سيناريو متشابه..

مانويل جوزيه vs محسن صالح «الذكاء البرتغالي ينتصر»

كتب: محمد مجاهد

فى: ستاد مصر العربية

21:30 28 مارس 2017

أساطير التدريب في كرة القدم يستمدون رواياتهم من عدد الألقاب التي حصدوها، وحجم أسماء الفرق التي دربوها، وعدد سنين الخبرة في مجال التدريب، ومؤهلاتهم الخططية والفكرية والفنية في توجيه اللاعبين وقيادتهم داخل المستطيل الأخضر وخارجه.

 

ويسود نبأ اعتزال المخضرم البرتغالي مانويل جوزيه لمجال التدريب الساحة الكروية المصرية، نظرًا لارتباط عدد لا بأس به من جمهور النادي الأهلي بهذا الاسم، الذي حصد الأهلي في ظل ولايته 20 لقبًا، كما لم يُهزم من الزمالك الغريم التقليدي مرة واحدة، ليصنع حقبة من زعامة الأهلي الخالصة على الكرة المحلية والأفريقية، ربما لن تتكرر لسنوات قادمة.

 

ومع هذا، يرى البعض أن نجاح أي مدرب من عدمه أمر مشروط بمجموعة عوامل إذا توافرت وُجد النجاح حتى إذا كان المدرب متواضع الإمكانيات، ليقول البعض بأن جوزيه ليس البطل الذي يحكون عنه، ولكنه تصادف وجوده في أزهى عصور الأهلي، وأنه إذا جاء في أي وقت آخر لفشل في إنجاز مهمته وتكرار الإنجازات ذاتها.

 

ويقارب "ستاد مصر العربية" بين مشوار البرتغالي مانويل جوزيه والمصري محسن صالح، اللذين تشابه مشوارهما في محطة السيادة المحلية جوزيه في الأهلي وصالح في الإسماعيلي، بقيادة عدد من الأسماء المتشابهة التي رحلت عن الإسماعيلي للأهلي أمثال بركات وفتحي ومحمدعبدالله ومعوّض والنحاس، ليصيب الاثنان نوعًا من غرور العظمة، فيرحلون عن النادي الذي صنع مجدهما، في خوض تجارب دولية، وعربية "فلا يجدون مجدًا آخرًا في انتظارهما ولا يحزنون"، إلا أن البرتغالي كان أكثر ذكاء في استيعاب الدرس، ليعود للأهلي بعد كل رحيل كلما واتته الفرصة.

 

محسن صالح

 

بدأ التعارف الحديث لمحسن صالح مع الجماهير المصرية حينما تولي تدريب منتخب مصر في منتصف التسعينات مصادفة بعدما كان مساعدًا للمدير الفني الهولندى راوتر، الذي هرب إلى بلاده وترك المسؤولية لصالح الذي قاد المنتخب المصري في تصفيات التأهل للأمم الأفريقية96، وفرض صالح لاعبي القناة (المصري- الإسماعيلي) على قوام المنتخب، مستبعدًا أسماء كبيرة، ليتسبب في غضب الجماهير للمستوى الباهت الذي يقدمه أمام فرق متواضعه ما أدى لاستبداله بالهولندي رود كرول.

 

في عام 1999 ظهر محسن صالح مرة أخرى في نادى المصري بعد تجارب باهتة مع أندية صغيرة كنادي القناة، وتلقى المصري على يده أقسى هزيمة طوال تاريخه فى الدور قبل النهائي لكأس الكؤوس الأفريقية، بعد الهزيمة على أرضه و بين جماهيره بأربعة أهداف نظيفة مما أصاب جماهير بورسعيد - مسقط رأس محسن صالح - بالحسرة، ليتم إقالته على الفور.


الإسماعيلي

استقدم مجلس إدارة الإسماعيلي صالح رغم الإخفاق مع المصري، ووفر له مجموعة من اللاعبين الذين ساهموا في صنع مجد الأهلي لاحقًا تحت إمرة جوزيه وهم محمد بركات وإسلام الشاطر وأحمد فتحي وسيد معوض، فضلًا عن النجمين أوتاكا ومحمد صلاح أبوجريشة، ليقدم الدراويش عروضًا محلية ولا أفضل، أبرزها مباراة الأهليوالإسماعيلي التاريخية التي انتهت بالتعادل 4-4، كما وصل الإسماعيلي لنهائي بطولة كأس الاتحاد الأفريقي "الكونفدرالية"، ولكن حالت الهزيمة أمام شبيبة القبائل دون تحقيق إنجاز غير مسبوق كأول نادي مصر يتوج بالكونفدرالية.

 

 

وحصد صالح مع الإسماعيلي في ظل فترة ولايته تلك بطولة كأس مصر عام 2000، وبطولة الدوري عام 2002 ليتسبب في رحيل جوزيه عن تدريب الأهلي بعد ضياع لقب الدوري، ما أثقل من كفة صالح ليخلف الكابتن محمود الجوهري، في قيادة منتخبنا الوطني، الذي سقط معه إلى الهاوية.

 

 

الفشل دوليًا.. والوجهة السعودية

وتلقى محسن صالح بقيادته المنتخب الوطني هزائم من كبار الفرق وصغارها، فكانت الهزيمة أمام منتخب ليبيا في الإسكندرية بهدف نظيف، وأمام مدغشقر في بداية التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس الأمم الأفريقية، وأمام الدنمارك في القاهرة بنتيجة 4-1، والسقوط المخزي أمام فرنسا بخماسية نظيفة، وأخيرًا مهزلة تونس وسوء قيادته لمنتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، لتودع مصر البطولة من دورها التمهيدي، ويودع صالح المنتخب أيضًا، ويخوض بعدها تجارب لم يكتب لها النجاح، مع النصر السعودي والمنتخب الليبي واليمني، وأخيرًا سموحة السكندري، ليرثي صالح حاله بعد الخروج من مدينة الإسماعيلية.

 

جوزيه

 

يعد تدريب سبورتنج لشبونة وبراجا في اواخر ثمانينات القرن الماضي، ثم ما حققه مع بوافيستا الذي قاده للفوز بكأس البرتغال في موسم 1991-1992، أبرز إنجازات البرتغالي مانويل جوزيه قبل تعيينه مدربا للأهلي المصري عام 2001.

 

وحقق جوزيه في فترة ولايته الأولى دوري أبطال أفريقيا 2001 بعد غياب 14 عامًا، والسوبر الأفريقي عام 2002، إلى جانب الفوز الأشهر على حساب ريال مدريد الإسباني في القاهرة، والفوز التاريخي على الزمالك 6-1 إلا أن كل هذا لم يشفع له لدى إدارة الأهلي، ضياع لقب الدوري 2002، ليرحل عن القلعة الحمراء.

 

 

واستمر درع الدوري غائبًا عن النادي الأهلي ليعود جوزيه إلى الأهلي موسم 2003، الذي دعم صفوفه بنجوم الإسماعيلي دوري 2002 أمثال بركات، والنحاس، والشاطر، ومحمد عبدالله، وسيد معوّض، أضيف إليهم فيما بعد أحمد فتحي، ليصبح الأهلي قوة ضاربة تكسح أي فريق يقابلها، ويقود جوزيه الأهلي للفوز بالدوري المحلي خمس مرات متتالية وكأس مصر مرتين بالاضافة لفوزه بدوري ابطال افريقيا ثلاث مرات في 2005 و2006 و2008، قبل أن ينهي جوزيه ارتباطه بالأهلي للمرة الثانية عام 2009.

 

تكرار سيناريو محسن صالح

تولى مانويل جوزيه مسؤولية تدريب منتخب أنجولا الأول لكرة القدم، وفى أول مسابقة رسمية له مع المنتخب (كاس الأمم الأفريقية 2010 بأنغولا) خرج من دور الثمانية على يد منتخب غانا بنتيجة1-0، ثم توجه للدوري السعودي تمامًا كحال محسن صالح، ولكن هذه المرة كانت مع الاتحاد السعودي.

 

 

وأقيل جوزيه من نادي الاتحاد السعودي بعد أن اردى الفريق في سلسله تعادلات شنيعه كلفته الموسم الرياضي، ليتعلم الدرس جيدًا، ويعي أن لا نجاح له خارج القلعة الحمراء، فيقرر العودة مرة أخرى إلى النادى الأهلى، ليحقق لقب الدوري للمرة السادسة، ويحقق اللقب رقم 20 في تاريخه مع الأهلي، قبل أن يكتب نهاية قصته مع الأهلي راحلًا بعد فترة عصيبة قضاها تخللها أضراب البلد وأحداث بورسعيد، ويرحل إلى بيرسيبوليس، لتغيب عنه الألقاب مرة أخرى، ويقرر اعتزال تدريب كرة القدم نهائيًا منذ أيام مضت.

 

اعلان