5 يوليو الحكم في اتهام هنيبعل القذافي بـ"تحقير القضاء اللبناني"
رفضت محكمة الاستئناف الجزائية في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأربعاء، إخلاء سبيل هنيبعل القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، وحددت 5 يوليو المقبل، موعدا للحكم في اتهام القاضي زاهر حمادة له بـ"تحقير القضاء اللبناني".
وخلال تحقيق مع هنيبعل، في ملف اختفاء الإمام موسى الصدر (رجل دين شيعي)، ومرافقيه، أثناء زيارته لليبيا في 1978، سأل القاضي حمادة، في ديسمبر الماضي، نجل القذافي إن كان يريد محاميا للدفاع عنه، إثر تنحي محاميه، فرد قائلا: "لا أؤمن بك ولا بقضائك الفاسد والزائف".
وحضر هنيبعل، إلى قاعة المحكمة، اليوم، في حراسة أمنية مشددة، برفقة محاميه الجديد، صخر الهاشم، لسماع أقواله فيما يخص قضية "تحقير القضاء".
وقال المحامي إن موكله مظلوم في الأساس، فهو موقوف بجرم لم يرتكبه، لكونه متهم بكتم معلومات عن مصير "الصدر" ومرافقيه، بينما كان عمر هنيبعل آنذاك سنتين.
ومضى الهاشم، قائلا إنه جرى استدراج هنيبعل، وخطفه من سوريا إلى لبنان، في 2015، بطريقة العصابات، حيث تم نقله بسيارة من سوريا إلى منطقة البقاع شرقي لبنان، بواسطة النائب اللبناني السابق، حسن يعقوب، نجل الشيخ محمد يعقوب، أحد مرافقي الصدر إلى ليبيا.
وأضاف أن موكله تعرض للتعذيب والضرب المبرح والتهديد بالقتل من رجال يعقوب (الذي تم توقيفه لاحقا)، إلى أن حرره عناصر من شعبة المعلومات (قوى خاصة تابعة للشرطة) أواخر 2015.
وتابع المحامي أنه "مرّ على توقيف القذافي أكثر من سنة ونصف بجرم كتم معلومات، مع العلم أنه تقدّم بطلب إخلاء سبيله لدى المحقق العدلي زاهر حمادة، الذي رفض كل طلباته وأبقاه موقوفا دون سبب".
وأوضح أن "القذافي طلب نقل ملفه من المحقق العدلي حمادة إلى محقق آخر، لأن لديه قناعة بأنّ القضاء اللبناني يتلاعب في الحقائق لحساب جهة سياسية وحزبية معروفة (لم يسمها)".
وقال الهاشم، إن "محكمة التمييز قررت نقل الدعوى من القاضي حمادة، لكن الهيئة العامة لمحكمة التمييز قررت وقف تنفيذ القرار، دون إعطاء تبريرات قانونية، ما شكّل إحباطا لدى المدّعي عليه، حيث شعر بالظلم أكثر فأكثر".
وأثناء جلسة اليوم، طلب المدّعي العام التمييزي، سامر يونس، خلال مداخلة له، بإدانة هنيبعل، بجرم "تحقير العدالة والقضاء اللبناني النزيه، الذي لا يحق لأحد التشكيك فيه".
وقبيل ختام الجلسة، سألت رئيسة محكمة الاستئناف الجزائية، القاضية فاتن عيسى، هنيبعل إن كان يريد قول شيء. فرد بقوله: "لم أحقر القضاء ولم أتطاول على لبنان.. لكن فعلا بعض القضاة يأخذون القضية إلى منحى آخر".وتابع نجل القذافي، قائلا: "لا علاقة شخصية لي بخطف الصدر ومرافقيه، وأنا أدفع ثمن حسابات شخصية وسياسية لم أكن على علم بها لصغر سني حينذاك".
ورفضت هيئة المحكمة طلب الدفاع إخلاء سبيل هنيبعل، ومن المقرر أن تصدر، في 5 يوليو المقبل، حكمها في اتهامه بـ"تحقير القضاء اللبناني".
وفي 24 يناير الماضي، حكم القاضي المنفرد الجزائي في بيروت، غسان الخوري، ببراءة هنيبعل القذافي، من اتهامه بـ"تحقير القضاء اللبناني"، غير أن القاضي حمادة، استأنف على الحكم.