عباس: المصالحة مع حماس يجب أن تقوم "على أساس الانتخابات"
قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الأربعاء، إن المصالحة مع حركة "حماس" يجب أن تقوم "على أساس الانتخابات ومن يحصل على أصوات الشعب يستلم البلد، ونحن جاهزون لها".
وأضاف أن الجانب الفلسطيني بدأ حواراً مع الحكومة البريطانية لإعلان اعتذارها عن إصدار "وعد بلفور".
جاء ذلك في كلمة مطولة لعباس خلال الجلسة المسائية لمؤتمر حركة فتح السابع المنعقد في رام الله في يومه الثاني.
وتطرق الرئيس الفلسطيني خلال كلمته لملف المصالحة مع حركة "حماس"، وقال: "مددنا يدنا لحماس دوما للمصالحة".
وأوضح أن "المصالحة (مع حماس) يجب أن تقوم على أساس الانتخابات، ومن يحصل على أصوات الشعب يستلم البلد، ونحن جاهزون لها".
وفيما يتعلق بملف إعمار قطاع غزة، أشار عباس إلى أنه الحكومة الفلسطينية قامت بإعمار العديد من البيوت والمؤسسات في القطاع "ولا يوجد دولة فلسطينية دون غزة، وسنواصل الإعمار كلما توفرت الإمكانيات". ويسود الانقسام السياسي والجغرافي أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف يونيو 2007، في أعقاب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، فيما تدير "فتح" الضفة ولم تفلح جهود المصالحة، والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين، وإنهاء الانقسام.
وفي بيانات سابقة لحركة حماس، قالت إنها جاهزة لخوض الانتخابات الفلسطينية "التشريعية" و"الرئاسية"، متهمة الرئيس الفلسطيني بتعطيل إجرائها. وكانت آخر انتخابات رئاسية فلسطينية جرت عام 2005، فيما جرت آخر انتخابات تشريعية عام 2006 وتصدرتها حماس قبل حدوث الانقسام.
وفي قضية أخرى، أوضح عباس أن "ما يجري في المحيط العربي ليس ربيعا، ليس عربيا، هو تقسيم جديد، سايكس بيكو جديد"، دون مزيد من التفاصيل.
و"سايكس بيكو"، هي اتفاقية سرية وقعتها بريطانيا وفرنسا في 16 مايو 1916، بهدف تفتيت منطقة الشرق الأوسط.
وأسهب عباس في الحديث عن المسيرة الفلسطينية، ومسيرة حركة فتح التي انطلقت عام 1965.
وعن العمل السياسي، قال: "مصممون على حصول عضوية كاملة في الأمم المتحدة، سننضم لكل المنظمات الدولية".
وتابع: "نحن دولة مراقب في الأمم المتحدة ولكننا نؤثر أكثر من عشرات الأعضاء".
وبخصوص الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، لفت إلى أن "الاستيطان غير شرعي ونصمم على جلائه، نحن هنا باقون مرابطون بأرضنا ولن نرحل عنها".
ومضى قائلاً: "فتح واحدة من أبرز معالم التاريخ الفلسطيني المعاصر، تعقد اليوم مؤتمرها في رام الله، ونأمل أن يُعقد مؤتمرنا المقبل في القدس عاصمتنا الأبدية".
وفي حديثه عن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، قال عباس: "لن نعترف بإسرائيل للأبد، إذا لم تعترف بنا فسنرجع عن قرارنا بالاعتراف بها".
وتابع: "نرفض الحلول المؤقتة، والحدود المؤقتة للدولة الفلسطينية، ونرفض الدولة اليهودية، ولا يمكن أن نعترف بها".
وأشار إلى العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تمر بمراحل "هبوط وصعود"، مضيفاً: "مؤخرا عند اندلاع الحرائق في إسرائيل، أبدينا استعدادانا للمساعدة، وأرسلنا الدفاع المدني الفلسطيني".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى ما وصفها بـ"العراقيل" التي أوقفت المفاوضات بين الطرفين، وقال: "اشترطنا وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت".
وأضاف: "يجب أن يكون هناك حل نهائي على أساس دولتين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية في إبريل 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى وقبول حل الدولتين، على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وفي سياق غير بعيد، كشف عباس أن الجانب الفلسطيني بدأ حواراً مع الحكومة البريطانية لإعلان اعتذارها عن إصدار "وعد بلفور"، الذي منح إسرائيل لليهود.
وأضاف في هذا الصدد: "نريد حقنا واعتذاراً من بريطانيا التي تسببت بوعد بلفور".
و"وعد بلفور" هو الاسم الشائع المُطلق على الرسالة التي أرسلها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، وقال فيها إن "الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وأنها ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية". وانطلقت أمس أعمال مؤتمر فتح السابع في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله ويستمر 5 أيام، بحضور 60 وفداً عربياً ودولياً، وكافة الفصائل الفلسطينية بما فيها "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وجددت حركة "فتح" أمس الثلاثاء ثقتها بعباس البالغ من العمر 82 عاما، بانتخابه قائدا عاما للحركة خلال الجلسة الأولى للمؤتمر المنعقد في رام الله.