خبراء: زيارات الروس لمصر «فنكوش».. وعودة السياحة «مجهولة»
زيارات متكررة تستقبلها مصر من الجانب الروسي أملًا في عودة السياحة الروسية بعد توقفها منذ سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، إلا أن خبراء يرون أنه حتى الآن مازال موعد العودة مجهولاً.
استقبلت مصر مايقرب من 5 زيارات لوفودأمنية روسية لبحث تأمين المطارات المصرية، ففي أواخر العام المنصرم 2016 استقبل الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الروسي بوتين للاتفاق على موعد استئناف الطيران بين موسكو والقاهر، واليوم أعلنت
وزارة الطيران الروسية أن خبراء روس سيبدأون زيارة إلى مطاري الغردقة وشرم الشيخ غدًا الأربعاء لفحص التدابير الأمنية.
وتعقيبًا على ذلك، قال زين الشيخ، الخبير السياحي، إنَّ مصر تلقت وعودًا متكررة لعودة السياحة الروسية إلى مصر رغم تنفيذها أكثر من 85% م مطالبها في تأمين المطارات وأكدت ذلك الوفود الأمنية التي زارت مصر خلال الفترة الماضية، معلقًا:"أن السياحة الروسية في مصر أصبحت كالفنكوش ونحن نجري وراء سراب".
وأضاف زين في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن الأزمة في عودة السياحية الروسية لم تكن سياسية فقط، وإنما ارتبطت أيضا بالأزمة الاقتصادية وتراجع سعر الروبل الروسي أمام الدولار، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن مصر رتبت البيت من الداخل جيدًا طوال الفترة الماضية، بما يضمن استعداد مطاراتها التام لاستقبال الأفواج السياحية عمومًا، وليست الروسية على وجه الخصوص.
وأضاف عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية، إنه لايوجد قرارات رسمية لعودةالسياحة الروسية إلى الآن، لافتًا إلى إن الحكومة المصرية حققت الإجراءات الأمنية التي طلبت منها من الجانب الروسي استعدادًا لعودة حركة السياحة إلى مصر بعد توقفها منذ أكتوبر 2015.
وأضاف عماري في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن روسيا ستبدأ بخطوطها الأساسية والتي تمثل الحالات الأسبوعية للرحلات في حالة استئناف رحلاتها إليها، معلنًا ان ذلك سيعقبه زيادة الطلب إلى المقصد السياحي المصري ومن ثم ضخ الطيران الشارتر إليها.
كما أكد مجدي البنودي، الخبير السياحي، أن مايتم من زيارات متكررة والاتصال بين بوتن والسيسي مؤشرات جيدة لفك حظر رحلات الطيران وقرب عودة الروس إلى منتجعات مصر في الغردقة وشرم الشيخ يتصدرها تقارب وجهات النظر بين مصر وروسيا ومناصرتها في ملفاتها السياسية داخل المنطقة.
وأضاف البنودي في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن ثبات أسعار رحلات الطيران والتي تتراوح مابين 500 دولار الى 700 دولار في مصر وفي الفنادق الـ 3 نجوم مابين 300 دولار إلى 400 دولار وأيضًا الوعود التي قدمتها روسيا لمصر بعدم عودة السياح خلال عام 2016 في شهر أبريل الماضي وأن تستأنف رحلاتها مطلع عام 2017 سيزيد من اقبال المواطنين الروس في أمن وسلامة منتجعات الغردقة وشرم الشيخ.
وكانت مصر استقبلت في 7 سبتمبر، و8 أغسطس، و 28 أغسطس، و 28 يونيه، عددا من الخبراء الروس بمجال أمن وتأمين وسلامة المطارات، وذلك "للتدقيق فى إجراءات أمن المطارات".
ويذكر أنه في 28 يونيه تحت رعاية شريف فتحي وزير الطيران المدني، تم توقيع عقد تعاون بين الشركة الوطنية فالكون لأمن المطارات وشركة ريستراتا البريطانية للاستشارات والتدريب من أجل تدريب عناصر الأمن الجدد لشركة فالكون، بحضور السيد جون كاسن سفير بريطانيا.
وفي 26 ديسمبر وصل إلى القاهرة مكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي، قادما على رأس وفد رفيع بطائرة خاصة من موسكو في زيارة استغرقت يومين بحث خلالها الاستعدادات الخاصة باستئناف رحلات الطيران والسياحة.
وكان الرئيس الروسي بوتين أجرى اتصالاً هاتفيًا في 29 ديسمبر الماضي مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي لبحث استئناف الطيران بين موسكو والقاهرة وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي بحث مع نظيره المصري مسألة استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة.
وذكرت وزارة الطيران في تصريحات لوكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية أن خبراء روس سيبدأون زيارة إلى مطاري الغردقة وشرم الشيخ غدًا الأربعاء.
وصرح وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف في وقت سابق بأن سلطات الطيران المصرية قد أخطرت روسيا باستعدادها لاستقبال الخبراء الروس الذين سيقومون بمراجعة التدابير الأمنية في مطاري شرم الشيخ والغردقة.
وأشار سوكولوف إلى استئناف الرحلات الجوية بين البلدين على الأرجح في يناير 2017.
ويعكف حاليًا فريق من خبراء الطيران الروس على إعداد تقرير حول الأوضاع الأمنية في المطارات المصرية وذلك في أعقاب عودتهم من مهمة تفتيش كانوا يقومون بها في مصر لتفقد إجراءات السلامة المطبقة في الموانئ الجوية بها.
كان وفد روسي قد قام بتفقد التدابير الأمنية المتبعة في مبنى الركاب رقم 2 الواقع بمطار القاهرة الدولي، أثناء زيارته لمصر أواخر ديسمبر المنصرم والتي استغرقت ثلاثة أيام.
واتخذت السلطات الروسية قرارًا بتعليق كافة رحلاتها الجوية المتجهة من وإلى مصر في أعقاب واقعة سقوط الطائرة الروسية في سيناء بعد انفجارها عقب إقلاعها بدقائق معدودة من مطار شرم الشيخ وهي متجهة إلى سان بطرسبرج في الـ 31 من أكتوبر 2015، ما أدى إلى مقتل كافة ركابها الـ 224 .