ما بين «هيلزبره» و«الدفاع الجوي».. تشابهت الأحداث والتهمة «التدافع»
"افتح بنموت".. " Help Us" تشابهت النداءات والاستغاثات كلا منهما في يوم لا يمكن نسيانه لدى جماهير القلعة البيضاء أو جماهير الريدز.
15 أبريل 1989، استعد جمهور ليفربول للذهاب إلى استاد "هيلزبره"، ملعب فريق شيفلد وينزداي لحضور نهائي كأس إنجلترا التي جمعت ليفربول ونوتنجهام فوريست.
ورغم أن سعة الاستاد لا تزيد عن أكثر من 35 ألف متفرج لكن وقع عليه الاختيار من قبل الاتحاد الإنجليزي من أجل استضافة المباراة التي كان من المتوقع أن تشهد حضورا جماهيريا ضخما نظرا لما يتمتع به فريق ليفربول من شعبية كبيرة، إلا أن النادي حصل على نسبة أقل من تذاكر المباراة على عكس نوتنجهام.
بعد 3 دقائق فقط من بداية المباراة، بدأت المأساة فلم يعد المدرج يحتمل الأعداد الكبيرة لجماهير ليفربول وبسبب التدافع سقط المدرج.
8 فبراير 2015، يحتفل جمهور الزمالك وتحديدا "الوايت نايتس" بعودته مجددا إلى المدرجات وهو المكان الذي شهد عشقه ومساندته للقافلة البيضاء، بعد غياب طويل لكنهم فوجئوا بممر ضيق وضعه الأمن يمرون من خلاله.
الساعات تمر والأعداد تزداد، الأكسجين يقل مع ازدياد الأعداد والأمن يرفض فتح الأبواب بحجة عدم حمل الجماهير للتذاكر.
"افتح بنموت"، جملة رددها أحد مشجعي القلعة البيضاء مستغيثا بعدما رأى سقوط أحد الضحايا تحت أقدامه بعد التدافع، ليتحول مشهد الاحتفال إلى مذبحة جديدة تعيد إلى الأذهان أحداث بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا للنادي الأهلي عام 2012.
"ستاد مصر العربية"، يسلط الضوء على المشهدين "كارثة هيلزبره" و"أحداث الدفاع الجوي"، ومدى التشابه بينهما.
شهدت أحداث هيلزبره التي وقعت مع انطلاق مباراة ليفربول ونوتنجهام فوريست، سقوط ضحايا وصل عددهم إلى 96 مشجعا من جماهير ليفربول بعد 3 دقائق فقط من بداية المباراة.
وساعد على زيادة عدد الوفيات سقوط السياج الحديدي الذي يفصل بين الجماهير في المدرجات.
على الجانب الآخر، سقط أكثر من 20 مشجعا لنادي الزمالك بعد سقوط الفاصل الحديدي في الممر الضيق نتيجة التدافع الكبير، وخلال وقوع الحادث كانت تقام مباراة الزمالك وإنبي في بطولة الدوري الممتاز.
استمرار المباراة وعدم إلغائها
تتشابه الحادثتان في نقطة أخرى وهي رفض المسؤولين إلغاء المباراة سواء في ملعب "هيلزبره" أو ملعب "الدفاع الجوي" خشية زيادة الكارثة.
اتهامات متبادلة
توزعت الاتهامات عن مسؤولية حادث "هيلزبره"، فيما أوردت الشرطة في تقريرها ما يفيد بأن عدد كبير من جماهير ليفربول كانت ثملة وقت وصولها إلى ملعب المباراة، ما ساهم في حدوث الكارثة.
ولم يقبل أهالي الضحايا برواية الشرطة ومنذ ذلك الحين وعلى مدار 27 عاما استمرت المحاولات لفتح تحقيق موسع في الأحداث وتحديد المتهمين الحقيقيين، قبل أن تشير لجنة المحلفين مؤخرا إلى إهمال الشرطة وسوء التنظيم، ما أثلج صدور أهالي الضحايا، الذين لطالما رفعوا شعارات “العدالة من أجل الـ 96”.
واعتذر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني لجماهير ليفربول، مشيرا إلى أنهم كانوا ضحية الافتراء من الإعلام ورجال الشرطة.
على الجانب الآخر، لم يتم إدانة الأمن سواء بالإهمال أو التعمد في حدوث الكارثة، بينما اتهم مرتضى منصور رئيس الزمالك قيادات رابطة أولتراس "وايت نايتس" بالتسبب في وقوع هذه الكارثة وتم محاكمتهم أيضا.