نشطاء أقباط يجيبون
لماذا لم يعتكف البابا تواضروس بعد حادث تفجير "البطرسية"؟
بعد ساعات من فوزه بالقرعة الهيكلية -4 نوفمبر 2012-، اعترض البابا تواضروس الثاني على تقرير بإحدى الصحف اليومية معنون بـ"الأنبا تواضروس..يا أهلًا بالمعارك"، في إطار التعريف بخصائص "ثلاثي القرعة"، وعنّف البطريرك الزميل صاحب التقرير قائلًا: "جئت برسالة سلام"، نافيًا منهجية الصدام.
وفي منتصف إبريل من العام 2013، قطع البابا تواضروس الثاني اعتكافه بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، احتجاجًا على ما تبع جنازة ضحايا أحداث الخصوص من اعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لكن الكنيسة ذكرت في بيانها وقتئذٍ: "أن البابا في خلوة روحية، وليس اعتكافًا"، فيما اعتبره مقربون من المقر البابوي الاعتكاف الأول منذ وصوله للكرسي المرقسي.
على خلفية حادث تعرية سيدة الكرم بالمنيا، رفض البطريرك دعوات الاعتكاف، نظير تكرار أحداث طائفية بالمحافظة، ولجأ "تواضروس" لإلغاء عظته الأسبوعية، داعيًا إلى الصلاة من أجل الأسر المصرية الجريحة.
فرض البابا تواضروس الثان نهجًا جديدًا في التعامل مع الأحداث التي تمس الأقباط، وتقع في دائرة اهتمام الرأي العام، تبلور في المواجهة، بعيدًا عن الصدام مع الدولة، التي تجمعها بالكنيسة علاقة مميزة، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
الاعتكاف على وقع حادث تفجير الكنيسة البطرسية، لم يكن خيارًا بابويًا لعدة أسباب، أبرزها وفقًا لرؤية هاني رمسيس القيادي باتحاد شباب ماسبيرو، أن البطريرك السابق (شنودة الثالث) كان يلجأ للاعتكاف حينما تكون الدولة متورطة، باعتباره طريقته المفضلة في التعبير عن غضبه.
وقال إن " حادث تفجر الكنيسة البطرسية، رغم وجود تقصير أمني، لكنه خال من شبهة تورط الدولة.
وأضاف ف تصرح لـ"مصر العربية"، أن طريقة البابا تواضروس تختلف عن نظيره الراحل "شنودة الثالث" في إدارة الكنيسة، حث تمتع الأخير بخبرة سياسية كبيرة، في حين سلك "تواضروس" طريق الرهبنة دون تجارب سياسية.
واستطرد قائلًا: (البابا تواضروس لايميل للمواجهات المباشرة مع الدولة، ولم يعتكف احتجاجا لمواجهة مشاكل الأقباط، منذ مجيئه للكرسي المرقسي.
من جانبه قال النائب القبطي ممدوح رمزي عضو مجلس الشورى السابق، إن حادث تفجير الكنيسة البطرسية ليس طائفيا حتى يعتكف البابا تواضروس، لافتًا إلى أنه حادث إرهابي لا يفرق بين مسلم وقبطي.
وأضاف لـ"مصر العربية"، أن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لـ"شهداء الحادث"، وضعهم في مصاف شهداء الوطن، وبالتالي لم تعد هناك حاجة لاعتكاف البطريرك.
يشار إلى أن حادث تفجير الكنيسة البطرسية أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم سيدات، بجانب عشرات المصابين.