؟ "استاد  مصر العربية" يوضح في التقرير الآتي.

 

خلال آخر 8 جولات هذا الموسم حقق أتليتكو الفوز بأربعة أهداف أو أكثر بأربع مباريات على العكس من الموسم الماضي الذي فعلها مرة واحدة.

 

وعلى عكس الموسم الماضي مثلا أمام بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري الأبطال، ظهر  أتليتكو في مواجهتهم هذا الموسم في دور المجموعات بشكل مغاير حيث كان التفوق الهجومي واضحًا لهم، ولولا سوء الحظ لتمكنوا من زيادة غلتهم التهديفية أمام البافاري وعدم الاكتفاء بهدف وحيد فقط.

 

لكن لماذا غضب سيميوني من الحديث عن أن طريقته دفاعية أو أنه بات الآن فقط أكثر  هجوما ويقدم أداء جيدا.

 

قبل عقد من الزمان سُئل سيميوني عن نوع  الكرة التي يريد أن يبنيها وحينها رد ردا حاسما "أريد أن يكون لفريقي أسلوبه" والأسلوب هنا يعني هوية، فلسفة وطريقة تميزهم عن غيرهم

مايكل كوكس، الكاتب الشهير في صحيفة (جارديان) والمختص بعالم التكتيك، يوضح هذا الأمر من خلال المنظور التكتيكي.

 

يقول كوكس "فريق سيميوني اكتسب السمعة  الدفاعية لأنه يدافع بشكل أعمق، ويمتلك القوة بدنية، كما أنهم يتمتعون بالعدوانية، سجله المميز دفاعيا ساعد على هذه الأمر".

 

ويوضح كوكس وجهة نظره قائلا "تنظيم أتليتكو الأكثر من رائع بدون استحواذ هو فلسفة هجومية أكثر منها دفاعية، بنفس الطريقة التي تعتبر فيها فلسفة برشلونة في الاستحواذ دفاعية أكثر منها هجومية".

 

ويضيف مزيدا من التوضيح على حديثه الذي ربما قد يصدمك "أسلوب أتليتكو الهجومي يعتمد على السرعة بدلا من السيطرة على الكرة، لهذا تهدف خطة سيميوني لصنع المزيد من  المساحات لفريقه من أجل الاستفادة من السرعة، لا يمكن القول إن كون فريق يدافع بشكل أعمق ويعتمد على الهجمة المرتدة أنه فريق دفاعي".

 

ويواصل "التيكي تاكا أعادت تعريف ما يعتبره الناس كرة هجومية، ولكن بالتأكيد يمكن أن تكون فريقا صاحب عقلية دفاعية باستحواذ نسبته 60% عن الفريق الآخر صاحب الـ40%".

 

يدلل كوكس على حديثه بأمثلة عملية، ويقول "هل يفضل فريق دفاعي الاعتماد على أظهرة تحب صنع العرضيات مثل خوانفران وفيليبي لويس؟، هل سيعتمد فريق دفاعي على صانع ألعاب كلاعب وسط في مواجهة حاسمة مثل مواجهة بايرن بالإياب في نصف نهائي  الأبطال".

 

ويتابع "سيميوني في مباراة حاسمة مثل مواجهة بايرن قرر تغيير طريقته وضحى بلاعب وسط دفاعي مثل أوجستو فيرنانديز وأشرك بدلا منه ساؤول نيجويز، فريق دفاعي لا يقرر  إشراك لاعب بقدرات هجومية وقدرة على المراوغة في مركز دفاعي".

 

بالتأكيد مرور الوقت ساعد سيميوني على جعل لاعبيه منسجمين بشكل أكبر وزاد التفاهم  فيما بينهم وباتوا أكثر قدرة على تنفيذ أفكاره، فالوقت عامل حاسم لأي مدرب من أجل تحقيق أهدافه.. ولكن هل مازلت ترى سيميوني مدربا صاحب أفكار دفاعية؟.

 

اعلان