تطورات جديدة في اغتيال قاسم سليماني.. واشنطن تغيّر «الدوافع»

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

10:51 15 فبراير 2020
على الرغم من تأكيدات سابقة للإدارة الأمريكية بأنّ الضربة التي نفذت بطائرة مسيرة وقتلت قاسم سليماني في شهر يناير الماضي كانت بسبب تهديد وشيك، كشف البيت الأبيض، في مذكرة، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بالضربة التي قتلت الجنرال الإيراني البارز ردا على هجمات وقعت في الماضي.
 
واستنادًا لما ينص عليه القانون، فقد أرسلت إدارة ترامب إلى الكونجرس تبريرًا غير سري للضربة التي قتلت سليماني قرب مطار بغداد، حيث قال التقرير: "وجه الرئيس بهذا التحرك ردًا على سلسلة متصاعدة من الهجمات في الشهور السابقة من جانب إيران وميليشيات تدعمها إيران على القوات والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط"، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز".
 
 
وبحسب التقرير، فإنّ غرض الهجوم كان حماية العسكريين الأمريكيين وردع إيران وإضعاف قدرة الميليشيات التي تدعمها إيران على شن هجمات و"إنهاء التصعيد الاستراتيجي الإيراني في الهجمات"، وأشار إلى أنّ الدستور يعطي الرئيس الحق في إصدار أمر باستخدام القوة لحماية البلاد من هجوم أو تهديد أو هجوم وشيك.
 
المذكرة نشرتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بعد يوم من إقرار مجلس الشيوخ تشريعًا حاز على دعم نادر من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يقيد قدرة الرئيس على شن حرب على إيران.
 
وبلغ التوتر الأمريكي الإيراني حدًا غير مسبوق بعدما اغتالت واشنطن في غارة شنّتها طائرة بدون طيّار الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قرب مطار بغداد. 
 
 
وردًا على ذلك، شنّت إيران هجومًا صاروخيًّا باليستيًّا، انطلق من طهران، على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز فيها قوات أمريكية بالإضافة إلى قاعدة عسكرية أخرى في أربيل.
 
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في بيان، إنّ إيران أطلقت أكثر من 12 صاروخًا على القاعدتين، فيما نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤول قوله إن عدد الصواريخ بلغ 15.
 
ونشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تسجيلًا صوتيًّا لترامب، كشف خلاله عن تفاصيل اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري.
 
 
ووفق التسجيل الصوتي، أبلغ ترامب بهذه الضربة: "سيدي لديهما دقيقتان و11 ثانية. لا ردة فعل.. دقيقتان و11 ثانية للعيش، سيدي إنهما في السيارة، سيارة مصفحة، سيدي لديهما دقيقة للعيش تقريبا، سيدي 30 ثانية، 10، 9، 8..".
 
وفي حديثه، وصف ترامب هذه الضربة بأنها كانت عبارة عن "اثنين بسعر واحد"، في إشارة لمقتل أبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق إلى جانب سليماني.
 
وأضاف ترامب: "كان سليماني يقول أمورًا سيئة عن دولتنا.. كم من هذا الهراء علينا الاستماع له.. كان إرهابيًّا معروفًا وكان على قوائمنا وكان يفترض به التواجد في بلده".
 
 
ولم تكتفِ واشنطن بالضربة الأمريكية التي قتلت سليماني، لكنّها هددت بضربات مماثلة تؤدي إلى النتيجة ذاتها، حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك، إنَّ إسماعيل قاني خليفة قاسم سليماني سيواجه المصير نفسه، إذا سلك نهجه وقتل أمريكيين.
 
وقال هوك: "إذا سلك إسماعيل قآني نفس مسار قتل الأمريكيين فإنه سيواجه المصير نفسه..  الرئيس ترامب أوضح منذ فترة طويلة أن أي هجوم على أمريكيين أو مصالح أمريكية سيواجه برد حاسم".
 
وأضاف: "هذا ليس تهديدًا جديدًا إذ يقول الرئيس الأمريكي دائمًا إنه سيرد دومًا بحسم لحماية المصالح الأمريكية.. وبعد تحييد أخطر إرهابي في العالم، ستصبح المنطقة أكثر أمنًا، لأن سليماني كان الصمغ الذي يجمع وكلاء إيران في المنطقة، وموته سيخلق فراغًا لن يتمكن النظام من ملئه".

اعلان