سياسيون عن مراجعات الإخوان: مناورة وتزييف للحقائق
رفض نشطاء سياسيون تقييم الأداء الذي طرحته جبهة القيادة الشبابية لجماعة الإخوان المسلمين تحت عنوان «تقييمات ما قبل الرؤية – إطلالات على الماضي»، مشيرين إلى أن هذه التقييمات مجرد مناورة سياسية.
بينما يرى نشطاء أن هذه التقييمات لن تعيد الاصطفاف بين الإخوان والقوى السياسية التي شاركت بالثورة، إلا أن خبيرًا يجد أن المشهد السياسي برُمّته يحتاج لمراجعات وليس الإخوان المسلمين فقط .
وقالت جبهة القيادة الشبابية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن الجماعة ستكشف تفاصيل التقييم الذي تعرضه على 100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي اليوم الثلاثاء، ثم تنقحها لعرضها على الرأي العام .
والتقييمات وفقًا للبيان الإخواني، تضمنت عدة انتقادات لأداء الجماعة عقب ثورة 25 يناير، أبرزها: تداخل الوظائف بين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان وبين الجماعة، معتبرة أن الحزب كان قسما سياسيا للجماعة أقرب منه إلى حزب، فضلاً عن غياب العلاقة المتوازنة مع الكيانات المجتمعية الأخرى داخل الدولة.
وتحدثت التقييمات عن غياب المشروع السياسي المتكامل للتغيير وإدارة الدولة، إلى جانب خطأ الخلط بين رموز وقيادات الحزب والجماعة ما نتج عنه تحميل التجربة الحزبية الناشئة أمورًا لا دخل لها فيها.
كما انتقدت "التقصير في تنمية وتطوير الكوادر السياسية للإخوان، والوقوع في مصيدة الأخونة التي تصاعدت وتيرتها من جانب التيارات والقوى السياسية الأخرى.
في السياق نفسه، قال حازم عبدالعظيم الناشط السياسي إن من يريد مراجعة نفسه فعليه الاعتراف بأخطائه كاملة، ولكن الإخوان لا يقومون بهذا، لافتًا إلى أنّ المبادرة التي أطلقتها الجماعة ليست مراجعات صادقة بقدر ما هي مناورة سياسية.
وأضاف عبدالعظيم، لـ" مصر العربية"، أن الجماعة عليها مواجهة نفسها بشكل مباشر، من خلال إصلاح السلبيات الكثيرة التي بداخلها أولاً، قبل تقديم مراجعات وهمية، مشيرًا إلى أن طرح الإخوان لهذه المراجعات حاليًا له علاقة بمحاولة التنصل من مسئوليتها عن نتائج استفتاء 19 مارس 2011 الذي اشتهر بـ" غزوة الصناديق".
وتابع،" بيان الإخوان الأخير به مغالطات كثيرة، فهم أكبر من أخطأوا في حق الثورة، كما أنهم لم يتطرقوا لتبنيهم العنف منذ تظاهر القوى السياسية ضد محمد مرسي في ميدان طلعت حرب عقب مرور 100 يوم من حكمه، عندما اعتدوا علينا".
ولفت عبدالعظيم، إلى أنَّ الإخوان ليسوا وحدهم المنوط بهم عمل مراجعات، ولكن جميع السياسيين والقوى المشاركة في ثورة 25 يناير عليها عمل مراجعات والاعتراف بما اقترفوه في حقها.
فيما وصف شريف الروبي، القيادي بحركة 6 أبريل، ما أصدره الجبهة الشبابية بجماعة الإخوان المسلمين، بأنه " كلام تافه لا قيمة له"، لأنهم يحاولون تزييف الحقائق حتى يبدوا كأنهم غير مخطئين. على حد تعبيره.
أشار الروبي لـ" مصر العربية" إلى أن الإخوان أول المهاجمين للمتواجدين بميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير واتهامهم بالسعي لإسقاط الدولة، كما أنهم رفضوا الحوار الجاد خلال فترة حكمهم وكانوا يرغبون في إجراء حوارات وهمية على غرار ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي حاليًا. حسب قوله-.
وأوضح أنَّ جميع القوى السياسية مخطئة في حق الثورة، لكن جماعة الإخوان ارتكبت أخطاء جسيمة منذ رحيل مبارك بدأت بالتحالف مع المجلس العسكري، أدّت لوقوع القوى الثورية في أخطاء لكنها لم تؤثر على الثورة بشكل كبير، لافتًا إلى أنّ الإخوان هم السبب في وقوع 30 يونيو واندساس الفلول بين القوى الثورية.
وفسر الروبي هذه المبادرة، بأن قيادات الإخوان يحاولون العودة للمشهد الإعلامي من خلال إطلاق مثل هذه المبادرات الجدلية، مؤكدًا أن الإخوان ليسوا من الداعين للاصطفاف الوطني؛ لأنهم غير قادرين على الوصول إليه فيما بينهم.
لكن مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، يرى أن التفكير في المراجعات بمصر دائمًا يأتي متأخرًا، ومحدودًا للغاية، مشددًا على أن جميع القوى السياسية مطالبة بالمراجعات وليس الإخوان فقط.
وأضاف السيد، لـ" مصر العربية"، أن ما قدمه الإخوان في مراجعتهم الأخيرة ، ليس كافيًا، وتعد محاولة متواضعة؛ لإقامة جسور التعاون مع القوى السياسية، لافتًا إلى أنها تحمل كثير من المغالطات، إضافة لأنها استمرار لتنصل الإخوان من مسئوليتها.
وتابع" الإخوان لم يقنعوا القوى السياسية بمصر بما طرحوه، في ظل رفض غالبيتها لعودة الجماعة للعمل السياسي مرة أخرى.