عاهل البحرين يدعو إلى "إعلاء التعاون الخليجي لمواجهة الظروف "غير المسبوقة"
دعا عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى "أعلى درجات التعاون والتكامل" بين دول الخليج لمواجهة الظروف العالمية "غير المسبوقة".
جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية الـ37، التي انطلقت مساء اليوم الثلاثاء، في قصر الصخير، بالعاصمة البحرينية المنامة.
ولفت عاهل البحرين، في كلمته بافتتاح أعمال القمة أن هذا الاجتماع يأتي "في ظل ظروفٍ سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع".
وبيّن أن تلك الظروف تتطلب من دول الخليج أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلس التعاون على نجاحه المستمر ودوره المؤثر على الساحة العالمية.
واعتبر آل خليفة، أن "مجلس التعاون أضحى صرحاً إقليمياً يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية".
وأشاد بإنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية المنبثقة، لأنها "بمثابة الآلية النوعية لتحقيق التكامل التنموي وتفعيل النشاط الاقتصادي في دول الخليج، لتصبح قوة اقتصادية كبرى على المستوى العالمي، قائمة على أسس الانتاجية والتنافسية والنمو المتصاعد وبما يرتقي بمستويات التنمية المستدامة".
وفي 31 مايو 2016، قرّر قادة دول مجلس التعاون الخليجي في لقائهم التشاوري الـ16، تشكيل هيئة عالية المستوى من الدول الأعضاء تسمى "هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية"، تهدف إلى بحث ومناقشة المواضيع الاقتصادية والتنموية، التي تهم الدول الأعضاء واتخاذ القرارات اللازمة حيالها.
ويوم 10 نوفمبر الماضي، عقد الاجتماع الأول للهيئة، وتم الاتفاق خلاله على "خمسة أولويات أساسية تحظى بالاهتمام والمتابعة الفورية" لإحداث "نقلة نوعية" لمسيرة التنمية الاقتصادية في بلدانها.
وأشاد ملك البحرين، في كلمته، بـ"المشاريع والمبادرات والاتفاقيات الاقتصادية بين دول المجلس، ومن أهمها، قيام السوق الخليجية المشتركة، والربط الكهربائي والمائي".
وأردف: "وتوجهنا نحو الاتحاد الجمركي، ومشروع ربط دولنا بشبكة اتصالات ومواصلات ونقل متقدمة بمختلف الوسائل كالجسور والقطارات، بهدف تحقيق التكامل التنموي الشامل، الذي يأتي على أولويات جدول أعمال هذه القمة بمواضيعها المعززة للتعاون والتلاحم فيما بيننا".
وأكد آل خليفة، على "أهمية مواصلة تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعية والأمنية (بين دول الخليج) لمواجهة كافة أشكال التهديدات والإرهاب".
واعتبر أن ذلك هو "السبيل لحفظ سلامة أوطاننا وأمن شعوبنا وحماية منجزاتنا".
وأشاد في هذا الصدد، بتمرين (أمن الخليج العربي واحد)، الذي استضافته، بلاده الشهر الماضي.
واعتبر ملك البحرين أن دول الخليج تفوقت في مواجهة ما وصفه بـ"فوضى التطرف والإرهاب".
وفي أعقاب الجلسة الافتتاحية، تم عقد جلسة مغلقة لقادة الخليج، منعت وسائل الإعلام من حضورها.
ومن المقرر أن يعقد قادة الخليج، غدا الأربعاء، قمة مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، التي تحضر القمة الخليجية كضيف شرف.
وستكون "ماي" أول رئيس وزراء لبريطانيا وأول امرأة، وثاني زعيم أوروبي يحضر قمة خليجية، وذلك بعد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي سبق أن حلّ ضيف شرف على القمة التشاورية في العاصمة السعودية الرياض، في مايو 2015.